بعد أن عمل طوال 25 عاما كمركز لموضوع الفنون الجميلة في المركز الثقافي في كفر ياسيف، وفي نفس الوقت مرشدا للفنون في مراكز ثقافية كالمكر وشفاعمرو وأماكن أخرى، إضافة لكونه محاضرا للفنون الجميلة في الكلية العربية للتربية طوال 25 عاما. كما كان من مؤسسي مركز خليل السكاكيني في رام الله وعضو مجلس امناء في المركز وكانزا لعدد من المعارض التي احتضنها المركز. وكانزا لمعارض الفنانين في بيت الكرمة ومشروع "عيد الأعياد" في حيفا، يؤكد الفنان الفلسطيني الحيفاوي عبد عابدي أن " مستقبل الفن الفلسطيني مرتبط ببقائنا هنا"!!
مشاريع ضخمة: معرض و16 بوستر عن 250 سنة لقيام حيفا
عن آخر مشاريعه يحدثنا عبد عابدي: "إحدى المشاريع الهامة التي نفذتها بالتعاون مع مركز مساواة هو التحضير لإقامة معرض وإصدار 16 بوستر عن "250 سنة لقيام مدينة حيفا"، برأيي هذا أحد المشاريع الهامة في هذه المدينة من الناحية الفنية، بحيث أننا اشركنا مجموعة تضم حوالي 14 طفلا وطفلة من أحياء حيفا المختلفة، وتعاونا مع مصورة اسرائيلية لتنفيذ هذا المشروع، ولا شك أنه مشروع ضخم، بمثابة إرجاع ذاكرة منسية لحيفا العربية التي بُنيت في عهد ظاهر العمر، في العام 1951/2، وهي قيمّة وهامة لهذا الجيل الذي لا يعرف ما سبق وجذوره التاريخية في حيفا وأماكن أخرى، فحيفا تمثل بالنسبة لي مكان وشواهد تاريخية، وآمل أن تبقى هذه البقايا من الشواهد حاضرة في ذهن الأشخاص، لأنها بدون شك علامات هامة في تطوّرنا وماضينا وحاضرنا ومستقبلنا!
وأضاف عابدي: يهمني أن يصل هذا المشروع لعدد كبير من المهتمين في الموضوع، خصوصا وأننا أصدرنا مجموعة البومات لنساهم على الأقل في هذا الاشتراك باستحضار التاريخ في العام 2011، بعد مرور 250 سنة على تأسيس المدينة"!
ورشة للمبدعين في القسم الشرقي من المانيا
وتابع: "شاركت في تموز وآب الماضيين في ورشة للمبدعين في القسم الشرقي من المانيا، وهو بات تقليدا سنويا لي – المشاركة في هذا المشروع، وإدخال الفنانة نسرين ابو بكر أيضا لهذا المشروع، الذي هو تحت عنوان الألوان الفضية والذهبية كخلفية تاريخية للعديد من الحضارات ومنها البيزنطية بالطبع. وقد تعاملت مع هذه الألوان خلال اشتراكي استنادا للمصطلح الفرنسي "جلامور" أي البهرجة والألوان الفضفاضة، فساهمت من حيث أولا استرجاع قسم من تراث الشرق الأوسط، المتأثر بالحضارة البيزنطية في الجوامع كالجامع الأموي في دمشق، والكنائس الشرقية، وكان هذا اشتراكا مؤثرا وايجابيا جدا.
وأكدّ عابدي أنه مستمر في نشاطه خاصةً المشاركة في المعارض العالمية، علمًا أنه شارك في حزيران الماضي بمعرضٍ ضخم اقيم في المنطقة الغربية في فرنسا، وكان موضوع اللوحات بالأساس الفنان والنحات فولتير، وقد حل عابدي كضيف مشارك من مناطق اخرى، إلى جانب فنانين فرسنيين ساهموا في إنعاش ذاكرة الفن الخالد لفولتير.
وقال عابدي: اعتقد أنن ساهمت بتمثيل قضيتي وتصوراتي كفنان فلسطيني في فرنسا.
معرض الهوية وورشات الإبداع
يعتز عابدي انه شارك في معرض "الهوية"، حيث قال: جمع المعرض فنانات وفنانين فلسطينيين وشاركت ضمن المعرض كاستعراض لقضية الانتماء لهؤلاء الفنانين والفنانات الفلسطينيين والفلسطينيات في مدينة دوسلدورف. منهم ايمان محاميد، أنيسة أشقر، وغيرهما. هذه النشاطات بالاضافة للتحضير ضمن ورشة الابداع في مرسمي لاقامة لقاء في بستان الخياط في 29 تشرين أول المقبل، والذي يمثل معالم حضارية لمكان مُنسى ومهمل، وائتلاف القوى المختلفة من أجل صيانة البستان، وإرجاع معالمه، بحيث يتمكن السكان من استرجاعه في الذاكرة والوجدان المحليين. هذا البستان هو آخر ما تبقى من معالم جميلة في حيفا، فقد تم في هذه البلاد طم جميع الآبار والينابيع التي تمثل الرابط ما بين الانسان وأرضه، وهذا البستان الذي تسري فيه نبعة طبيعية، قد يكون آخر هذه المعالم. يذكر أن العديد من المنازل التي بُنيت في بداية القرن العشرين وأواسطه كان فيها نوافير مياه، والتي تم سرقة غالبيتها منها. ولذكل هناك أهمية كبرى في المحافظة على هذا المكان".
هل ترى مستقبلا للفن الفلسطيني؟
يقول عابدي: "كل مستقبل إبداعي مرهون بمستقبل وجودنا على هذه الأرض. نحن ندرك تماما أنه من خلال وجودنا كأقلية مضطهدة، وما تبقى من فلسطينيين بعد العام 1948 في هذه البلاد، استطعنا على الرغم من النكسة والنكبة التي حلّت بأبناء شعبنا أن نضع القلم والصوت والصورة في مكان بارز بالعالم العربي. بالطبع استذكار الفنان الراحل اسماعيل شموط وكروم الأكحل وغيرهما، والنشاط المتواضع الذي قمت به من خلال مسيرتي الفنية والتي من ما زالت في مسعى مستمر للمساهمة. الحياة الفلسطينية والوجود الفلسطيني هو وجود كما قال أبو مازن "هنا باقون"! ففي هذه الحالة "هنا باقون" وإبداعتنا وفننا ستلازمنا طالما هنا باقون"!
[email protected]
أضف تعليق