شهد مهرجان إهدنيات الدولي 2011 أمس لقاءاً فنياً فريداً وأول من نوعه، جمع بين كل من أسامة الرحباني، هبة طوجي ووديع أبي رعد، وذلك في ليلة كثرت معاني كلماتها و أبعاد قصائدها، كما والرسائل الإنسانية ، الإجتماعية و السياسية الكامنة وراء جماليتها. إستهل الرحباني الحفل بتقديم الشكر لإهدن الحاضنة لهذا المهرجان و للإدارة المشرفة على نجاحه وتوسعه من عام إلى آخر.
و بلهجة حازمة و ثقة معهودة قال الرحباني: “لا النار،و لا لهب الصيف، و لا المطر او البرد سوف يوقفون مهرجان إهدنيات”، و شدد على ضرورة مجابهة الجهل و التطرف و العنف بالفن والإنفتاح و الثقافة، شاكرا الوزير سليمان فرنجية وعقيلته السيدة ريما فرنجية اللذان حضرا الحفل على جهودهما المتواصلة واهتمامهما الكبير بتقديم الافضل للمنطقة وللبنان، كما شكر للجمهور الكبير الذي ضاقت به المدرجات حضوره وتفاعله في ليلة اهدنية مميزة.
وكان من نصيب الحاضرين في هذه الليلة باقة من أجمل الأغنيات القديمة ومقتطفات من الأعمال المسرحية، وعدد من الأغنيات الجدد بحيث صودف في هذه الليلية صدور الأسطوانة الغنائية الأولى لهبة طوجي و التي تحمل عنوان “لا بداية و لا نهاية”، كما و خص الرحباني مهرجان إهدنيات بأربعة أعمال مصورة عرضت و للمرة الأولى على الشاشات العملاقة أمام جمهور إهدنيات.
فمع الاغنية الثوروية الشهيرة “لازم غير النظام” بدأ لتكر سبحة هذه الليلة مع “كفى بك دائي” و “طوى الجزيرة” من مسرحية أبو الطيب المتنبي، “كل ما منرجع عهالدني” من مسرحية جبران والنبي، “غريبين و ليل” من مسرحية صيف 840، “المرتزقة” من مسرحية ملوك الطوائف.
كما تخلل العرض تحية ً لتشي غيفارا من خلال أغنية تحمل إسمه: “كلما بطلع عالجبل بتذكر غيفارا، وبكل شجرة بشوف وجو لا غيفارا”، ومن ثم “حبيتك وبحبك”، “بلدية بيروت” التي كانت من أولى أغنيات الراب في العالم العربي، “لاموني كثير” من مسرحية دون كيشوت، بالإضافة إلى أغنيات “حلم”، عالبال يا وطنا”، و غيرها.
إتصفت الليلة بزخم المعلومات و المواقف التاريخية التي كان يسردها الرحباني على مسامع الحاضرين بين الحين و الآخرمن خلال وقفات سريعة بين الأغنيات كان يستذكر فيها التحولات التاريخية و المفاصل الحياتة التي كانت مصدر الوحي وراء تأليف هذه الأغنيات. كما و لم يبخل الرحباني بشروحات و تعليقات تناغمت مع مضمون الحفل ، مع و تيرة تداور الغناء بين هبة طوجي و وديع أبي رعد و تشارك الغناء في العديد من الأحيان، جنبا ً إلى جنب مع عزف الرحباني على البيانو. والجدير ذكره هنا هو حضور الكبير الحاضر الغائب الأستاذ منصور الرحباني في هذه الليلة في كل كلمة نطقت بها و هبي و أبي رعد، و في النفحة الفلسفية و الميتافيزيقية التي طغت على الحفل و التي كانت من إختصاص الكبير الراحل.
لم يغب الرحباني الأب عن قلب و وجدان الرحباني الإبن، فكانت تحية إكبار و تقدير من جمهور إهدنيات للكبير الراحل، تقديرا ً لما أورثه لنا من فن و ثقافة و زاد حياتي موسيقي ننعم به بشكل يومي.
مع نهاية هذا الحفل، يتحضر مسرح إهدنيات لإستضافة جمهور من نوع آخر و من فئة عمرية أخرى، كما وعروض غنائية راقصة و كثيرة الحياة، أما المناسبة فهي بدأ أسبوع الأطفال ضمن فعاليات مهرجان إهدنيات الدولي، و الذي يمتد على أربعة أيام متنوعة من 18 إلى 21آب.
[email protected]
أضف تعليق