الساعة الرابعة من فجر اليوم الأحد انطلقت ثلاث سيارات أو دوريات إطفاء من ثلاث مدن فلسطينية في الضفة الغربية: بيت لحم، رام الله، وجنين، إلى حيفا وجبال الكرمل. الرحلة التي تستمر عادة عدة ساعات وربما أيام لأخوتنا الفلسطينيين لعبور المعابر العسكرية، لم تطل طويلا، وكانت مسهلة جدًا. الجزء الصعب في رحلتهم كان في جبال الكرمل والعمل على إخماد الحريق العملاق الذي اندلع في المكان ومساعدة قوات الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية على هذه المهمة.

منذ ساعات الصباح عمل 21 رجل اطفاء فلسطيني من قوات الدفاع المدني على إخماد الحريق الذي اندلع بالقرب من القرية التعاونية (كيبوتس) بيت أورن على جبال الكرمل والمنطقة المجاورة والمحيطة له. وترأس الوحدة الفلسطينية الضابط ابراهيم عايش – مدير الدفاع المدني لواء بيت لحم، وبمرافقة عمار معالي من الارتباط العسكري الفلسطيني – لجنة التنسيق. كما ورافقهم يسرائيل جورون من قوات الإنقاذ والإطفاء الإسرائيلية ليرشدهم على الطريق، بالإضافة إلى جنديين من وحدة الإدارة المدنية في جيش الدفاع الإسرائيلي، الذين لازموا القوات الفلسطينية في عمليات إخماد الحرائق وساعدوا في الترجمة من العربية إلى العبرية وبالعكس.

الفلسطيني أكثرًا نشاطًا في أخماد الحريق...

ويؤكد المسؤولون في قوات الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية أن الدعم الفلسطيني مبارك وأنهم خير مساعدة ومساهمة في اخماد الحريق، ورغم عدم رغبتة المسؤولين بالاعتراف، إلا أنه بدا واضحا أن الفلسطيني الأكثر نشاطا من بين العاملين على اطفاء الحرائق.

عياش...عمل إنساني لا علاقة له بالعواطف

من جهته يقول الضابط ابراهيم عايش – مدير الدفاع المدني لواء بيت لحم وقائد الوحدة التي قدمت الى البلاد للمشاركة في عمليات إخماد الحريق: “جئنا الى هنا كقوات الدفاع المدني الفلسطيني من رام الله وبيت لحم وجنين ومن كافة المناطق، تجمعنا في جنين ومن هناك انطلقنا إلى الكرمل للمساعدة في إخماد الحريق. هذا الأمر يندرج في جانب عملنا الإنساني ونحن نعتز ونفتخر بهذا العمل الإنساني لمساعدة الناس وإخماد الحرائق. نحن نسخّر قدراتنا للعمل الإنساني".

وأضاف في رد على سؤال حول انتقادات من قبل بعض الجهات حول مشاركة قوات من دول عربية قريبة بإخماد الحريق في جبال الكرمل، مدعين أن هذا العمل عبارة عن "مساعدة العدو"، قال عياش: “اولا نحن جئنا بتوجيهات من القيادة الفلسطينية وعلى رأسهم سيادة الرئيس محمود عباس ودولة الرئيس رئيس الوزراء د. سلام فياض، وزير الداخلية ومدير عام الدفاع المدني بإجماعهم قيادة الشعب الفلسطيني، بإجماعهم وجهونا للعمل الانساني وحثونا على أن نحضر ونساعد على اخماد الحرائق في جبال الكرمل ونحافظ على تواجد أشجار الكرمل الجميلة.

وأضاف: "هذا جزء من عمل الدفاع المدني وجزء من توجه القيادة الفلسطينية في جانب العمل الانساني، وهذه ليست المشاركة الاولى لنا خارج فلسطين، فجهاز الدفاع المدني شارك في زلزال هاييتي ولنا مشاركات دولية. هذه طبعا توجيهات من القيادة الفلسطينية التي تحب ان تكون لها بصمة في كل مكان بالعالم في الجانب الانساني وجانب يؤدي للسلام".

جورون...نتمني إخماد النار بين الشعبين

ويؤكد يسرائيل جورون أن قدوم قوات الدفاع المدني الفلسطينية لمساعدة القوات الإسرائيلية على إخماد الحريق هو أمر يثلج الصدر آملا أن يكون هذا الامر مساهمة في التعايش بين الشعبين وتقوية الروابط ومقدما لعملية السلام.

ويؤكد أن التعاون مثمر جدا وأن مساهمة القوات الفلسطينية كبيرة جدا وهامة جدا. ويقول: “هناك بعض الفوارق بين الطرفين، ولكن الفارق هو بالأشخاص أكثر، ترى أشخاصا يريدون العمل، يحاربون ويدعمون، نأمل أن يكون هذا التعاون طريقنا للسلام والتعايش بين الشعبين".

عياش يأمل زيارة حيفا دون حرائق أو قيود

ويأمل عياش أن يكون هذا العمل فاتحة خير على الشعبين. وأنهى حديثه بالقول: “آمل أن يعم السلام في المنطقة وعلى شعوب المنطقة أجمع، وأن يعيش السكان باستقرار وأن نصل الى حيفا ونزور حيفا بدون قيود"...

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]