ام غسان، كما يحلو لها ان تُنادى، ذاقت طعم السجن عام 2003، وقبل ذلك وبعده لا تزال تعرف طعم المرارة، فقد حُرمت من رؤية زوجها أحمد سعدات "الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، وهو القابع خلف القضبان منذ عام 2001، ونقل عام 2002 من سجن أريحا الفلسطيني الذي أدارته القوات الأمريكية والبريطانية ليقتحم الجيش الاسرائيلي السجن وليقاد الى سجن عزل آخر، كما غيره من الفلسطينيين، وقد صدر بحقه حكم بالحبس لمدة 30 عامًا.
وتحكي عبلة سعدات، مشاعرها في ظل غياب زوجها إذ تقول: يعيش أحمد عزلاً انفراديًا في زنزانة، في الشهور الأولى من سجنه كان معزولا تمامًا، لكنهم بعد ذلك ارسلوا له شخصًا آخرًا يشاركه عزلته، ويُمضي في غرفته 23 ساعة، ليُسمح له بالخروج ساعة واحدة خارج جدران غرفته.
وتضيف سعدات: قبل أيام جرت محكمة استئناف ضد منع زيارتنا، وقد رفض القاضي الاستئناف بحجة أن هناك ملفٌ سري. أنا أفهم ان الملف السري يصدر عند تمديد الاعتقال، لكن أن تُحرم عائلة السجين من زيارته بسبب "الملف السري"، هذا ما لا أفهمه، ولا أظن ان هناك عاقلاً سيستوعبه... أما أنا فأرى في ذلك "أقسى حالات التعسف" بحق الانسانية، والبشرية جمعاء!
المحامون يحملون رسائل منه واليه!
وتحدثني ام غسان عن لغة التواصل بين أحمد سعدات وعائلته، فتقول: يتم تواصلنا عن طريق المحامي، فهناك أكثر من محامٍ يزوره، محامي وزارة الأسرى ومحامي نادي الأسير، ومهمة المحامي ان يطمئننا على صحته وبالمقابل نطمئنه على أحوالنا.
وحتى المحامي الموكَل بلقاء زوجي، لا يمكنه ان يوصل جميع الاحتياجات لأحمد، اللهم الا حساب الكانتينا.
تعلمنا من أحمد الصمود...
"بالنسبة لنا كلمة "صمود" تعني الكثير، فصمود هي ابنتنا العزيزة، التي تعلمت من والدها معنى الصمود والصبر... هكذا تعلم أبنائي من والدهم الصمود والقدرة على التحمل".
وتضيف سعدات: نعرف انّ لدينا عدوًا مشتركًا غاصبًا، لا يعرف الانسانية ولا الحقوق الشرعية، أحمد ظرفه صعب وقد عانى الكثير ولا يزال، لكنّ كما هو كذلك، لدينا قناعاتنا بعدالة قضيتنا وبإرداة شعبنا، وبالإيمان لانتزاع الحق.... زوجي اعتقل منذ العام 2001، وهناك زوجات حُرمن من رؤية ازواجهن منذ عشرين وثلاثين عامًا، تظل الحياة صعبة لكنها مستمرة، ولا بُدَ لليلِ الظلم أن يزول، هذه هي مبادئنا التي تعطينا القدرة على التحمل والتواصل، وانا اسير في نفس الدرب الذي سار به زوجي على أمل بزوغ فجر الحرية.
رسائل انسانية... ورسائل وطنية....
عبلة (ريماوي) سعدات، ام غسان، تعمل كموظفة، وكناشطة نسوية في اتحاد لجان المرأة، وهي ترى في نشاطاتها وعملها رسالة انسانية عامة، خاصة انها استطاعت كما قالت ان تخرج من الحالة الفردية الى القضية العامة، ومن أجل الصالح العام يصبح الخاص من الصغائر.
و"في هذا أيضًا تعلمت من المناضل أحمد سعدات"، كما قالت وأضافت: إنّ أهم رسالة يحملها زوجي من سجنه هي أن "الوحدة الوطنية" هي الأساس لاستمرارنا ومقدمة لعملنا المشترك الوطني الذي نصل من خلالها الى التحرير وانهاء الاحتلال وكنسه عن أرض فلسطين... أحمد سعدات انسانٌ قبل كل شيء، وفلسطيني يُناضل وهذا الوطن يسكن بين ضلوعه.... فكيفَ لا أفخر أنني زوجة مناضل؟!!".
قريبًا... سيتحرر من سجنه!
ورغم انّ زوجة أحمد سعدات لم تُبلغ شيئًا بخصوص موعد الإفراج عن زوجها، خاصة ان حكمه لا يقل عن 30 عامًا، الا انّ الأمل الكبير بتحريره قريبًا هو حلمٌ طالَ انتظاره، وسيظل الحلم قائمًا طالما انّ هناك جنديٌ شغل العالم بأجمعه هو شاليط... سعدات تأمل بأن يكون زوجها واحدا مِن المحررين... و"إن طالَت العتمة فإنّ النور قريبًا سيسطع".
السجن... رفيق دربه منذ سنين طوال!
- ولد أحمد سعدات عبد الرسول في مدينة البيرة عام 1953، لأسرة مناضلة هُجرت من قريتها الأصلية دير طريف عام 1948 إثر الاحتلال الاسرائيلي.
- تخرّج من معهد المعلمين في مدينة رام الله عام 1975 - تخصص رياضيات.
- التحق سعدات بصفوف العمل الوطني في إطار العمل الطلابي منذ نعومة أظفاره، بعد هزيمة حزيران عام 1967 وفي عام 1969 انضم لصفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
- اعتقل لأول مرة في شباط عام 1969 لمدة ثلاثة شهور، ولم تمض شهور قليلة حتى أعادت اسرائيل اعتقاله للمرة الثانية في نيسان من العام 1970 وأمضى 28 شهراً في السجون.
- في آذار عام 1973 اعتقل وأمضى 10 أشهر، وأعيد اعتقاله للمرة الرابعة في أيار 1975 لمدة 45 يوماً، وفي أيار عام 1976 أعتقل للمرة الخامسة وسجُن 4 سنوات.
- اعتقل مرة اخرى في تشرين الثاني 1985 لمدة عامين ونصف، وبعد اندلاع الانتفاضة الأولى اعتقل في آب عام 1989 أعيد اعتقاله للمرة السابعة فأمضى في الاعتقال الاداري 9 أشهر. وفي المرة الثامنة أعتقل عام 1992 لمدة 13شهراً أمضاها في الاعتقال الإداري أيضاً.
- سجنته السلطة الفلسطينية ثلاث مرات ، في كانون أول 1995 ، وفي كانون الثاني 1996 وفي آذار 1996.
- تقلد سعدات مسؤوليات متعددة داخل السجون وخارجها ، وانتخب عضواً في اللجنة المركزية العامة للجبهة في المؤتمر الرابع عام 1981، وفي المؤتمر الخامس عام 1993 أعيد انتخابه لعضوية اللجنة المركزية العامة والمكتب السياسي أثناء وجوده في المعتقل الإدارى، وأعيد انتخابه لعضوية اللجنة المركزية العامة، والمكتب السياسي في المؤتمر الوطني السادس العام 2000.
- بعد اغتيال أبو علي مصطفى، تم انتخاب سعدات في تشرين الأول عام 2001، كأمين عام للجبهة الشعبية.
- في الخامس عشر من كانون ثاني عام 2001 تم اعتقاله هو ورفاقه في سجن اريحا تحت وصاية امريكية بريطانية، ليُنقل عام 2002 الى السجون الاسرائيلية
وتحكي عبلة سعدات، مشاعرها في ظل غياب زوجها إذ تقول: يعيش أحمد عزلاً انفراديًا في زنزانة، في الشهور الأولى من سجنه كان معزولا تمامًا، لكنهم بعد ذلك ارسلوا له شخصًا آخرًا يشاركه عزلته، ويُمضي في غرفته 23 ساعة، ليُسمح له بالخروج ساعة واحدة خارج جدران غرفته.
وتضيف سعدات: قبل أيام جرت محكمة استئناف ضد منع زيارتنا، وقد رفض القاضي الاستئناف بحجة أن هناك ملفٌ سري. أنا أفهم ان الملف السري يصدر عند تمديد الاعتقال، لكن أن تُحرم عائلة السجين من زيارته بسبب "الملف السري"، هذا ما لا أفهمه، ولا أظن ان هناك عاقلاً سيستوعبه... أما أنا فأرى في ذلك "أقسى حالات التعسف" بحق الانسانية، والبشرية جمعاء!
المحامون يحملون رسائل منه واليه!
وتحدثني ام غسان عن لغة التواصل بين أحمد سعدات وعائلته، فتقول: يتم تواصلنا عن طريق المحامي، فهناك أكثر من محامٍ يزوره، محامي وزارة الأسرى ومحامي نادي الأسير، ومهمة المحامي ان يطمئننا على صحته وبالمقابل نطمئنه على أحوالنا.
وحتى المحامي الموكَل بلقاء زوجي، لا يمكنه ان يوصل جميع الاحتياجات لأحمد، اللهم الا حساب الكانتينا.
تعلمنا من أحمد الصمود...
"بالنسبة لنا كلمة "صمود" تعني الكثير، فصمود هي ابنتنا العزيزة، التي تعلمت من والدها معنى الصمود والصبر... هكذا تعلم أبنائي من والدهم الصمود والقدرة على التحمل".
وتضيف سعدات: نعرف انّ لدينا عدوًا مشتركًا غاصبًا، لا يعرف الانسانية ولا الحقوق الشرعية، أحمد ظرفه صعب وقد عانى الكثير ولا يزال، لكنّ كما هو كذلك، لدينا قناعاتنا بعدالة قضيتنا وبإرداة شعبنا، وبالإيمان لانتزاع الحق.... زوجي اعتقل منذ العام 2001، وهناك زوجات حُرمن من رؤية ازواجهن منذ عشرين وثلاثين عامًا، تظل الحياة صعبة لكنها مستمرة، ولا بُدَ لليلِ الظلم أن يزول، هذه هي مبادئنا التي تعطينا القدرة على التحمل والتواصل، وانا اسير في نفس الدرب الذي سار به زوجي على أمل بزوغ فجر الحرية.
رسائل انسانية... ورسائل وطنية....
عبلة (ريماوي) سعدات، ام غسان، تعمل كموظفة، وكناشطة نسوية في اتحاد لجان المرأة، وهي ترى في نشاطاتها وعملها رسالة انسانية عامة، خاصة انها استطاعت كما قالت ان تخرج من الحالة الفردية الى القضية العامة، ومن أجل الصالح العام يصبح الخاص من الصغائر.
و"في هذا أيضًا تعلمت من المناضل أحمد سعدات"، كما قالت وأضافت: إنّ أهم رسالة يحملها زوجي من سجنه هي أن "الوحدة الوطنية" هي الأساس لاستمرارنا ومقدمة لعملنا المشترك الوطني الذي نصل من خلالها الى التحرير وانهاء الاحتلال وكنسه عن أرض فلسطين... أحمد سعدات انسانٌ قبل كل شيء، وفلسطيني يُناضل وهذا الوطن يسكن بين ضلوعه.... فكيفَ لا أفخر أنني زوجة مناضل؟!!".
قريبًا... سيتحرر من سجنه!
ورغم انّ زوجة أحمد سعدات لم تُبلغ شيئًا بخصوص موعد الإفراج عن زوجها، خاصة ان حكمه لا يقل عن 30 عامًا، الا انّ الأمل الكبير بتحريره قريبًا هو حلمٌ طالَ انتظاره، وسيظل الحلم قائمًا طالما انّ هناك جنديٌ شغل العالم بأجمعه هو شاليط... سعدات تأمل بأن يكون زوجها واحدا مِن المحررين... و"إن طالَت العتمة فإنّ النور قريبًا سيسطع".
السجن... رفيق دربه منذ سنين طوال!
- ولد أحمد سعدات عبد الرسول في مدينة البيرة عام 1953، لأسرة مناضلة هُجرت من قريتها الأصلية دير طريف عام 1948 إثر الاحتلال الاسرائيلي.
- تخرّج من معهد المعلمين في مدينة رام الله عام 1975 - تخصص رياضيات.
- التحق سعدات بصفوف العمل الوطني في إطار العمل الطلابي منذ نعومة أظفاره، بعد هزيمة حزيران عام 1967 وفي عام 1969 انضم لصفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
- اعتقل لأول مرة في شباط عام 1969 لمدة ثلاثة شهور، ولم تمض شهور قليلة حتى أعادت اسرائيل اعتقاله للمرة الثانية في نيسان من العام 1970 وأمضى 28 شهراً في السجون.
- في آذار عام 1973 اعتقل وأمضى 10 أشهر، وأعيد اعتقاله للمرة الرابعة في أيار 1975 لمدة 45 يوماً، وفي أيار عام 1976 أعتقل للمرة الخامسة وسجُن 4 سنوات.
- اعتقل مرة اخرى في تشرين الثاني 1985 لمدة عامين ونصف، وبعد اندلاع الانتفاضة الأولى اعتقل في آب عام 1989 أعيد اعتقاله للمرة السابعة فأمضى في الاعتقال الاداري 9 أشهر. وفي المرة الثامنة أعتقل عام 1992 لمدة 13شهراً أمضاها في الاعتقال الإداري أيضاً.
- سجنته السلطة الفلسطينية ثلاث مرات ، في كانون أول 1995 ، وفي كانون الثاني 1996 وفي آذار 1996.
- تقلد سعدات مسؤوليات متعددة داخل السجون وخارجها ، وانتخب عضواً في اللجنة المركزية العامة للجبهة في المؤتمر الرابع عام 1981، وفي المؤتمر الخامس عام 1993 أعيد انتخابه لعضوية اللجنة المركزية العامة والمكتب السياسي أثناء وجوده في المعتقل الإدارى، وأعيد انتخابه لعضوية اللجنة المركزية العامة، والمكتب السياسي في المؤتمر الوطني السادس العام 2000.
- بعد اغتيال أبو علي مصطفى، تم انتخاب سعدات في تشرين الأول عام 2001، كأمين عام للجبهة الشعبية.
- في الخامس عشر من كانون ثاني عام 2001 تم اعتقاله هو ورفاقه في سجن اريحا تحت وصاية امريكية بريطانية، ليُنقل عام 2002 الى السجون الاسرائيلية
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
الله يفك اسرك يا رب
يا حرام الله يفرجها عليكو
الله يفك اسرك ويرجعك سالم غانم
بعين الله شو نعمل
اصبروا ان الله مع الصابرين
والله هاد ظلم
صبرا جميل