"... شغلك قلبي وعاطفتي و حناني مش رح تفضي لـَ أي شي تاني بيكفي إنك رئيسة جمهورية قلبي.." هكذا تغزل المغني اللبناني محمد اسكندر بزوجته التي أراد لها في أغنيته الشهيرة "جمهورية قلبي" أن تظل في بيتها على طريقة "سي السيد" في ثلاثية نجيب محفوظ الشهيرة قائلا لها:"نحنا ما عنا بنات تتوظف بشهادتها / عنا البنت بتدلل كل شي بيجي لخدمتها".

قوبلت هذه الأغنية بإعجاب واسع بين الرجال واحتلت مركزا بارزا بين أغنيات راديو بيروت خلال الأسابيع الماضية.

كما لاقت الأغنية المعارضة لعمل المرأة استحسان سائقي التاكسي في العواصم العربية حسبما دلت الاستطلاعات الأخيرة للرأي في العالم العربي .

غير أن معظم مشتري هذه الاسطوانة من الرجال ولا يسأل عنها من النساء سوى عدد قليل بدافع الفضول وذلك لأنهن سمعن أن المغني محمد اسكندر ينادي بعودة النساء إلى المطبخ في المنزل.

وتشعر الكثير من النساء المؤيدات لتحرير المرأة بالمهانة إزاء هذه الدعوى التي أطلقها محمد اسكندر في أغنيته التي كتب كلماتها ابنه فارس .

هذا وقد قامت جمعيات نسائية لبنانية , في الثلاثين من نيسان , بالاحتجاج وسط شارع الحمراء التجاري في بيروت على من "يتعامل مع المرأة بصورة نمطية" كالتي صوّرت في أغنية "جمهورية قلبي" .

وفي اليوم التالي دعا مرصد نساء سوريات الإذاعات السورية إلى مقاطعة الأغنية التي تروج للانحطاط باسم الفن .

ردّا على هذه المطالب النسائية، أنشأت مجموعة على موقع الفيسبوك للدفاع عن الأغنية التي صدرت قبل قرابة الشهر وهي منذ ذلك الحين في المراتب الأولى في سباقات الأغاني في الوطن العربي .

"هذه الأغنية تروّج لطريقة في الحبّ تحتجز المرأة في البيت"

لين مرعي 28 عاما , ناشطة في جمعية نسويه تقول: " استمعت إلى أغنية محمد اسكندر للمرة الأولى وأنا أقود سيّارتي. ولا أخفي عنكم أن كلماتها أغاظتني بحيث اضطررت إلى ركن السيارة جانبا. فالاتجار بجسد المرأة وبحقوقها ليس فنًا بل هو إهانة لكل النساء. في السنوات الأخيرة، طالعتنا أنواع كثيرة من الفنّ الهابط لكن هذه الأغنية قصمت ظهر البعير. لذا قررت عدم السكوت مرّة جديدة عن هذه الإهانة , وأنشأت مجموعة عبر الفيس بوك تدعو للاحتجاج والتظاهر ضد الأغنية" .

تلقى هذه الأغنية أصداء لدى شريحة من الناس تؤمن بعدم جواز عمل المرأة وتعزّز ثقافة خطيرة تروّج لطريقة في الحبّ تحتجز المرأة في البيت. والأخطر من ذلك أن هذه الرؤية الرجعية لمكانة المرأة تحملها أنغام موسيقية. وكلّنا يعرف كم يؤثّر ترداد النغم في تربية الأطفال ونمو أفكارهم وذهنيتهم. لقد دافع محمد اسكندر عن أغنيته التي ألّفها ابنه قائلا إن عمل المرأة يؤثر في تربية الأطفال وتفكك الأسرة وتنظيم المجتمع .

بينما أكدت سهر شحادة (27 عاما) أنها لم تعتبر الأغنية مهينة إطلاقا بل على العكس فقد وجدتها تظهر المرأة مدللة ومحبوبة وهو ما راقها جداً على حد تعبيرها , وقد وافقتها أماني سرحان (23 عاما) الأمر مؤكدة أن الأغنية تحمل مضموناً لطيفاً , ولحنا راقصاً يزف لها الفرح

ليس ضرورياً أن نعطي الأمور أكثر من حقها

بينت ولاء نجم قبلاوي (19 عاماً) أنها لا ترى أن الموضوع يستحق كل هذا الصخب , وأن هنالك مشاكل أهم في بلادنا تستحق أن يلقى عليها الضوء , أكثر من مجرد أغنية صيفية ستموت بعد شهور قليلة , وعن رأيها في مضمون الأغنية أكدت ولاء أنها وجدت كلمات الأغنية مسيئة جداً مغلفة بحجج عشقية وتسلّط الرجل الشرقي , وختمت رأيها معبرة بأنها لا تستمع إلى الأغنية بل وإنها لا تستمع إلى هذا النوع من الأغاني أساساً .

أما عوان علوش (30 عاماً) فأبدت معارضتها لما يقدمه محمد اسكندر من اعمال غنائية جملة وتفصيلا , موضحة انها كادت تجن من مضمون أغنيته الأولى والتي كان عنوانها " قولي بحبني" , واعتقدت أنه سيتخذ الحذر في اختيار جديده بعد موجة الهجوم التي تعرض لها من النقاد والصحفيين في العالم العربي , إلا أنني وجدته "بدل ما يكحلها بعميها" !!

المطربة اللبنانية مي مطر ترد وتقول "متلك مش عايزين"

هذا وقد كتب الشاعر اللبناني "طوني ابي كرم" اغنية للفنانة الصاعدة مي مطر بعنوان "متلك مش عايزين" كرد على "جمهورية" محمد اسكندر النسائية !! , وتلاقي الأغنية نجاحا جيدا في الوطن العربي .
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]