كشفت معطيات رسمية حديثة، صادرة ضمن التقرير السنوي لـ”معهد اتفاقيات أبراهام للسلام” نقلا عن مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي، عن تسجيل تباطؤ في التبادل التجاري ما بين المغرب وإسرائيل خلال الربع الأخير من سنة 2023؛ على الرغم من أن قيمة المبادلات التجارية بين البلدين بلغت، عند متم العام الماضي، أزيد من 116 مليون دولار أمريكي، بزيادة قُدرت بـ60,5 ملايين دولار مقارنة بسنة 2022.

وأفادت المعطيات ذاتها بأن مجموع قيمة الصادرات الإسرائيلية إلى المغرب بلغ، خلال سنة 2023، ما قيمته أكثر من 100 مليون دولار؛ فيما لم تتجاوز قيمة هذه الصادرات مبلغ 38,4 ملايين دولار خلال السنة التي قبلها، في وقت تراجعت فيه الواردات الإسرائيلية من المملكة ما بين سنتي 2022 و2023 من 17.8 ملايين دولار إلى 16.2 مليون دولار.

 انخفاض في عدد السياح الإسرائيليين

على صعيد آخر، وفيما يتعلق بحركية الأشخاص ما بين البلدين، كشفت الوثيقة ذاتها عن انخفاض في عدد السياح الإسرائيليين الذين زاروا المغرب خلال السنة المنصرمة، إذ تراجع هذا العدد من أكثر من 74 ألفا و568 سائحا خلال سنة 2022 إلى حوالي 50 ألفا و548 سائحا برسم سنة 2023، بانخفاض سنوي بلغ ما نسبته 32 في المائة؛ فيما بلغ عدد الإسرائيليين الوافدين على المملكة رقما قياسيا سنة 2021 بحوالي 80 ألفا سائح.

في السياق ذاته، سجل عدد المغاربة الذين زاروا اسرائيل  بدوره انخفاضا سنويا بنسبة فاقت 10 في المائة ما بين سنتي 2022 و2023، إذ لم يتجاوز عددهم خلال هذه السنة الأخيرة 3200 زائر؛ فقد بينت الأرقام أن عدد المواطنين المغاربة الذين توافدوا على إسرائيل خلال السنة الماضية أخذ في الانخفاض ابتداء من شهر أكتوبر، أي مع بداية الحرب بين حماس وتل أبيب، ليصل هذا العدد إلى الصفر خلال شهري نوفمبر وديسمبر  المنصرمين؛ فيما انطبق الأمر نفسه على حركة السفر ما بين البلدين انطلاقا من مطار بن غوريون، التي أخذت هي الأخرى في الانخفاض مع بداية الحرب لتسجل مستوى صفريا في شهر ديسمبر .

 تأثر المبادلات التجارية

وعلى الرغم من تأثر المبادلات التجارية وحركية الأشخاص ما بين البلدين على خلفية استمرار الحرب في غزة، والتي طالب المغرب في أكثر من مناسبة بوقفها بشكل فوري ومعالجة الوضع الإنساني المتأزم؛ فإن “معهد اتفاقيات أبراهام للسلام” لفت إلى أن “العام الماضي كان الأكثر إنتاجية للعلاقات الإسرائيلية المغربية منذ توقيع الاتفاقية الثلاثية بشأن استئناف العلاقات بين البلدين” مشيرا في هذا الصدد إلى تبادل مشاركة منظمات غير حكومية إسرائيلية في الجهود الإغاثية للمتضررين من زلزال الحوز وقرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بالاعتراف رسميا بالسيادة المغربية على الصحراء.

تحديات  تعترض تعزيز العلاقات بين الرباط وتل أبيب

في المقابل، أشار المصدر ذاته إلى وجود مجموعة من التحديات التي ما زالت تعترض تعزيز العلاقات بين الرباط وتل أبيب، إذ لم يقم البلدان بعد بالارتقاء بمكاتب الاتصال الخاصة بهما إلى مرتبة السفارات الكاملة، لافتا إلى تعليق الرحلات الجوية بين الدولتين على خلفية الحرب بين حماس والجيش الإسرائيلي، مشددا في الوقت ذاته على أهمية أن “تضمن البلدان الموقعة على اتفاقيات أبراهام فتح الإمكانات الكاملة للعلاقات بين إسرائيل والمغرب من أجل تحقيق فرص هائلة”.

وكان المعهد سالف الذكر قد كشف، في يناير الماضي، أن حجم التجارة بين البلدين سجل، خلال شهر أكتوبر، انخفاضا بنسبة ناهزت 61 في المائة مقارنة بالأرقام المحققة خلال الشهر ذاته من العام 2022؛ فيما كانت تل أبيب قد راهنت على اتفاقيات أبراهام من أجل تعزيز علاقاتها بالدول العربية، غير أن استمرار سياساتها وسيطرة اليمين المتطرف على القرار الحكومي كبح هذه المساعي الإسرائيلية. وفي هذا الصدد، سبق للمغرب أن أجّل أكثر من مرة قمة النقب الثانية بسبب استمرار “السياسات الاستيطانية” وغياب توفر الشروط الموضوعية والمناخ السياسي الملائم لتحقيق الأهداف المتوخاة من هذه القمة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]