مع حلول الربيع، تطول الأيام وتعتدل درجات الحرارة وتزهر الأشجار وكأنّها تصحو من نومها العميق وتكتسي المتنزهات والحدائق بالخضرة وتفوح الروائح الطيبة وتتفتح الورود الملونة لتبهج العين والروح. لذا يعدّ الربيع من الفصول الأنسب للسفر والتقاط الصور وسط الجمال الطبيعي المبهر في العديد من الوجهات. فما رأيك بمرافقتنا برحلة تجمع بين عالم الواقع والخيال، كالسير مثلًا في شوارع "المدينة الزرقاء"؟

يُترجم الحلم إلى حقيقة في شفشاون المدينة الواقعة في جبال الريف بالجانب الشمالي الغربي من المغرب. وتشتهر بعمارة بلدتها القديمة ذات اللون الأزرق الجذاب وممراتها الضيقة التي يمكنك من خلالها سماع صوت الأذان الذي يتردد في جميع مساجد البلدة. تعتبر شفشاون وجهة مثالية لقضاء العطلات وسط المناظر الخلابة. توفر المدينة القديمة الشهيرة بالشوارع والأزقة المتعرجة، نظرة ثاقبة على حياة المحليين. وفي الوقت نفسه، يمكنك تناول الأطعمة الشهية مثل الخبز الطازج والطواجن المعدة بدقة. ومن المعالم السياحية المفضلة الأخرى متحفها الذي يضم مجموعة من الأسلحة القديمة وبعض صور المدينة والمنسوجات.تعتبر شفشاون أفضل مكان لبدء استكشاف القرى والجبال المحيطة بالريف؛ لقد حصلت على مسارات متعددة صديقة للمبتدئين. المدينة جميلة لقضاء بضعة أيام فيها إذا كنت ترغب في الابتعاد عن صخب السفر خلال موسم الربيع.

رحلة ربيعية إلى شفشاون
وبما أن شفشاون تقع في الجبال، فإن المنطقة عادة ما تكون أكثر برودة من المناطق المحيطة بها. أفضل وقت لزيارة شفشاون هو الربيع، أي خلال الفترة الممتدة من مارس إلى مايو. يبلغ متوسط درجات الحرارة خلال هذه الأشهر 20 و25 درجة مئوية، وتكون الأيام مشرقة وممتعة لمشاهدة المعالم السياحية. في السطور الآتية، جولة على المحطات الجاذبة في شفشاون.

المدينة القديمة
تم بناء المدينة القديمة بمزيج من العمارة المغربية والأندلسية، وهي قلب مدينة شفشاون الهادئة. يعد استكشاف الشوارع والمنازل المحلية والعثور على أفضل لقطات التصوير الفوتوغرافي من أهم الأشياء التي يجب القيام بها هنا. في وسط المدينة القديمة، تقع ساحة أوتا الحمام المرصوفة بالحصى، والتي تصطف على جانبيها أكشاك الطعام والمقاهي والمطاعم في الشوارع. تقع قصبة شفشاون أيضًا داخل المدينة. يضم المبنى ذو اللون البني الطيني الذي يعود تاريخه إلى القرن الخامس عشر حديقة جميلة وسجنًا سابقًا ومتحفًا إثنوغرافيًا ومعرضًا فنيًا.

يعرض المتحف الإثنوغرافي لشفشاون العديد من المصنوعات اليدوية التي تعكس الثقافة والتقاليد والتراث المغربي. ويقع داخل قصبة شفشاون التي تعود إلى القرن الخامس عشر في وسط مدينة بلازا أوتا الحمام. يقدم المتحف نظرة ثاقبة حول كيفية تطور الفن والحرف والتجارة في المنطقة، بدءًا من الأدوات اليدوية إلى العجلات الفخارية وأدوات ما قبل العصر الروماني وأسلحة العصر الحديث. توجد ورش منفصلة مخصصة لنحت الجبس وأعمال الفسيفساء والرسم بالفرش والأصباغ والنجارة وما إلى ذلك.

شلالات أقشور
تعتبر شلالات أقشور جوهرة مخفية في المغرب وتقع على بعد ساعة بالسيارة من شفشاون. يقع الشلال داخل متنزه تلاسمطان الوطني على سفوح جبال الريف. هناك عدد من الشلالات الصغيرة حتى تصل إلى الهبوط الرئيس في الأعلى. يبلغ طول الرحلة 4 كيلومترات ذهابًا وإيابًا إلى الشلالات السفلية. تأخذك الرحلة عبر غابة خضراء مفعمة بالحيوية مليئة بأنواع مختلفة من الطيور والفراشات المحلية. سيتطلب منك المسار عبور النهر باستمرار والمشي على الصخور المغطاة بالطحالب. إنه مثالي إذا كان لديك أحذية المشي لمسافات طويلة أو أحذية التدريب للرحلة. تحقق مع مرشد محلي إذا كان الشلال قد جف قبل القيادة على طول الطريق إلى هناك.

المسجد الكبير
يقع المسجد الكبير في ساحة أوتا الحمام المركزية، ويميزه اللونان الأحمر والبني الطينيان عن اللونين الأزرق والأبيض المعتادين في شفشاون. يمتد المسجد على مساحة 130 مترًا مربعًا، ويتبع أنماط العمارة الأندلسية والعربية مع فناء كبير، وقاعة للصلاة، وبرج أو مئذنة، ومدرسة، وغرف للوضوء أو التطهير. المئذنة المثمنة التي ترتفع فوق المدينة المنورة تجعل المسجد بارزًا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]