مياه رأس العين الجارفة، الينابيع المركزية لوادي الملك المُمتد من قرية الكعبية الخوالد، جنوبيّ شفاعمرو والواقعة في نطاق مجلس إقليمي مسجاف، والجاري طيلة أيام السّنة، ويزداد تدفقه خلال فصل الشتاء؛ بات يشكل خطرًا حقيقيًا على حياة كل من يحاول أن يتحداه وقد أودى بحياة الكثيرين، وكانت الضحيّة الأخيرة هذا الأسبوع، أحد سكان شفاعمرو علي مجذوب، الذي اختفت آثاره يوم السّبت الماضي في منطقة وادي الملك "رأس العين"، وتمّ العثور على جثته بعد بضعة أيام بمساعدة طواقم الإطفاء والمتطوعين من شفاعمرو والمنطقة، ويبدو أنّ مياه الوادي الغدارة قد جرفته بعيدًا.
خلال السّنوات العشر الأخيرة غرق في هذه المنطقة عدد من سكان شفا عمرو والمنطقة، وتم إنقاذ عدد كبير من العالقين، فنجوا بأعجوبة من غرق أكيد، وقبل سنوات لاقى الشّاب بلال أبو رومي حتفه في نفس المكان.
ما دمنا نتكلم عن هذه المنطقة الطبيعية السّاحرة، فلا بد أن نُعطي للقارئ فكرة وجيزة عنها.
تشهد المنطقة الجبليّة بطبيعتها الخلابة حركة سياحية نشطة، بحيث تقوم مجموعات كبيرة من جميع المناطق بزيارة هذه المنطقة التي تم تطويرها وترميمها، وخاصّة محيط الوادي، إذ تمّ بناء ممرّات لأصحاب الاحتياجات الخاصّة، وأخرى لأصحاب الأراضي الزراعية، وممر للحيوانات، وإقامة الحواجز لمنع السيارات.
تُعتبر المنطقة منطقة أثرية، ففيها طاحونة الرّاهب التي تقع على ضفاف الوادي، يعود تاريخها إلى ما يزيد عن 500 سنة خدمت شفاعمرو والمنطقة.
كانت تعود ملكيتها لدروز مدينة شفاعمرو، وقام راهبان بِشرائها، ومن هنا جاءت التسمية طواحين الراهب.
علينا جميعًا أن نكون يقظين وحذرين، لا ندخل مياه الوديان والأنهار خوفًا من الغرق والانجراف أو الّسقوط فيها.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]