تتجه كارثة "المجاعة" في مدينة غزة وشمال القطاع، إلى مستويات غير مسبوقة، رغم التحذيرات الحقوقية والدولية من آثار الكارثة الإنسانية، فيما تتجاهل اسرائيل، بصفتها دولة محتلة، ذلك، بل وتستهدف أي وسيلة يمكنها إنقاذ الفلسطينيين من خطر الجوع.

وتمنع آليات الجيش المتمركزة قرب وادي غزة من وصول المساعدات والاحتياجات الغذائية والطبية، في وقت كشف فيه المكتب الإعلامي الحكومي بغزة عن الحاجة الفورية لإدخال 1000 شاحنة يوميا إلى مناطق الشمال، حتى تتعافى من المجاعة وآثارها.

مطالبات لم تتوقف

ووثق فلسطينيون موجودون في شمال غزة وجود كارثة إنسانية حقيقية، بعد نفاد كميات الطحين والأرز والطعام والغذاء، وكذلك نفاد حبوب وأعلاف الحيوانات، التي كان يأكلها المواطنون شمال غزة.

وأمام هذه الجرائم، يسعى الفلسطينيون لابتكار طرق تُمكنهم من صناعة الخبز والغذاء بالقليل من الموارد المتاحة، علّها تنقذ أرواح أطفالهم وعائلاتهم. ويقول الصحفي عاهد علوان الذي يقطن في مدينة غزة: "خبزنا طحين "القمح والشعير والذرة"(..)، الشعير والذرة من المخصصة لإطعام المواشي".

الحيوان أغلى قيمة من الإنسان!

ويتابع علوان قائلا: "على هذه الأرض ما لا يستحق الحياة(..)، الحيوان أغلى قيمة من الإنسان(..)، يُباع لحم المواشي بأعلى الأثمان، بينما جثث الشهداء لا دافن لها(..)، ملقاة في الشوارع تأكل منها القطط والكلاب(..)، هنا غزة هنا حرب الإبادة".

ولا يختلف الحال كثيرا لدى الصحفي معتز عبد العاطي الموجود في شمال قطاع غزة، الذي يقول بمشاعر تكتنفها الغصة: "بعد أكثر من شهرين، قررتُ شراء طحين الشعير ويقال؛ إنه مخلوط مع القمح، ونصحني التاجر بخلطه بالنشا والزيت".


ويضيف عبد العاطي بقوله: "اشتريت كيلو ونصفا بعشرة دولارات تقريبا، فكانت هذه النتيجة!، ولأول مرة آكل بهذه الشراهة، مبتسما لزوجتي ولأطفالي، باديا فرحتي مخفيا غصتي(..)".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]