قال رئيس الكونغرس الفلسطيني الأمريكي ماهر عبد القادر انه نتيجة الحرب على غزة بدأت الولايات المتحدة فورا بأخذ مواقف داعمة ومساندة للاحتلال الاسرائيلي تمثلت أولا بزيارة الرئيس الامريكي بايدن لاسرائيل وهناك صرح بشكل واضح أنه مؤيد بشكل كامل لإسرائيل وأنه صهيوني من الدرجة الأولى.

 تناور وتراوغ على الصعيد الدولي 

وتابع "ثانيا قال الرئيس الأمريكي أن ما قامت به حماس عمل إرهابي ويجب فورا إعادة المحتجزين لدى حماس , بالتالي لم تخجل الولايات المتحدة إطلاقا من دعمها لاسرائيل وقامت بعدة إجراءات في الساحة الأمريكية عبر اتخاذ قرارات في الكونغرس داعمة ماليا لها منها تقديمها 14 مليار دولار لدعم الحرب إضافة إلى فتح باب الدعم العسكري لدعم إسرائيل بالذخائر والمعدات.

واشار الى ان أمريكا الان ورغم ذلك تناور وتراوغ على الصعيد الدولي ، ووفق هذه المراوغة فهي تقول للجانب الفلسطيني أنها دائما مع حل الدولتين ، وأنها بصدد العمل على إنهاء الصراع في الشرق الأوسط ودعم الشعب الفلسطيني وتقديم المساعدات والمعونات الطبية والغذائية لغزة . ولكن رغم ذلك تعمل باتجاه فعلي على دعم إسرائيل.

وأوضح ان أمريكا واجهت في الأمم المتحدة دول العالم واستعملت الفيتو لمنع إنهاء الحرب أولا ، ثانيا تقول ويوميا في الساحة الأمريكية أنها لن تدعو ولن تطلب من اسرائيل وقف الحرب على غزة حتى يعود كل المحتجزين , وعلى مسمع من كل العالم تقول في نفس الوقت أنها ستنظر في دعم إسرائيل ماليا وعسكريا إلى الآخر ، لكن لا تقول بالمطلق أنها ستعمل على وقف الحرب وإدخال المعدات من أجل دعم المستشفيات .

أمريكا تتعامل بازدواجية في المعايير تجاه الحرب

وأكد انه ورغم أن أمريكا ترى أنّ مؤسسات الأمم المتحدة الاونروا والمدارس والجامعات والجوامع والمؤسسات الطبية تدمر بالإضافة إلى رؤيتها مقتل 26 ألف فلسطيني بمعدات أمريكية من قبل اسرائيل وإصابة 66 ألف آخرين وعشرات الآلاف من المفقودين أكثر من 300 ألف مبنى سكني تم تدميره بشكل جزئي أو بشكل كلي ، إلا أنه ورغم كل ذلك أمريكا تتعامل بازدواجية في المعايير تجاه الحرب،  فهي تقول أنها ستقدم مساعدات لكنها لا تدفع في هذا الاتجاه ولا تدفع نحو وقف الحرب ولا تعمل على وقف دعمها لتل أبيب.

ضغوط

ولفت عبد القادر الى ان أمريكا للأسف الشديد تواجه ضغطا كبيرا من اللوبي الصهيوني.. كما أن الإعلام الأمريكي متفق على خطاب واحد وهو إعادة ما تقوله اسرائيل ومحاولة صياغته بطريقة مقبولة لإظهاره في صورة الطرف المظلوم.

مثلا وسائل الإعلام في أمريكا تجري مقابلات مع أهالي المحتجزين لدى حماس يوميا في محاولة لإبرازهم كأناس مظلومين لكنهم لا يتطرقون لما يعانيه مدنيو غزة المشردين والنازحين الذين يعانون أوضاعا كارثية . هذا يبرز موقفا متضاربا وغير منسجم من خلاله تراوغ أمريكا على الساحة الدولية لإظهار أنها تدعم أيضا فلسطين ولكنها بالأساس تدعم إسرائيل مائة بالمائة.

وحول الانقسام تجاه موقف إدارة بايدن من الحرب قال ان أمريكا لديها مشكلتين الاولى هو أنّ الجيل الذي يبلغ من العمر 35 عاما وأقل , هذا الجيل مطلع على السوشيال ميديا ويستقي معلوماته من وسائل التواصل الإعلامي فتجد لديه وجهة نظر واقعية أكثر من الحكومة وهم مؤيدين للقضية الفلسطينية أكثر من الناس القدامى الذين يعتمدون على الإعلام الرسمي مما خلق معضلة لدى الأمريكان.

مظاهرات

الثانية هناك مظاهرات يوميا تضم أعدادا كبيرة في الشارع ومظاهرات عديدة في الجامعات الأمريكية المشهورة مثل هارفارد وفيلادلفيا وغيرها ، هذه جميعها مؤسسات تعتمد عليها الحكومة الأمريكية لأنها تنشئ قيادات المستقبل في المجالات الفكرية والسياسية والعلمية والطبية والاقتصادية والبحثية والتعليمية وهي مؤسسات عريقة ، وعندما يكون طلابها داعمين للقضية الفلسطينية فهذا يمثل عنصر قلق لأمريكا ويخلق مشكلة جدية لديها.

ولفت الى ان الخروج الكبير جدا للشارع الأمريكي والجامعات في الأسابيع السابقة تأكيد على أن فلسطين قضية أمة وشعب رغم التعتيم الإعلامي علي الجرائم التي ترتكب في حق الفلسطينيين . حتى ترامب نفسه قال أنّ ما يجري في الشارع الأمريكي وفي الجامعات الأمريكية معارض للسياسة الأمريكية لأن موقفهم داعم للفلسطينيين ومعارض لإسرائيل وسياساتها ، لذلك هناك مشكلة حقيقية عند الحكومة الأمريكية.

الجالية الفلسطينية

وبخصوص تحركات الجالية الفلسطينية والعربية تنديدا بالحرب على غزة وصداها على الشارع الأمريكي , قال ان الجالية الفلسطينية رغم حداثة وجودها على الساحة الأمريكية إلا أنها كانت في حرب غزة فاعلة بشكل كبير جدا رغم الإمكانيات المتواضعة للمؤسسات الفلسطينية والعربية والإسلامية ،والتي بدأت تنظم التظاهرات وفوجئت الجالية الفلسطينية والإسلامية أن عدد المناصرين لعدالة قضية فلسطين بآلاف المنضمين المساندين وهو ما أثار حفيظة الساسة الأمريكيين وبدأوا يتساءلون عن حجم الجالية في ظل ما باتت تتركه هذه المسيرات من آثر وبصمات لدى الشارع الأمريكي.

الأونروا

من ناحية ثانية أعرب عبد القادر عن أسفه لتعليق عدة دول دعمها بشكل مؤقت لوكالة الأونروا مشيرا الى ان معاقبة أكثر من 2 مليون فلسطيني يعيشون في غزة نتيجة اتهامات وجهت لـ12 شخصا يشتغلون في الوكالة ، قرار خاطئ ستكون نتائجه كارثية على الفلسطينيين الذين يتمتعون بخدمات وكالة "الأونروا ".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]