يرجع أصل فنّ المكرمية إلى قرون خلت؛ باستخدام اليدين يُمكن الاشتغال بالشرائط الجلد أو الحبال القطن أو القنب أو النايلون أو الغزل أو الجوت، لإعداد أنواع عدة من العقد وتشكيلات تتخذ هيئة شمّاعات وملابس وشرابات وأحزمة ومُعلّقات جدارية ومفارش المائدة وحاملات الأكواب وستائر وقلائد وأساور...

لا حصر لإكسسوارات المنزل التي يمكن أن يصنعها فن المكرمية، علمًا أنه يمكن تزيين القطع بالخرز والصدف...

حقائق تاريخية عن فن المكرمية
تتقاطع الدلائل على أن البحارة المغاربة ساهموا في شعبية فن المكرمية، نتيجة رحلاتهم من شمال أفريقيا إلى أوروبا، خلال العصور الوسطى، فهم احتاجوا إلى طرق للبقاء مشغولين أثناء الأيام الطويلة في البحر واستخدموا حبال غير مرغوب بها لصنع قطع فنية جميلة، كما الأحزمة والأراجيح. مع مرور الوقت، هم ابتكروا المزيد من العقد. كما ساعد السفر إلى موانئ مختلفة على نشر المهارات والمعرفة في أنحاء العالم. أدخل المغاربة الفن المذكور إلى إسبانيا وفرنسا في القرن الخامس عشر وإيطاليا في القرن السادس عشر.

في عهد الملكة فيكتوريا (أي العصر الفيكتوري)، كانت المكرمية تحظى بشعبيّة، فقد كانت هواية تلقى استحسانًا لدى النساء من الطبقات كافة. آنذاك، كانت المنازل مُزينة بقطع جميلة من مفارش المائدة والستائر…

في أمريكا السبعينيات، بدفع من حركة الهيبيز، جاء الاهتمام بفن المكرمية، في أعقاب رفض التصنيع غير الأخلاقي وبكميات كبيرة، ليجد الفن المذكور طريقه إلى ديكورات المنزل والملابس (سترات الصوف والمحافظ...) وحتى الصنادل. لكن، مع مرور الوقت، وتحديدًا خلال نهاية السبعينيات والثمانينيات، أصبح هذا الفن قديمًا.

اللافت أنه في القرن الحادي والعشرين، ومع ظهور النمط البوهيمي الجديد، عاد فن المكرمية إلى الظهور. كانت لوسائل التواصل (إنستغرام، مثلًا) ولمواقع (بينترست، مثلًا، ويوتيوب) ولشبكات التجارة الإلكترونية (إتسي، مثلًا)، أدوار في تحول فن المكرمية إلى اتجاه عالمي، لا سيما في إطار تزيين منزلك ببعض القطع المُنسّقة بأسلوب حديث.

طرق لتزيين منزلك بفن المكرمية

في السطور الآتية، طرق لتزيين ديكور منزلك، بفن المكرمية...
على الجدار
ضعي القطعة الصغيرة من فن المكرمية على الجدار، بالقرب من قطعة ثانية أكبر. يمكن أن تكون النسخة الأولى مُصغّرة من الأكبر، أو تحمل لون الأخيرة عينه، إلا أن الأولى منسوجة بوساطة خيوط قطنية مختلفة أو بحسب النمط عينه، لكن بلون مختلف.
ضعي القطعة الصغيرة من فن المكرمية على الجدار، بجوار سلسلة من المُعلّقات ذات حجوم مُختلفة (إطارات الصور، مثلًا). وإذا كنتِ جريئة، اختاري القطعة ملونة بألوان زاهية مما يمنحها مظهرًا عصريًّا. تناسب الفكرة المذكورة غرفة نوم المراهقة.
ضعي القطعة من فن المكرمية على الجدار في غرفة الطفل (أو الرضيع)، مع أهمية استخدام ألياف طبيعية.

الوسائد
تُعدّ الوسائد طريقةً رائعةً، لإضفاء لمسات جميلة على أي منطقة منزلية؛ تقضي القاعدة العامّة بأن تحلّ خمس وسائد على الأريكة الكبيرة، على أن تكون الوسائد مُتعدّدة الحجوم ومشغولة أغلفتها من أنسجة وألوان مختلفة، مع الأخذ في الاعتبار نمط الديكور، بالطبع. الأمر الرائع في الوسائد المنسوجة بحسب فن المكرمية هو أنها قد تمنح المكان صفة الفخامة عندما تكون منسوجة من خيطان فائقة النعومة من الخيزران أو القطن (وليس من الأسلاك)، مع اختيار ألوان محايدة (ليس أكثر من اثنين منها).
تبدو الوسائد رائعة حتى على الأرائك الصغيرة، أو السجادة.

عاكس الضوء
غطاء المصباح المُصمّم بحسب فن المكرمية رائع في أي غرفة يحلّ فيها ويُشيع مظهرًا دراميًّا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]