اتفقت إسرائيل وحماس على هدنة لمدة أربعة أيام، وسط آمال بنجاحها على عكس ما أثبتته تجارب الماضي، حيت كانت الهدن واتفاقيات وقف إطلاق النار "هشة" و"سريعة الانهيار"، وفق تقرير من صحيفة "نيويورك تايمز".

وتقول الصحيفة إن تاريخ النزاعات بين إسرائيل وحماس مليء باتفاقيات وقف إطلاق النار والهدن التي تم خرقها، مشيرة إلى أن الأمر أصبح دورة مألوفة للغاية: تصعيد العنف، وموجة من المفاوضات بوساطة دول ثالثة، ووعود بتخفيف الحصار ووقف الأعمال العدائية، تليها فترة من الهدوء الهش.

وعرضت الصحيفة عددا من الهدن واتفاقات وقف إطلاق النار جمعت في السابق بين الفلسطنيين والإسرائيليين.

في مايو عام 2023، توسط المفاوضون المصريون في وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي في غزة، منهية خمسة أيام من العنف أسفرت عن مقتل 35 شخصا. وبعد يوم هز إطلاق صواريخ قصير الأجواء، لكن الاتفاق صمد بعدها.

وفي مايو وحتى يونيو من عام 2021، خلفت حرب، استمرت 11 يوما ومثلت أسوأ اندلاع للعنف في غزة منذ عام 2014، 230 قتيلا من سكان غزة قبل أن تنتهي باتفاق لوقف إطلاق النار.

وبعد أقل من شهر، أرسل مسلحون فلسطينيون بالونات حارقة إلى جنوب إسرائيل، وضربت الغارات الجوية العسكرية الإسرائيلية أهدافا داخل غزة، ولم تتسبب في وقوع إصابات، لكنها اختبرت الاتفاق.

وفي يوليو وحتى أغسطس عام 2014، اندلع صراع كبير بسبب اختطاف ثلاثة مراهقين إسرائيليين في الضفة الغربية.

وبعد ستة أيام من بدء إسرائيل قصف غزة، اقترحت مصر وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه إسرائيل. ورفضت حماس ذلك، قائلة إنه لم تتم تلبية أي من مطالبها، واستؤنفت الغارات الجوية الإسرائيلية وإطلاق الصواريخ من غزة، وأعلنت مصر اقتراح آخر لوقف إطلاق النار بعد يومين، لكن إسرائيل أرسلت بعد ذلك دبابات وقوات برية وبدأت في إطلاق النار على غزة من البحر.

وبشكل عام تم التوصل لتسع هدن قبل أن ينتهي النزاع بعد 51 يوما من الاقتتال الذي أودى بحياة أكثر من 2000 فلسطيني و70 إسرائيليا.

وانتهى صراع دموي كبير دام ثمانية أيام بين إسرائيل وحماس، في نوفمبر عام 2012 بوقف إطلاق النار، الذي تفاوضت عليه الولايات المتحدة ومصر، وبمذكرة تفاهم من صفحة واحدة تركت العديد من القضايا التي أشعلت العنف دون حل والتي كانت قابلة للمزيد من المفاوضات، وفق الصحيفة.

وانتهكت إسرائيل وقف إطلاق النار بإطلاق النار على صيادين ومزارعين اقتربوا من المحيط الأمني، ولكن في تنازل سمحت أيضا بدخول مواد البناء إلى غزة لأول مرة منذ سنوات.

أما في يناير عام 2009، فقد أعلنت إسرائيل من جانب واحد وقف إطلاق النار بعد حرب استمرت 22 يوما على حماس قتل فيها أكثر من 1300 فلسطيني و 13 إسرائيليا ، قائلة إنها حققت أهدافها.

وأعلنت حماس وغيرها من الجماعات الفلسطينية المسلحة وقف إطلاق النار بعد ذلك بوقت قصير. وبعد أسبوعين فقط، أطلق مسلحون صواريخ وقذائف على جنوب إسرائيل، مما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، إلى التهديد بانتقام شديد أعقبه توتر في اتفاق وقف إطلاق النار.

وفي يونيو عام 2008، توسطت مصر في هدنة مدتها ستة أشهر بين حماس وإسرائيل، منهية فترة من إطلاق الصواريخ المكثف من غزة والغارات الجوية الإسرائيلية.

وهددت الهجمات الصاروخية بعد خمسة أيام فقط من الاتفاق بإخراجه عن مساره، لكن السلام صمد لخمسة أشهر. وبحلول نوفمبر من عام 2008، كان وقف إطلاق النار قد انهار، حيث اتهم كل جانب الآخر بالفشل في الالتزام بالشروط.

وبعد هجوم حماس الأخير، في 7 أكتوبر، ورد إسرائيل، توصلت قطر إلى جانب مصر والولايات المتحدة إلى اتفاق الهدنة لأربعة أيام قابلة للتمديد والتي تنص على تبادل 50 رهينة محتجزين في غزة بـ150 معتقلا فلسطينيا لدى إسرائيل.

وفي اليوم الأول من الاتفاق ساد الهدوء وأدخلت مساعدات إضافية إلى القطاع بعد أسابيع من الحرب بين الدولة العبرية والحركة الفلسطينية.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]