ما إن انطلقت شرارة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة حتى سارعت النساء إلى ارتداء "ثوب الصلاة"، الذي يتكون غالبًا من قطعتين تغطيان كامل الجسد.

ومع تكرار العدوان على غزة، وتوالي أوقات الطوارئ بات لدى السيدات الغزيات طقوسًا تسارع لإتمامها مع بدء الغارات الجوية التي تأتي مباغتة دون سابق إنذار.

ويتراوح سعر "ثوب الصلاة" ما بين خمسة عشر شيقلًا إلى خمسة وعشرين شيقلًا (4 - 6 دولارات).

وتحرص النساء على ارتداء الثوب المذكور لتكنّ "مستورات" حال اضطررن للنزول سريعًا إلى الشارع بحثًا عن مكان آمن إذا وقع قصف قريب مباغت، وألا تتكشف أجسادهن إذا استهدف قصف الطائراتمنازلهن بشكل مباشر.

ويتيح "ثوب الصلاة" للنساء اللاتي ترتدينه سهولة في الحركة، ولاسيما أنه فضفاض لا يعيق القيام بأي حركات قد تضطر النساء لتنفيذها في حال شعورهن بخطر على حياتهن؛ كالقفز أو الجري أو غيرها.

مشهد السيدات اللاتي ترتدين "ثوب الصلاة" تراه أينما تتحرك في قطاع غزة، في المنازل، والطرقات، ومراكز الإيواء، وحتى المستشفيات، حيث تصل المصابات محمولات في الإسعاف، أو تركض أخريات بحثًا عن شهداء أو مصابين من ذويهن.

ويخفي "ثوب الصلاة" خلفه أجساد منهكة أرهقها غبار القصف، وسواد الدخان المتصاعد ليل نهار، ولا تقوى على فعل شيء تحت الضربات إلا البكاء والدعاء.

ووفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فإن عدد سكان قطاع غزة عام 2023 يُقدّر بنحو 2.23 مليون نسمة، منهم 1.13 مليون ذكر و1.10 مليون أنثى.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]