تدخل عملية "طوفان الأقصى" يومها الثالث، وذلك ردًا على الجرائم الاسرائيلية بحق الفلسطينيين والاقتحامات المتكررة للمسجد الأٌقصى، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي بدء عملية "السيوف الحديدية" ضد قطاع غزة.

وفي حديث لموقع بكرا مع المحلل العسكري يوسي ميلمان قال: "الشيء الأكثر إلحاحا وأهمية الآن هو محاولة إيجاد حل سريع ومنطقي لمشكلة المدنيين والجنود المختطفين الذين أسرتهم حماس. عددهم غير معروف، ومن المتوقع أن تنشر حماس أسماءهم قريبا. إذا حدث هذا، فيجب إرفاق علامة النجمة التحذيرية بمثل هذا التقرير. من الواضح أن حماس ستنشر أيضا الكثير من المعلومات المضللة من أجل زيادة الضغط على إسرائيل".

تجنيد وسطاء

وأضاف: "يجب على إسرائيل أن تجند على الفور وسطاء مناسبين مثل الصليب الأحمر والمخابرات المصرية والألمانية وقطر، الذين لديهم خبرة في مثل هذه الحالات والذين عملوا في الماضي لتعزيز تبادل الأسرى. وتحقيقا لهذه الغاية، يجب فتح الاتصالات مع بعثات حماس في غزة وخارجها. وينبغي أن تشمل الاتصالات الخطوط العريضة لإنشاء "ممر إنساني"، يتم فيه استبدال المختطفين من بين كبار السن، النساء والأطفال على الفور، فضلا عن جثث المدنيين في الخطوة الأولى. في المقابل، بطبيعة الحال، سيتعين على إسرائيل الموافقة على إطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين الذين اعتقلوا بسبب جرائم "بسيطة" نسبيا."

واكمل: "يبدو الاقتراح صعب، خاصة بسبب الغضب العارم من الصور المروعة المنشورة على شبكات التواصل الاجتماعي لأعضاء حماس وهم يسيئون معاملة الجثث، ويقودون النساء المسنات والأمهات والأطفال إلى غزة بين أذرعهم، على صوت الابتهاج والبصق".

تبادل الاسرى

وأضاف ميلمان: "من الصعب أن نتخيل أن قادة حماس، سيتأثرون بالرأي العام العالمي، خاصة عندما تحركهم مشاعر الغطرسة بشأن إنجازاتهم ومشاعر الانتقام من إسرائيل واليهود. ومع ذلك، ينبغي النظر في اقتراح لتبادل المساعدات الإنسانية، لأنه قد يتمكن بعد ذلك من زيادة الثقة بين الجانبين، وسيؤدي أيضا إلى صياغة الخطوط العريضة لإنهاء الحرب والتوصل إلى اتفاق شامل يشمل تبادل الأسرى والمختطفين الذكور".

منظمة عقلانية

وحول تقبل حماس لفكرة تبادل الاسرى قال: "إن الإصرار الاسرائيلي على عدم إطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين، ولا حتى كبار السن والنساء والمرضى، أو حتى الجثث، سيشكل عثرة أمام أي اقتراح طول الأمد مع حماس. مثل هذا الترتيب ممكن على الرغم من أن حماس ملتزمة أيديولوجيًا بالقضاء على إسرائيل. الّا ان السوابق اثبتت، أن حماس هي أيضا منظمة عقلانية، مستعدة أحيانا لتقديم تنازلات والتوصل إلى اتفاقات مؤقتة. لذلك، قد يكون من المفيد التفكير خارج الصندوق، وبدلا من رؤية السجناء الأمنيين كمشكلة، يجب التعامل معهم كحل".

وانهى حديثه قائلًا: "من المستحسن استباق علاج الضربة واقتراح حل إنساني في المرحلة الأولى، قبل أن تصبح مشكلة المختطفين والأسرى قضية مركزية في الخطاب العام وتجعل من الصعب على الحكومة العمل. يجب أن نتذكر أنه بعد نضال شعبي عدواني، وافقت حكومة بنيامين نتنياهو على إطلاق سراح أكثر من ألف اسير مقابل جلعاد شاليط. إذا لم تبادر إسرائيل إلى اتخاذ خطوات نحو ترتيب تبادل الأسرى، فسوف يتم جرها وراء حماس وستجد صعوبة في العمل في مواجهة مآسي الآلاف من أفراد العائلات الذين يأملون في الحصول على علامة على الحياة ورؤية أحبائهم يعودون بأمان. وفيما يتعلق بالمختطفين والرهائن والأسرى، فإن الوقت ليس في صالحنا. إذا طالت الحرب، ستكون هناك أيضا تحذيرات من حماس بأنه سيتم إعدامهم أو استخدامهم كدروع بشرية".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]