بقلم: فؤاد أبو سرية – يافة الناصرة

يَفرض اقتراب موعد الانتخابات للسلطات المحلية العربية في الواحد والثلاثين من تشرين الأول القريب العديد من الأسئلة للكثيرين من الأهالي خاصة ممن تهمهم مصلحة بلداتهم.

كواحِد من أهالي بلدة يافة الناصرة تهمني أمورها ويقلقني من سيتسلم السلطة خلال الأعوام الخمسة القادمة ويعنيني أن تتوفر في الرئيس القادم بعض الصفات التي سبق واتصف بها، للحق بعض الرؤساء السابقين وأذكُر مِنهُم الرئيس الأخير الذي أحب بلدته فبادلته المحبة وهُنِئت به بالضبط كما هُنئ بها.

من الصفات المميزة للرئيس المُقبل أُود أن أُشير إلى عدة أُمور لعلها تُشكل إشعاعًا ونبراسًا يُسترشد به أبناء بلدتي من أجل رفعة البلدة، تطورها وتقدمها، ليطيب العيش فيها.

أعتقد أن الصفة الأساسية التي يجب أن يتحلى بها الرئيس القادم للسلطة المحلية في بلدتي يافة الناصرة هي أن يكون أولًا صفة احترام الذات وصاحب رأي ورؤية، وهذا يعني أن يكون صاحب رأي مُستقل يأخذ بنظر الاعتبار كل ما يستمع إليه من آراء ويقرر بعد ذلك دون أي ضغط من هذا الطرف أو تلك المجموعة، كما يعني أن تكون البلدة تقدمها ورفعتها في أعلى سلم أولوياته، بمعنى أن يعمل على راحة الأهالي في شتى المجالات ابتداء من اليومية البسيطة والروتينية انتهاء بالعمل على توسيع الخارطة الهكيلية للبلدة مرورًا بتطوير البُنية التحتية والعمل على رفع مستوى العطاء التربوي فيها سواء كان من ناحية المباني المناسبة أو من ناحية تطوير الأداء التربوي وايلائه ما يستحقه ويستوجبه من عناية واهتمام.

كما أرى أنه يجب بالرئيس القادم الذي يضع الأهالي ثقتهم به أن يكون ذا اهتمام خاص بالبلدة والاطلاع على أحوالها عن قُرب فيبادر مثلًا للتجول فيها ومعاينة أحوالها لسير أغوار ما تحتاج إليه وتقديمه بالتالي على طبق من عطاء للأهالي الراغبين بالعيش السعيد في بلدتهم، والنفس الهادئة المطمئنة.

كما أتوقع من هذا الرئيس أن يبتدئ يومه العملي في الساعات الباكرة ليتوجه بعدها إلى مكتبه وقد اتضح له ما يطلب منه أن يفعله ويقدمه في ذلك اليوم.

إلى هذا يهمني أن يكون الرئيس القادم الذي يستحق أن ينتخبه الأهالي بشكل ديمقراطي واحدًا منهم، فلا يتعالى عليهم ولا يُغلِق على نفسه باب مكتبه بل يشرعه على أوسع مصراعيه ليستقبل الأهالي ممن يرجون خيرًا فيتداول معهم في الرأي المناسب وهو ما يُقرب بينهم وبينه، فلا يشعرون بالغربة في بلدتهم وإنما يشعرون أنهم يعيشون في مرابعهم وبين أهلهم، والرئيس واحد من هؤلاء الأهل، هذا يعني بالطبع أن يكون إنسانًا مُتواضعًا يهمه أمر بلدته وأهلها ويعتبر نفسه منهم وإليهم وأن يكون ذو معرفة وتجربة وصاحب الخبرة المتطورة والقيادة الحكيمة والمُخلِص مع الجميع وعلى دراية تامة بما يدور حوله في العمل الإداري والقيادي، فيسعى إلى تحصيل الميزانيات المطلوبة من أجل التقدم والتطور ودفع عربة البلدة إلى الأمام، صحيح أن العمل في رئاسة السلطة يتصف بأنه عمل رقمي/ دجتالي، وأن هناك من يقترح ويناقش لا سيما في الجلسات الخاصة والعامة أيضًا، وهذا يعني أن الرئيس، كل رئيس، لا يمكنه أن يتخذ قراراته بصورة منفردة، غير أن المجرب الشجاع السائر في طريق الحق من أجل تقدم بلدته رفعتها وتطورها وإنجاز ما هو مرتبط به وما مطلوب منه.

لقد تعاقب على رئاسة السلطات المحلية في مجتمعنا العربي منذ فترة الانتخابات الأولى، وبلدتنا يافة الناصرة مثلها في ذلك مثل بقية البلدات والمدن المنتشرة في طول مجتمعنا العربي وعرضه، العديد العديد من الرؤساء، وأعتقد أن جمهورنا العربي بات واعيًا إلى مصالحه في التقدم والازدهار، لهذا أرى أنه من مصلحة هذا الجمهور أن يُفكر قبل التوجه إلى صناديق الاقتراع في اليوم الأخير من الشهر القادم وأن يأخذ أمر الرئيس المُنتخب القادم في منتهى الجدية، فلا ينتخب إلا من يرى فيه الأهلية والجدارة زائد الخبرة والمعرفة والذي يقود مجتمع بلده نحو المستقبل ويتمتع بنظرة مستقبلية واضحة ويشكل قدوه لمواطنيه يُحتذى بها، ولنا في رئيس السلطة المحلية الحالي في بلدتنا يافة الناصرة خير نموذج وأطيب مثال.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]