في اواخر شهر ابريل/ نيسان الحاليّ، كشفت الشرطة الإسرائيلية عن أنها نجحت في فك لغز أقل من خمسة في المئة من جرائم القتل التي وقعت في المجتمع العربي منذ بداية عام 2023، مقارنة بنسبة التي وصلت إلى أكثر من 83 في المئة في قضايا القتل في المجتمع اليهودي.

وحتى اليوم، قتل 81 شخصًا من المجتمع العربي - وهو رقم قياسي لجميع الأوقات، ومضاعف لفترة مماثلة في العام الماضي.

من بين 42 حالة قتل في المجتمع العربي تم فتحها هذا العام في مقرات الشرطة حتى ابريل/ نيسان، نجحت الشرطة في فك لغز اثنين فقط - جريمة قتل في مخيم اللاجئين وجريمة قتل أخرى في جسر الزرقاء، في حين أنّ جريمة قتل براءة مصاورة وطفليها، أمير (عامان) وآدم (نصف عام) وقعت مؤخرًا وسلم الزوج نفسه معترفًا لاحقًا.

بشكل عام، لا تتمكن الشرطة من القبض على القتلة، وفي معظم الحالات لا تعتقل المشتبه بهم أبدًا.

ويدعي كبار مسؤولي الشرطة، الأمر الذي جاء في تصريحات إعلاميّة، فإن تخصيص عدد واسع من رجال الشرطة للتعامل مع المظاهرات وضمان النظام العام يجعل من الصعب على التنظيم التعامل مع فك لغز جرائم القتل.

ووصف قيادي آخر في الشرطة وقال أنه "لا يكفيك الانتهاء من منطقة واحدة حتى يتم استدعاؤك لمنطقة أخرى، ونحن لا نزال في بداية العام - ناهيك عن العشرات من حالات القتل من العام الماضي التي لم يتم فك لغزها".

دبي، أقل من 24 ساعة اعتقال ورسم خارطة توضيحية للجريمة

وفي الوقت الذي لا زالت فيه شرطة إسرائيل وقيادتها تتراشق بالإتهامات والأسباب لتخاذلها، الأمر الذي يعزز الجريمة أكثر ويرسخ ويقوي منظمات الإجرام، وقعت جريمة قتل مروّعة في دبي راح ضحيتها ابن عكا، غسان شمسية.

وكشفت الشرطة الإماراتية تفاصيل جريمة مقتل شمسية في دبي، حيث تمكنت من إلقاء القبض على المتورطين في الحادث في أقل من 24 ساعة، كما نشرت مقطع فيديو يتضمن مشاهد من الحادث.

وكان قد قُتل إسرائيلي يدعى «غسان شمسية» في دبي، أول أمس، الأربعاء، ويبلغ من العمر 33 عامًا، وهو من سكان مدينة «عكا» المحتلة، وكان يتواجد في الإمارات بغرض السياحة.

فقد وقعت مشاجرة بين عدد من الإسرائيليين داخل أحد المقاهي في مدينة دبي، وتم طعن شمسيّة ما أدى إلى مصرعه، بينما لاذ منفذو الحادث بالفرار.

تصرف فوريّ

وأعلنت شرطة دبي عن اعتقال 8 إسرائيليين، أمس الخميس، على خلفية تورطهم في جريمة مقتل شمسيّة، مشيرةً إلى أن ذلك الإجراء تم في أقل من 24 ساعة، وأن الجريمة نتيجة خلاف مستمر بين عائلتين.

وحول تفاصيل الحادث، قالت إنه خلال تجول عدد من الإسرائيليين في إحدى المناطق السياحية داخل دبي رأوا إسرائيليًا آخر في أحد المقاهي، ويجمع الطرفين نزاع بين عائلتيهما، مما أدى لاندلاع مشاجرة واعتداء متبادل بينهما توفى على أثره «غسان شمسية» بأداة حادة، وفر الباقون من مكان الحادث.

ووصل الإسرائيليون المتورطون في جريمة القتل إلى الإمارات عبر مطار دبي الدولي، بغرض السياحة والتسوق، وتصادف وجودهم ولقاؤهم المجني عليه داخل مقهى، ومن ثم اندلع شجار بين الطرفين، وطعنوا الضحية ولاذوا بالفرار.

ووقعت جريمة القتل على خلفية صراع عائلي وثأري، والذي نشأ بينهما منذ مدة وأدى إلى مقتل شاب آخر، 24 عاما، منذ 20 يومًا، حسبما كشفت عنه شرطة دبي.

وأضافت شرطة دبي، في بيان لها، أن جريمة قتل إسرئيلي في المدينة جاءت نتيجة لهذا الخلاف الأسري.

كواليس القبض على الإسرائيليين المتورطين

وعن القبض عن المتورطين، تمكنت شرطة دبي من تحديد هويتهم، وداهمت مقر سكنهم، وألقت القبض عليهم، حيث اعتقلت اثنين من المتورطين خلال 3 ساعات من وقوع الحادث، وبعدها تمكنت من إلقاء القبض على الـ5 الآخرين.

وقالت شرطة دبي: "تلقى مركز القيادة والسيطرة بلاغًا عن الحادث، فتحركت فرق البحث والتحري في الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية فورًا، وتمكنت، عبر استخدام أحدث التقنيات الذكية والذكاء الاصطناعي في مركز تحليل البيانات الجنائية، من سرعة تحديد هوية مرتكبي الجريمة والتعرف على جنسيتهم وهويتهم".

وأكدت أنه تم إحالة القضية إلى النيابة العامة الإماراتية لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم، كما نشرت أسماء الإسرائيليين المتورطين في الحادث، وهم: محمود رابيه، وسليم رابيه، وسامح روباي، وحسن يجوري، ومحمود الشيخ، وعبدالله جوهر، وراني غويش، وتل زسلر.

ماذا قالت إسرائيل؟

في السياق ذاته، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن قنصل إسرائيل لدى دبي لديه علم بالحادث ومجرياته، وكذلك دائرة شئون الإسرائيليين في الوزارة، مشيرةً إلى أنهما يتابعان تحقيق السلطات الإماراتية في ملابسات القضية.

من جانبه، قال المحامي الإسرائيلي ساشون بار عوز، وهو يعرف المتورطين من إجراءات سابقة، لموقع «واللا» الإسرائيلي: "نثق بشرطة دبي، وأنا مقتنع أنه بعد فحص شامل سيتم إطلاق سراحهم جميعًا وسيتضح أنه ليس لهم علاقة بما حدث".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]