هز خبر مقتل الشاب ديار عمري من قرية صندلة مساء أمس على يد جندي احتياط من غان نير، المجتمع العربي بأكمله، ويبقى السؤال، هل الاهمال والتهميش الذي يتعرض له المجتمع العربي من قبل الحكومة هو المسبب الرئيسي لمثل هذه الجريمة البشعة، وهي تصريحات وزير الامن بنت غفير بتشريع حمل السلاح للمواطنين اليهود ستسبب المزيد من العنصرية اتجاه المجتمع العربي وتزيد من جرائم القتل بين اطراف المجتمعين؟

 جريمة اعدام ميداني

وفي حديث مع محمد دراوشة حول تأثير التهميش للمجتمع العربي على زيادة العنصرية قال: "قتل ديار عمري هو جريمة اعدام ميداني على خلفية قومية. والقاتل هو مخرب ويجب هدم بيته. وما هذا الا استمرار مباشر لسياسة وزير الامن القومي، المأفون بن غفير الذي دعا اليهود الى حمل السلاح وشجعهم على استعماله في الحيز العام ضد العرب. العلاقة بين سياسة الحكومة وما يحدث على الارض هي علاقة مباشرة وواضحة".

وأضاف: "شبابنا العرب تلقون بين فكي الجريمة المنظمة في المجتمع العربي التي تحصد الارواح ليل نهار، وبين فك العنصرية من المجتمع اليهودي التي تستبيح دماؤنا، حيث يتعدى الامر التمييز ليصل الى القتل الممنهج".

وأكمل قائًلا: "الادعاء بان القاتل كان تحت تأثير الكحول لا يركب على اي عقل، حيث انه تمكن من اطلاق ستة رصاصات بدقة متناهية، ادت الى وفاة المرحوم ديار. يبدو ان هناك من يبحثون عن اعذار واهية لهذا المجرم الوضيع".

وأنهى دراوشة حديثه: "وبالرغم من كل ذلك، من المهم محاولة الحفاظ على العلاقات الطيبة والجيرة الحسنة مع الجهات التي تمتلك النية الحسنه في البلدات اليهودية المجاورة".

تركيبة معقدة

كما وتحدث موقع بكرا مع الناشط والمحلل إيهاب جبارين الذي قال: "لا شك أن ما جاء يوم أمس هو تركيبة معقدة لكل ما يحياه مجتمعنا الفلسطيني في الداخل وتعقيداته، ويمكن القول ان هذا دلالة واضحة على وجودنا في حالة فوضى، فوضى سياسية، فوضى بصعيد المواطنة وبصعيد الوطنية. يمكن القول ان هذا ما جرى".

وأضاف: "هنالك اهمال بقضايا المجتمع العربي، بنهاية المطاف العنف والجريمة هي نتيجة، وهي ليست السبب، هنالك الكثير من الأمور التي تؤدي لهذه المشاكل، كالميزانيات، المواصلات، البرامج التي تستنفذها هذه الحكومة في الطلاب على سبيل المثال، أي أن هنالك اهمال كلي".
وأكمل جبارين قائلًا: "هنالك تشريعات، استفحال، ويمكن القول أن الدم العربي رخيص، وبهذه المرحلة الامر اصبح مرهون ما بين السلاح القانوني الذي يستعمله بن غفير وتشريعاته وتحريضاته ضد المجتمع العربي، وبين السلاح الغير قانوني والغير شرعي لموجود في الجريمة في الشارع العربي".

وأنهى حديثه: "لا يمكن القاء كل اللوم على حكومة نتنياهو الحالية وبن غفير، هذه المعادلة بدأت منذ سنوات، منذ 2015 هنالك استفحال حاد في الجريمة، وفي العشرون عام الأخير هنالك موجة ودالة تصاعدية، وبالتالي نعم كل آليات هذا المشهد في نهاية المطاف هو تركيبة معقدة، سياسيًا، اجتماعيًا، اقتصاديًا وبدون ادنى شك هذه سياسة أمنية استراتيجية، من حقنا كمجتمع ان نقول بان كل ما يجري هو عبارة عن سياسات إسرائيلية واجندات امنية تمررها اسرائيل اتجاهنا كأقلية".

حالة من الانفلات

وفي حديث لموقع بكرا مع مدير مبادرات اسرائيل،  د. ثابت أبو راس قال: " لا شك ان مقتل الشاب من صندله يعكس حالة من الانفلات في المجتمع الاسرائيلي قبل كل شيء، مقتل هذا الشاب يعد قضية بسيطة لعكس ازمة المجتمع اليهودي اكثر من اي شيء، يعكس ازمة المطالبة بتسليح المواطنين على يد الحكومة، على يد المعارضة، على يد جمعيات دينية صهيونية والتعامل مع العرب كأنهم ارهابيين ويجب قتلهم".

وأضاف: "انا اعتقد اننا وصلنا الى الحضيض وكأنه لا يكفينا قضية القتل وضحايا العنف والجريمة في المجتمع العربي حيث وصلنا الى رقم قياسي لم يسبق لع مثيل منذ قيام الدولة، ايضا يعكس ازمة لمجتمعنا الذي لا يعمل بما فيه الكفاية بالمطالبة بحقه الشرعي بالأمن والأمان، صحيح ان الشرطة هي المسؤول الاول عن الامن والامان لكن نستطيع ان تعمل اكثر على حماية ابناءنا".

وأكمل أبو راس حديثه: " القضية الشخصية لهذا الشاب وهذا المواطن اليهودي ليست قضية شخصية وانما قضية مجموعات سكانية هي صندلة وجان هنير المتواجدات في منطقة بلديو واحدة هي المجلس الاقليمي جلبوع، هناك على ما يبدو توترات في قضية المرور والتمتع بالطبيعه وفي الارض في تلك المتطقة ولكن انا لا املك الحكم على ماذا حدث انا املك الحكم على النتيجة وهي القتل، اعتقد يجب ملاحقة هذا القاتل المجرم الذي استعمل السلاح ضد المواطن البريء".

وأنهى حديثه قائلًا: " يجب ان ننظر للقضية كقضية عادية من جهة ولكن يجب المطالبة بحقوق المواطنين العرب في اسرائيل ايضا بوقف حالة توزيع السلاح على المواطنين اليهود وتحديدا في هذا الجو المسموم حيث ما يجري في المناطق المحتلة من قتل لشعبنا الفلسطيني".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]