تكشف شجرة عملاقة من سرو الباتاغونيا في غابة جنوب تشيلي معلومات قيمة من شأنها إثراء معارف العلماء في طبيعة التغير المناخي.

ويبلغ علو الشجرة الملقبة "الجد الأكبر" والتي في طريقها لنيل لقب أقدم شجرة على الكوكب، 28 مترا، وقطرها أربعة أمتار، ويقدّر عمرها بنحو 5 آلاف سنة، ما يجعلها تاليا أقدم من "عميدة الأشجار" الحالية، وهي شجرة صنوبر عمرها 4850 عاما، محفوظة بمكان سري في الولايات المتحدة.

وعلى حافة الوادي الذي تقع فيه في منطقة لوس ريوس على بعد 800 كيلومتر جنوب سانتياغو، نجت هذه الشجرة من الحرائق والاستغلال المفرط لهذه الأنواع المستوطنة من جنوب القارة الأمريكية، التي تتمتع أخشابها بمقاومة شديدة واستُخدمت لقرون عدة في تشييد المنازل والقوارب.

وحتى قبل إدراجها في موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية، يمشي السائحون لمدة ساعة عبر غابة من أشجار الصنوبر الأصغر سنا (300 إلى 400 عام) لالتقاط صور سيلفي بجوار الشجرة بجذعها السميك المتعرج المغطى بالطحالب والأشنات.

وقد دفعت شهرتها المتزايدة بالمكتب الوطني للغابات إلى زيادة عدد حراس الغابات والحد من الزيارات، مع اشتراط التسجيل المسبق.

واكتُشفت شجرة "الجد الأكبر" عام 1972 من جانب الحارس أنيبال هنريكيز، الذي لم يكن يريد أن يعرف الناس والسائحون مكانها، لأنه كان يعلم أنها ذات قيمة كبيرة.

وذكرت وكالة "أ ف ب" أن حفيد أنيبال، جوناثان باريشيفيتش، كبُر وهو يلعب بين أشجار السرو الباتاغونية، وقد بات الآن أحد العلماء الذين يدرسون هذا النوع في مختبر علوم المناخ والبيئة في باريس.

في عام 2020، كجزء من بحثه حول تغير المناخ، سحب باريشيفيتش عينة من الشجرة باستخدام أكبر حفارة يدوية على الإطلاق، لكنهما لم يتمكنا من الوصول إلى مركزها.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]