تحدث موقع بكرا مع الخبير الاقتصادي امير زعبي، حول حول الحدث الأهم عالميًا على مستوى الهايتك والاقتصاد وسوق المال - خلال اقل من 48 ساعة، انهيار SVB - من اهم البنوك الامريكية، والمؤثر بشكل كبير على شركات التكنولوجيا الكبيرة والناشئة، ويتوقع اقتصاديون ان تكون نتائج هذا الانهيار كارثية!

عرفنا اولا على بنك SVB
بنك SVB مشهور جدًا وله شعبية بين المستثمرين في الهايتك، كونه موجود في وادي السيليكون وهو تجمع كل مصانع وشركات الهايتك في امريكا وسائر دول العالم.

ما هي الأزمة التي حصلت مع هذا البنك في هذه المرحلة؟
الذي حصل مع هذا البنك هو انه اشترى الكثير من السندات والتي انخفضت قيمتها، والأمر الآخر هو الانكماش الذي حصل بين مستثمري الهايتك نهاية العام الماضي وبداية العام الحالي، حيث اصبح هنام اقل استثمارات تزامنا مع التجديدات والتحسينات التي تجرى في شركات جوجل وفيسبوك وشركات الهايتك الكبيرة، وهذا ادى الى انحفاض الايداعات فيها، وحين تنخفض الايداعات، فإن الموديعين يستخدمون النقد في البنك، اذ لم يعد بمقدورهم تجنيد الأموال، واصبحت عملية تجنيد الأموال من مستثمرين خارجيين صعبة.

لو قدمت لنا مثالا للتوضيح الصورة اكثر؟ 
مثلا اذا كنت املك شركة هايتك كنت اذهب الى مستثمر ويسلمني الأموال، وبدوري اضع هذه الأموال في البنك، واذا لم استخدم هذه الأموال، فسأدفعها كرواتب للعمال، واذا احتجت لأموال اخرى، سأذهب الى مستثمر آخر لكنه سيرفض ويعتذر مني، وهنا لا بد لي ان اسحب من ايداعاتي في البنك، وهذا ما حصل.
حين يتوافد الجميع على البنوك ويسحبون ايداعاتهم مرة واحدة – لذا هم اغلقوا ابواب البنك – تصبح حالة انهيار، وذلك لان اايداعات الموجودة غير موجودة في البنك حقا، لانها اعطيت كقروض لاشخاص آخرين. حين تضع في البنك 100 الف شيكل مثلا، البنك يأخذ هذا المبلغ ويقرضها لشخص معين لمدة خمس سنوات مثلا، والبنك يربح من خلال الفائدة التي يجبيها مقابل القرض الذي منحه، ومن خلال الفائدة التي يدفعها من يودع اموالا في البنك.
وهنا حين جاء المودعون الذي اودعوا اموالهم في البنك لسحب ايداعاتهم المالية، لم يك هناك حال سوى اغلاق البنك لمنع المودعين من سحب اموالهم، لكي لا يحصل انهيار.

من الذي استلم ادارة البنك حاليا؟ وهل له فروع في اسرائيل؟
الذي استلم ادارة البنك حاليا هي مؤسسة تأمين الايداعات الامريكية الفيديرالية، والذين منعوا الأشخاص من سحب اموالهم، حتى يجدوا الحلول لهذه المسألة، ويمكن ان يسمحوا بسحب 250 الف دولار لكل شخص. هذا البنك له فرع في هرتسليا، ولن يسمح في الوقت الحالي للمستثمرين والمودعين بسحب اموالهم حتى اجاد حلول.


ما هي الحلول المطروحة لمنع الأزمة؟
التوجه لبنوك اخرى في محاولة لبيع البنك، او بيع ارصدة واستثمارات وابنية ليعوضوا القليل للناس، لكن اذا وجد من يشتري البنك فلن يكون هناك اي خطر على الايداعات وسيستمر البنك في عمله، لكن المشكلة في البنوك التي ستشتري البنوك ان الفائدة التي تجنيها عالية في امريكا، ولا يمكن لهذه البنوك اخذ قروض لكي تشتري البنك.

ماذا لو لم تكن هناك حلول وكيف سيؤثر هذا على شركات الهايتك عالميا ومحليا؟ 
في حال لم يكن هناك حلّ فإن شركات الهايتك التي لديها ايداعات كبيرة في هذا البنك وتستخدم هذا البنك ستكون لديها مشكلة كبيرة، لأنهم لن يتمكنوا من سحب ايداعاتهم، والتي من الممكن ان هذه الايداعات قد حولت لقروض لأشخاص آخرين، ولن يكون لديهم مصادر للتمويل، وهناك حاجة لدفع رواتب العمال، وشركات الهايتك اغلب مصروفها للعمال، واذا ارادوا دفع رواتب العمال للاشهر القادمة سيكون لديهم مشكلة كبيرة جدا. والحل حينها هو اخراج عمال من الهايتك وتقليصات اخرى وهذا سيؤثر على كل العالم على مستوى تقليصات.


فرع الهايتك في اسرائيل يشكل 52% من الصادرات الاسرائيلية واكثر من 25% من دخل الضرائب الحكومية من فرع صناعة الهايتك، وهذا سيؤثر على كل الاقتصاد العالمي والمحلي. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]