هاجم رئيس الصهيونية الدينية، بتسلئيل سموتريتش، اليوم الثلاثاء، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، على خلفية المحادثة التي أجراها مع رئيس الحكومة المقبل، بنيامين نتنياهو، واعترض خلالها على الاتفاقيات الائتلافية المتعلقة بنقل صلاحيات ومسؤوليات من الجيش إلى سموتريتش ورئيس حزب "عوتسما يهوديت" الفاشي إيتمار بن غفير.

ووصف سموتريتش محادثة كوخافي مع نتنياهو في تغريدة بأنها "تسييس فظ يدخله كوخافي إلى الجيش الإسرائيلي. ومن يريد الحفاظ على الجيش الإسرائيلي موحدا وكجيش الشعب، وبالإجماع وخارج السياسة، عليه أن يسن قانون فترة انتظار لعشر سنوات على الأقل لرؤساء أركان الجيش" يمنعون خلالها من الدخول إلى المعترك السياسي.

وخلال محادثاته مع نتنياهو، عبر كوخافي عن معارضته لنقل المسؤولية عن قوات حرس الحدود في الضفة الغربية من الجيش إلى وزير الأمن القومي المقبل بن غفير، وعن نقل مسؤولية تعيين رئيس "الإدارة المدنية" و"منسق أعمال الحكومة في المناطق" المحتلة، وهما ضابطان برتبة عميد ولواء، من رئيس أركان الجيش إلى سموتريتش.

وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي أن كوخافي ونتنياهو اتفقا خلال المحادثة على أن القرارات المتعلقة بالجيش الإسرائيلي ستتخذ بعد أن يقدم الجيش تقارير عن تبعات وتأثيرات نابعة من التغييرات التي تسعى أحزاب الائتلاف إلى تنفيذها.


ورد وزير الأمن، بيني غانتس، في تويتر على سموتريتش، وكتب أن "من يريد الحفاظ على الجيش الإسرائيلي موحدا وكجيش الشعب لا يسن قانون التهرب من الخدمة العسكرية، ولا يفكك وزارة الأمن والجيش الإسرائيلي لهيئات ثانوية ولا يتدخل في تعيين ضباط الجيش. وأنا أدعم رئيس أركان الجيش، وهو القائد الأعلى في الجيش ويتحمل المسؤولية. ورئيس أركان الجيش ليس تلميذا ينفذ الأوامر وحسب. ومن واجبه أن يقول موقفه المهني ضد خطوات تستهدف أمن وأداء الجيش الإسرائيلي. ومحاولة ترهيب رئيس أركان الجيش الحالي والمقبل وإسكات حوار مفتوح ونقدي مقلق وخطير".

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن كوخافي هو الذي بادر إلى المحادثة مع نتنياهو، وهي محادثة غير مألوفة لأن نتنياهو لم ينصب كرئيس حكومة حتى الآن. لكن المحادثة جرت بعد مصادقة غانتس، كونه الوزير المسؤول عن كوخافي.

وعبر كوخافي منذ بدء المفاوضات الائتلافية عن معارضته الشديدة للاتفاقيات التي أبرمها نتنياهو مع سموتريتش وبن غفير المتعلقة بمسؤوليات وصلاحيات الجيش الإسرائيلي. ووصف كوخافي هذه الاتفاقيات بأنها "غير مسبوقة" وأنها ستستهدف وحدة الجيش وهرميته القيادية.

وأشار المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوسي يهوشواع، اليوم، إلى أن كوخافي وضع أمام نتنياهو "خطا أحمر واضحا. وبهذه الخطوة ساعد خلفه، هرتسي هليفي، الذي سيواجه صعوبة في مواجهة رئيس حكومة قوي كنتنياهو. ولا يملك هليفي كفاءات سياسية مثل كوخافي".

وصادق الكنيست اليوم على "قانون درعي – سموتريتش"، الذي يسمح بتعيين رئيس حزب شاس، أرييه درعي، وزيرا رغم إدانته بمخالفات فساد وفرض عقوبة السجن مع وقف التنفيذ عليه، ويسمح بتعيين وزير آخر في وزارة الأمن، يتوقع أن يكون سموتريتش، وتكون لديه صلاحيات بتعيين رئيس "الإدارة المدنية" و"منسق أعمال الحكومة".


وفي أعقاب المصادقة على القانون، قال غانتس إنه "إثر الظروف الناشئة، أوعزت للجيش الإسرائيلي بالاستعداد لتصعيد محتمل. وأعتقد أن تصعيدا كهذا، إثر الفصل بالمسؤوليات وانعدام الإدارة المتماسكة، هو أمر متوقع أن يحدث هنا في دولة إسرائيل. وقد تسفك دماء، وخسارة أننا لا نلتفت إلى هذا الأمر، والخسارة أكبر بأن ندفع هذا الثمن".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]