أُسقِط مقترحين لحجب الثقة عن الحكومة الإسرائيلية الحالية، التي يترأسها نفتالي بينيت، مساء أمس الاثنين، وذلك في جلسة هي الأولى للكنيست بدورتها الصيفية، بعد عطلة استمرت لشهرين.

وسقط مقترحا حجب الثقة عن الحكومة، واللذيْن قدّمهما حزبا الليكود و"شاس"، بأغلبية 61 نائبا صوتوا ضد مقترح الليكود، بمن فيهم أعضاء القائمة المشتركة، مقابل 52 صوتا لصالحه، كما سقط مقترح "شاس" بأغلبية 56 مقابل 52 عضوا، وتغيبت الموحدة عن التصويت.

وفي هذا السياق قال المحلل السياسي ساهر غزاوي: " ظهرت القائمة المشتركة بتصويتها ضد حجب الثقة عن حكومة الإئتلاف الحكومي برئاسة نفتالي بينت في موقف متناقض تماما مما كانت عليه قبل التصويت، فهي التي طالما نادت وطالبت القائمة الموحدة بإسقاط حكومة بينت بسبب سياستها العنصرية ضد أبناء مجتمعنا وضد قضاياه العادلة ومقدساته الإسلامية والمسيحية على حد سواء وهي التي صدّعت رؤوسنا في الحديث عن كون حكومة بينت أكثر حكومة فاشية في تاريخ إسرائيل، وعندما جاءت ساعة الامتحان وساعة اسقاط الحكومة "الفاشية" صوت ضد حجب الثقة عن الحكومة بحجة أن حجب الثقة كان سيفضي إلى توكيل نتنياهو لتشكيل الحكومة دون الذهاب إلى انتخابات".

وتابع غزاوي: " في الحقيقة القائمتان الموحدة والمشتركة لا تريدان اسقاط الحكومة وهما معنيتان باستمرارها لحسابات انتخابية ستجلب الضرر على الموحدة والمشتركة، فالأولى تخشى أن تذهب إلى جمهورها من دون إنجازات والثانية ليست أفضل حال من الأولى، غير أنه من غير المستعبد أن يكون هناك قرار فلسطيني رسمي من رام الله أثر بشكل واضح على خطوة المشتركة بالإبقاء على حكومة بينت خوفا من عودة نتنياهو".

التموضع السياسي 

وفي السياق ذاته قال المدير الاستراتيجي - مركز المجتمع المشترك "چفعات حبيبه": " أعتقد أن المشتركة قامت من خلال هذا التصويت باعادة التموضع السياسي في الكنيست، مستغلةً ضعف الحكومة للقيام بمناورةٍ سياسية ذات مفعول ثلاثي الأبعاد، فأولاً هي سجلت موقفاً ضد اليمين الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو، وهو موقف يتماشى مع مبادئها منذ سنوات، ويتناسق مع طرحها قبل الانتخابات".

وتابع دراوشة: " وفي ذات الوقت سجلت موقفاً يطرح العقلانية في العلاقة مع الحكومة الحالية، ولا أشك للحظة انه موقف مجاني، وسيكون له نتائج ستنعكس قريباً من خلال صفقةٍ مخفية حالياً، ولكنها ستبان لاحقاً، وعملياً شكلت الكتلة المانعة أمام حكومة نتنياهو، بشكل فعلي، داعمةً للائتلاف اثناء تغيب الموحدة، ثالثاً، قامت المشتركة بتسجيل موقف أمان الموحدة، حيث أظهرت أنها تعمل بدون الضغط الذي تعيشه الموحدة، ولا تخشى من ردود فعل معادية من الشارع العربي".

واختتم دراوشة حديثه: " ولكن في ذات الوقت، أعتقد أن تصرف المشتركة يمهد الطريق، ويسهلها أمام الموحدة للهرولة إلى حضن الائتلاف الحكومي، بدون التخوف من انتقادات المشتركة التي أنقذت حكومة بينيت في أحلك أوقاتها".

مصداقية 

ومن جهته قال المحلل السياسي عصمت منصور: " موقف المشتركة اليوم أفقدها جزءً من مصداقيتها، وكان مفاجأة للجميع بالرغم من تبريرهم، الجميع كان يتوقع هذه الدورة لتقصير عمر حكومة بينت، وأن المشتركة كان موقفها واضح كما قال العضو عن التجمع سامي أبو شحادة وأنها مع حل الكنيست، لذلك أعتقد أن هذا الموقف أفقدها جزء من مصداقيتها، وخصوصا في ظل غياب منصور عباس وقائمته".

وفي سياق الرأي العام العربي قال منصور: " انقلبت الأمور وأصبح منصور عباس وكأنه غير مبالي عن مصير الحكومة، والذي سارع لانقاذها القائمة المشتركة، هذا الموقف من المشتركة انعكس على الجماهير وأوضح حالة استياء كبيرة كما نرى على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل تصويت اليوم كان هناك حالة تباين واضح عند الجمهور بين التجربتين، بين تجربة المشتركة التي تحمل خطاب مبدئي جذري ومتسق، وبين خطاب منصور عباس الذي يرتمي بشكل أو بآخر عن الائتلاف ويدافع عنه بشكل أو بآخر، اليوم هذه الحالة تغيرت".

المشتركة اخطأت 

وفي سياق تصويت المشتركة ضد قرار حجب الثقة عن الحكومة قال مدير مركز الكروان للبرامج التربوية عيد جبيلي: " المشتركة أخطأت، كان يجب أن تمتنع، لأنها تقول أنها ضد حكومة بينت وحكومة نتنياهو، وفي هذا التصويت قد أعطت الشرعية لحكومة بينت، خصوصا وأنها قالت أن حكومة بينت هي الأصعب في موضوع الأقصى، وغلاء الأسعار والعديد من المواضيع".

وفي جانب التوترات داخل المشتركة قال جبيلي: " المشتركة تشهد بداية عاصفة توترات، حيث ألغى العضو أبو شحادة جلسة اليوم بالتزامن مع اجتماع عودة والطيبي مع لبيد وغانتس، وبالنسبة للانتخابات فلا يوجد أحد يعارض قول أن تفكك الحكومة قريب جدا والانتخابات قريبة، وبدوره سيطالب سامي أبو شحادة بتمثيل أكبر للتجمع، وهذا التمثيل سيكون على حساب العربية للتغيير أو الجبهة، نتطلع لتصويت المشتركة مع حجب الثقة عن الحكومة كما صرّحوا، خصوصا بعد استطلاع القناة 12 الأخير الذي بيّن تزايد شعبية المشتركة وحصولها على 8 مقاعد مقابل 6 مقاعد في الانتخابات السابقة مقارنة بتراجع شعبية الموحدة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]