أثارت النشرة التي أصدرتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بشأن خطط عودة التعليم الوجاهي للمدارس في الخامس من يونيو المقبل ولمدة شهر، سخطًا بين أولياء أمور الطلاب، واعتبروا أنه يعكس عدم اكتراث الوكالة الأممية بما تعرض له الطلاب والأهالي خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.

ورفض عدد كبير من الأهالي نشرة الوكالة متسائلين عن "قيمة الطالب" عند الوكالة في وقت اتخذت فيه وزارة التربية والتعليم بغزة قرارًا بإنهاء العام الدراسي وتوزيع الشهادات على الطلاب من الصف الأول حتى الحادي عشر، بسبب حجم الدمار الذي سببه العدوان على المنازل وفي نفوس الطلاب خاصة وأهل القطاع عامة.

وأصدرت دائــرة التربية والتعليــم في وكالة الغوث نشرة أمس الأول أعلنت فيها استئناف العملية التعليمية عن بعد ابتداء من يوم السبت الموافق 29/5/2021، ومخطط للعودة إلى للمدارس بدءًا من 5 يونيو وحتى 8 يوليو المقبليْن.

ويأتي قرار الوكالة باستئناف التعليم على الرغم من أن التعليم عن بعد لم ينقطع خلال العدوان على القطاع في عدد كبير من المجموعات الدراسية، وهو ما أثار سخطًا بين الأهالي، ووصفوا ذلك بـ"قرار معدوم الرحمة"، كما جاء في آرائهم عبر مواقع التواصل ومجموعات التعليم.

"تتجاهل المأساة والطالب لا يعنيها"

وقالت والدة الطالب عبد الرحمن الرقب لوكالة "صفا"، إن "الحكومة أخذت قرارها وأنهت العام الدراسي، لكن الوكالة لم تهتم لا لمأساتنا ولا لنفسية أولادنا، وتريد العودة للمدارس".

وتساءلت "هل أبناء الحكومة أبناء فلسطين وأولادنا من كوكب آخر، أم كيف تفكر الوكالة حينما تصدر قرارتها".

وتابعت "تعبت نفسية الأطفال كثيرًا من الحرب جراء الدمار والشهداء والتشريد، وفي ظل العدوان كان التعليم عن بعد مستمرًا، بينما كنا بلا إنترنت ولا كهرباء".

لذلك طالبت بشدة بـ"اتخاذ نفس خطوة الحكومة وينهوا هذا العام المقيت من الدراسة".

وفي إحدى مجموعات التعليم التابعة للوكالة كتبت إحدى الأمهات أمس: "أعتذر عن عدم المشاركة في الأيام الماضية والآن بسبب وجود شهيد في بيتنا ولم نكن فيه طوال المدة الماضية"، وهو ما ردت عليه إحدى المعلمات: "الله يرحم شهدائنا جميعًا، وأرجو إرسال الواجبات فور توفر الكهرباء".

ووصفت الأم، التي لم ترغب بالكشف عن اسمها، رد المعلمة بـ"الوقح، والذي ليس له علاقة بالعملية التعليمية".

وقالت لوكالة "صفا": "كلنا نريد أن نتحدى الواقع، تحدينا كورونا واستمر التعليم، لكن الوضع الآن يختلف، لقد دُمّرنا خلال الحرب ولم نستيقظ منها، لا إنترنت لا كهرباء لا استقرار في بيوتنا".

وأشارت والدة أربعة طلاب بمدارس وكالة الغوث إلى أن أبناءها "يعانون من تراكمات الحرب، ويريدون فقط أن يخرجوا من أي حالة تسبب لهم الضغط بما في ذلك التعليم الإلكتروني".

وقالت والدة الطالب أحمد أبو صبحة: "22 ساعة بدون كهرباء وعندي طلاب من الصفوف الابتدائي والإعدادي، ولا أدري بأي منطق تتعامل معنا الوكالة".

وطالبت بإنهاء العام الدراسي "مثلنا مثل الحكومة، لأن الجميع متضرر من هذه الحرب"، وفق قولها.

والدة الطالبة منة الباز قالت لوكالة "صفا": "عندي أربعة طلاب مدارس، وأرفض قرار العودة للمدارس ولن أرسلهم".

وأضافت بغضب "لن أرسلهم لأنهم لم يدرسوا شيئًا خلال الحرب ولم يفهموا المنهاج".

وطالبت بإنهاء العام الدراسي مشيدة بقرار الحكومة بالقول: "الحكومة تدرك أن الطلبة غير مستعدين للدراسة أو الامتحانات، يكفي ما شاهدوه من الحرب".

"العودة الحل وأمامها عوائق"

ورغم الرفض الواسع من الأهالي، إلا أن رئيس برنامج التربية والتعليم في وكالة الغوث بغزة فريد أبو عاذرة قال: "إن الوكالة لا تعتمد على التعليقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي في تقييم العودة للمدارس".

وأضاف في تصريح لوكالة "صفا" أن "الوكالة اعتمدت على خبراء الصحة النفسية، الذين طلبنا منهم النصح ووجدوا أن أكبر وسيلة لإنقاذ الطلاب من الصدمة النفسية التي سببتها الحرب هي العودة للمدارس".

لكنه أكد أن هذه العودة أمامها ثلاثة عوائق "الأولى في تجهيز المدارس، والثانية في تدريب وتأهيل المعلمين وهو ما يتم حاليًا العمل عليه منذ أيام، والأهم العائق المتعلق بالحالة الوبائية لفيروس كورونا".

ونوه إلى أن الحالة الوبائية فقط هي من تحدد عودة التعليم الوجاهي للمدارس.

وأضاف "ننتظر تعليمات وزارة الصحة في هذا الشأن، وحتى نهاية الأسبوع المقبل سنتخذ القرار المناسب والنهائي، أما التعليم الإلكتروني فهو مستمر ولم ينقطع".
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]