في الثامن من اذار تبرز النظرية التي تؤكد ان المرأة هي الحياة وانه بدون المرأة لا تغيير ولا بصمة إيجابية تكون في المجتمع، خصوصا عندما يكون للمرأة الناجحة هدف تسعى من خلاله الى تحسين ظروفها الحياتية وظروف المحيطين بها من خلال مهنتها او مجالها. رنين سلامة سمّور من حيفا تعمل حاليا مديرة منتوج خبيرة في احدى شركات الهايتك العالميّه، انهت علم الحاسوب في التخنيون بامتياز، لا سيما وان هذا المجال اقتصر في بدايته على عالم الرجال وحتى اليوم لا زالت النساء تجد صعوبة في خوضه والعمل به. بالنسبة اليها النجاح قرار، يحتاج الى إرادة قوية وعزيمة وتخطيط صحيح والاهم الأهم هو الدعم العائلي والذي لاقته بشكل كبير بالأخص من الوالدة ما ساهم بنجاحها وبالتالي نجاح كل من حولها.
سلامة قالت ل "بكرا" في بداية حديثها: في نهاية التسعينات وبداية سنوات ال2000 لم يكن هناك وعي في مجتمعنا لعالم الهايتك، عندما انهيت تعليمي الثانوي بعلامات عالية التوقعات كانت بأن ادخل كلية الطب، الصيدلة او المحاماة ولكن ميولي كانت نحو الرياضيات والعلوم الدقيقة. حرص ابي على احضار صحيفة نشرت بشكل مستمر الكثير من طلبات التوظيف للهايتك والعلوم الدقيقة وحينها شجّعني أبي التوجه لتعلم مواضيع الهايتك علما ان القليل من الفتيات العربيات قررن خوض هذا المجال الذي لم يكن لدي الاطلاع الواسع عنه. قررت ان اجرب وابدأ التعليم. فالتحقت بكلية علم الحاسوب، أحببت التعليم وتميزت به وكنت اول طالبة هندسة عربيه تعمل في “انتل" في حيفا. كنت طلائعية وقدوة لفتيات اخريات كن يتواصلن معي للاستفسار حول الموضوع وشجعت الكثير من الفتيات لخوض مجال الهايتك.

وتطرقت سلامة الى الصعوبات والتحديات التي واجهتها قائلة: المجتمع يتوقع من المرأة أمور معينة ولكن يحيطني زوج داعم وعائلة داعمة كما ان زوجي كان يؤمن بأحلامي كما وأنا أيضا أؤمن بأحلامه، وبدون دعم طرف للطرف الاخر ربما لما نجحنا وتقدمنا في مهننا. زوجي مدير قسم الولادة في مستشفى "بني تسيون" في حيفا أي لديه وظيفة تتطلب ساعات عمل وجهد وتضحية لا يقل عني. فمثلا خلال مسيرتي المهنية حصلت على فرصة للعمل خارج البلاد فقرر زوجي عندها ان ينتقل معي بعد ان حصل على إجازة بدون راتب وانتقلنا لمدة سنتين الى أمريكا مع بناتي وزوجي، وهذا ليس مفهوم ضمنا خصوصا ان الذكورية موجودة في كل مجتمعات العالم ومجتمعنا العربي محافظ اكثر.
وتحدثت عن بدايتها المهنية قائلة: بدايتي المهنية كنت مهندسة خبيرة وبعد ذلك قررت ان اغير اتجاه واخوض عالم الاعمال وان انظر الى الأمور بشكل أوسع وليس فقط ان احل مشاكل هندسية دقيقة بينما أرى الصورة الاوسع. لذلك قمت بتعلم اللقب الثاني بإدارة الاعمال في جامعة تل ابيب واردت ان اصبح مديرة منتوج، وهو الشخص الذي يضع خارطة طريقة الاعمال للمنتوج: يقرر كيف يعمل المنتوج, وما الذي ممكن اضافته لتطوير المنتوج. أحب ان أكون أكثر قريبة على اتخاذ القرارات وان اؤثر بشكل اكبر واعمل على انتاج منتوجات ذات قيمة اكبر للمستهلكين.

وفي النهاية وجهت سلامة نصيحة الى المرأة في يومها وقالت: مجال الهايتك مفتوح امام النساء، وربما النساء يتخوفن من خوض هذه المجالات بسبب عدد الساعات، ولكن المرأة تحتاج الى إرادة قوية لان مواضيع الهايتك ليست سهلة وبعض الوظائف منها (مثل مدير منتوج) تتطلب جهد مضاعف وسفر خارج البلاد واجتماعات ليلية ومواجهة أصحاب القرارات ومناقشتهم، جميعها أمور ربما لا تطلبها مجالات أو وظائف أخرى. من الناحية الأخرى ليونة ساعات العمل في الهايتك الغير موجودة بمجالات عديدة تمكن من الموازنه بين الحياه المهنيه والحياة الشخصيه وهو عامل جدا مهم.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]