في اعقاب الإعلان رسميا عن موعد الانتخابات القادمة في الثالث والعشرين من اذار- مارس القادم تواجه القائمة المشتركة التحدي الأكبر منذ تشكيلها بحسب ناشطين ومحللين اذ ان الانقسام في المواقف والآراء برز بين مركباتها في الآونة الأخير حيث تشير استطلاعات الرأي انه نتج عن ذلك انخفاض حاد في عدد المقاعد التي ممكن ان تحصل عليها القائمة من 15 مقعدا الى 11 مقعدا مع الاخذ بعين الاعتبار جميع السيناريوهات المحتملة منها استمرار الحركة الإسلامية الجنوبية القائمة العربية في القائمة او انشقاقها والذهاب منفردة مع مركبات خارجية الى الانتخابات الرابعة. ولكن بجميع الأحوال هناك اجماع شبه تام على ان حظوظ القائمة المشتركة قد قلت خلال هذه الانتخابات.

القائمة المشتركة تواجه التحدي الاكبر منذ قيامها

الخبير في الشؤون السياسية الإسرائيلية، د.عودة بشارات قال: القائمة المشتركة تواجه التحدي الاكبر منذ قيامها، فهي أمام معضلة، وهي معضلة الثقة بين المركبات الثلاثة في القائمة وبين الحركة الاسلامية بقيادة النائب منصور عباس. ما جرى في الاشهر الاخيرة هو أكثر من مجدر اختلاف في وجهات النظر، بل هو تعبير، أولا عن انتهاج خط مناقض مئة بالمئة لنهج المشتركة من قبل الحركة الإسلامية، وثانيًا هو مناقض مئة بالمئة لاتفاق التحالف القاضي بالتزام الجميع بقرار الاغلبية، وخاصة في أمور جوهرية. والمثل الأخير هو امتناع الحركة الاسلامية عن التصويت ضد اقتراح الليكود بخصوص تأجيل اقرار الميزانية، وبشكل يتعارض مع موقف المركبات الثلاث الأخرى.
وأضاف ل "بكرا": لا شك ان عباس يضع المشتركة في موقف صعب، فكيف من الممكن الالتزام بمبدأ وحدة الجماهير العربية في قائمة واحدة قوية ومؤثرة، أمام التساؤل الشرعي: هل يوجد ضمان أن تستمر الوحدة بعد الانتخابات، وهل ستقرر الاسلامية أن تختار طريقا معاكسًا، كما تفعل الآن؟ في الانتخابات السابقة تم وضع قواعد واضحة لسلوك نواب المشتركة وهذه القواعد لم يتم تنفيذها، ومن سيضمن تنفيذ أي اتفاق مستقبلا.
ونوه قائلا: باعتقادي أنه حتى لو تم الاتفاق على تشكيل القائمة المشتركة بصيغتها الحالية من جديد، فقواعد الأحزاب الثلاثة لن تقبل ذلك، وارى ان المسارين الماثلين أمام اعيننا هما: إما خوض الانتخابات بقائمتين- الاسلامية واوساط اخرى متماثلة مع موقفها، ومقابلها قائمة تشمل الأحزاب الثلاث، والامكانية الثانية هي خوض الانتخابات بقائمة مشتركة بصيغتها الحالية ولكن بدون الدكتور منصور عباس.

المشتركة لم ترتق للتحول لمشروع وطني وانما هي ارادة احزاب التقت لتعبر نسبة الحسم

النائب السابق ورئيس الحزب الديمقراطي العربي، طلب الصانع قال: الحقيقة التي يجب ان نعترف ان المشتركة لم ترتق للتحول لمشروع وطني وانما هي ارادة احزاب التقت ليس من منطلق القناعة بالوحدة وانما خوفا من عدم القدرة على تجاوز نسبة الحسم وحتى المفاوضات لتشكيل القائمة يؤكد ذلك حيث كان الصراع على المقاعد لكل حزب وليس على مضمون المشروع الجامع، والصراعات التي ظهرت للعيان تأكيد تغليب الاعتبارات الحزبية على الاعتبارات الوطنية والمصلحة العامة.
وتابع: كما ان الاداء السياسي والنتائج كانت مخيبة للآمال وحجم التأثير مقارنة مع حجم التمثيل كان قريب من الصفر، وكل الوعود بخصوص كمنيتس، هدم البيوت، قانون القومية، لم تتغير بل ازدادت سوءا. لم يكن حضور للقائمة المشتركة الا عشية الانتخابات وبعدها غابت المشتركة وبرزت الحزبية والمنافسة والمناكفة في مرحلة يعاني مجتمعنا من العنف واحوج ما يكون الى خطاب يؤكد على التضامن والتكافل والاحترام المتبادل.
ونوه قائلا: عكست المشتركة حاله من التخبط، غياب الرؤيا التي تواكب روح العصر والمستجدات على الساحة الاسرائيلية والشرق اوسطية، ومازالت اسيرة مفاهيم عفى عليها الزمن من تصنيفات يسار ويمين وغياب العمل البرلماني الوحدوي. ان المجتمع العربي الفلسطيني بحاجة الى طرح سياسي يواكب التطورات، يجدد الامل ويشحذ الهمم ويستعيد الثقة المفقودة واعطاء دور للشباب مع ضخ دم جديد وطرح فكري جديد بعد ان استنفذ القديم ذاته، حيث اثبت التجارب بعد اربع جولات انتخابية ان المجتمع العربي الفلسطيني يجب اعادة تقييم التجربة السياسية من خلال القائمة المشتركة وفقا للنتائج وليس وفقا للشعارات والعواطف. الخطأ ليس عيب وانما تكرار الاخطاء وان لا نتعلم منها هي الخطيئة الاكبر. والغباء هو ان نمارس نفس العمل ونتوقع نتائج مغايرة، اذا اردنا تغيير النتائج علينا تغيير الاسلوب وحان وقت التغيير!

الإسلامية بقيادة منصور عباس حسمت موقفها باتجاه اليمين واحترم حسمهم

الناشط السياسي د. عزمي حكيم قال لـ "بكرا" في هذا الصدد: في سلسلة الانتخابات الثلاثة الاخيرة خلال السنتين الماضيتين ذهبنا الى الانتخابات تحت شعار واحد وهدف واحد ووحيد اسقاط اليمين ونتنياهو. اليوم وبعد تجربة انتخابات متتالية وتسمية غانتس وكحول لفان ورفضهم التسمية فهمنا ان لا فرق بين يمين الوسط كحول لفان واليمين المتطرف، اليوم الانتخابات ستجري بين قطبين في اسرائيل اليمين واليمين المتطرف وهنا يسأل السؤال اين ستكون القائمة المشتركة من هذه المعادلة لان المشتركة مركبة من جميع اطياف وتوجهات المجتمع العربي من اليسار الجبهة حتى اليمين القومي التجمع والاجتماعي السياسي المتمثل بالإسلامية.
وتابع: الإسلامية بقيادة منصور عباس حسمت موقفها باتجاه اليمين واحترم حسمهم لذاتهم ولموقعهم مع اليمين الديني والسياسي في احضان الليكود وشاس والاحزاب الدينية اليهودية. يبقى ان تحسم باقي الاحزاب موقفها في الخارطة السياسية الاسرائيلية وخصوصا الجبهة الجسم اليساري اليهودي العربي الوحيد داخل المشتركة اين سيتوجهون واين سيكونون!؟
ونوه: موقفي الشخصي لن يتغير ولن اصوت للمشتركة في ظل الوضع القائم وخصوصا بعيد حسم الاسلامية لموقعها باتجاه اليمين وربما هذه الانتخابات يجب على كل حزب الذهاب الى الانتخابات وحده لكي نكشف قوة كل حزب وليكشف كل حزب عن توجهاته وتوجهه داخل الخارطة السياسية العامة في اسرائيل والخاصة للأقلية العربية الفلسطينية.

خصومات تؤدي الى تفكك المشتركة

المحامي والناشط السياسي نايف أبو صويص قال بدوره ل "بكرا": الاوضاع السياسة والحزبية في إسرائيل تتأثر يوميا، كثير من التجديدات توثر بسورة سريعة على الحلبة السياسة، وبدون ادنى شك اننا امام مفصل تاريخ من حيث العمل السياسي، وخاصة توسيع قاعدة معسكر اليمين. أما على الصعيد العربي نشهد اتهامات وتراشق وربما تخوين بين قيادات مركبات المشتركة والحملة المسعورة على شخصية النائب منصور عباس وبدون ادنى شك هذا الوضع وهذه الخصومات تودي الى تفكيك المشتركة.
وتابع: اعتقد ان النائب منصور عباس والحركة الإسلامية جادة في التوجه مع شركاء وحلفاء لخوض الانتخابات القريبة على انفراد مما يعزز من مكانتها ويمنحها مُتسع لتُنجز ما يتوقعه المواطن البسيط وتعمل جادة وبدون فرملة او حواجز حزبية اخرى، وفي المقابل لا يمكن ان تبقى المشتركة بهذه التركيبة وان تبقى حكر فقط لأربع احزاب فقط، لنها تبقى مفرملة وتبقى الشُحنات والخصومات والبحوث عن النجومية مما يضر بالعمل وخدمة المواطن العربي في البلاد. وخاصة بعد التجربة الاخيرة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]