نعى سياسيون وكتاب امريكيون أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات في مقالات وتقارير.

وجاء في مقال كتبه كل من دنيس روس، المبعوث الأميركي الخاص السابق للشرق الأوسط و مارتن إنديك، المبعوث الأميركي الخاص للمفاوضات الإسرائيلية -الفلسطينية وآرون ديفيد ميللر ,نائب المنسق الأميركي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط وروبرت مالي ، المساعد الخاص السابق للرئيس بيل كلينتون للشؤون العربية الإسرائيلية، مجلس الأمن القومي الأميركي وأخرون "ننعى الدكتور صائب عريقات ونقدم تعازينا الحارة لزوجته نعمة وابنائه الأربعة سلام ودلال وعلي ومحمد. يجب على افراد عائلته يفخروا بصائب وانجازاته، خلال عقود من عمله المتفاني في مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية، على الرغم من أنه لم يعش ليرى أكبر اماله تتحق، "حل الدولتين" الذي يعيش خلاله المواطن الفلسطيني مستقلا بسلام إلى جانب دولة إسرائيلية آمنة".

وأضافوا "كان صائب شخصية فريدة بين المسؤولين والمفاوضين الفلسطينيين الذين تعاملنا معهم, كان كل من ياسر عرفات ومحمود عباس بحاجة إلى مفاوض يمكنه التواصل مع الإسرائيليين والأمريكيين والمجتمع الدولي ووسائل الإعلام, فاختاروا صائب بسبب علاقاته ومصادره, وأصبحت إجادته للغة الإنجليزية وقدرته على التحليل وصياغة النصوص أمرًا ضروريًا بمجرد وصول المفاوضات إلى تلك المرحلة".

"لا أحد في الجانب الفلسطيني يمكنه أن يلعب هذا الدور. كانت مثابرته لافتة للنظر ، وأصبح الشخص الأكثر موثوقية في المفاوضات. كانت لدينا خلافاتنا لأنه في بعض الأحيان يمكن أن يكون غير مرن. ولكن بعد ذلك ، وبدون قاعدة مستقلة خاصة به وبسبب عمله تحت اشراف ياسر عرفات ، لم يكن لدى صائب مرونة كبيرة في الابتعاد عن المواقف والاراء الفلسطينية الأساسية" .

واكدوا ان "الحقيقة الأخرى هي أنه لا يوجد مفاوض فلسطيني آخر كان ملتزماً ولا يعرف الكلل مثل صائب في السعي لتحقيق حل الدولتين الذي يتم تحقيقه بالوسائل السلمية".

وقالوا "كان صائب يؤمن حقًا, حتى بعد مرور الوقت الذي فقد فيه الكثير منا الأمل, أن الحل لإنهاء الصراع كان ممكنا ، بغض النظر عن الاوضاع السياسية الكئيبه. بينما واجه الموت أثناء عملية زراعة الرئة في عام 2018 ، أخبر البعض منا أن ما أبقاه على قيد الحياة هو تصميمه على تحقيق السلام. كان هذا الرجل يؤمن بعمق بالحوار والمصالحة مع الإسرائيليين ونبذ العنف وعاش حياته على هذا الأساس. أرسل أطفاله إلى برنامج "بذور السلام" ، وهو برنامج يعزز التعايش والحوار، وجلس امام الناس وتحدث نيابة عن المنظمة والمصالحة الإسرائيلية - الفلسطينية كلما وحيثما استطاع".

"ومع رحيل صائب نحن نعلم جيدًا أن احتمالات حدوث سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين تبدو الآن وكأنها حلم بعيد المنال. لكنه لم يتخل ابداً عن الأمل , وكان مقتنعاً انه مع القيادة والشجاعة والتصميم يظل تحقيق السلام امرا ممكنًا."

وختموا بالقول "صائب عريقات لم يفقد الأمل أبدا, وأتمنى أن تكون ذكراه وأعماله الصالحة نعمة مقدسة."

"مجلة أميركية": حلم صائب عريقات بإقامة دولة فلسطينية مات قبل وفاته

وكتب كارل فيك تقريراً نشرته مجلة "تايم" الأميركية تحت عنوان "حلم صائب عريقات بإقامة دولة فلسطينية مات قبل وفاة صاحبه"، أشار في مستهله إلى أن صائب عريقات أمضى معظم حياته مفاوضاً لصالح الجانب الفلسطيني في عملية السلام التي فارقت الحياة قبل فترة طويلة من لفظ عريقات آخر أنفاسه.

ويلفت التقرير إلى أنه عندما كانت عملية السلام لا تزال على قيد الحياة -بشكلٍ حيويٍّ خلال التسعينيات، وبعد الانتفاضة الفلسطينية بين عامي 2000 إلى 2005- كان عريقات كبير المفاوضين الذي ينادي بإنهاء الاحتلال العسكري الإسرائيلي للضفة الغربية، بما يسمح بإقامة دولة فلسطين.

وتقول المجلة: "في لقاء صحافي تلو الآخر، تحدث عريقات عن القضية الفلسطينية بوضوح وتفاؤل وحسن نية، في حين شكك بنيامين نتنياهو في كل مكان وبلا هوادة في صدق تلك القضية، وفي نهاية المطاف، فاز هذا الأخير، ولأكثر من ربع قرن، وضع صائب عريقات الافتراض القائل إن (الشعب المهزوم والمضطهد يمكن أن يفوز بحريته من خلال مناشدات العقل والقانون الدولي) محط الاختبار".

كما يلفت التقرير إلى أنه خلال عام 2011، نشرت قناة الجزيرة القطرية وثائق مسربة عن مفاوضات تتم خلف الأبواب المغلقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، التي أوضحت مدى ضعف الجانب الفلسطيني.

وتابعت: "استقال عريقات من منصبه كرئيس لدائرة شؤون المفاوضات الخاصة بالسلطة الفلسطينية بسبب تلك التسريبات، وعندئذ قال عريقات: لقد انتهت المفاوضات، وحان وقت اتخاذ القرارات".

ولكن خلال ذلك، بحسب المجلة، كان الصراع المركزي في المنطقة يتحول بعيداً عن المعضلة الفلسطينية، إلى مواجهة إيران، لقد لفظ عريقات أنفاسه الأخيرة في مستشفى القدس، الذي يقع ليس بعيداً عن مسقط رأسه في "أبو ديس"، القرية التي كان المفاوضون الإسرائيليون يقترحونها باستمرار أن تكون عاصمة الدولة الفلسطينية، بدلاً من القدس، تلك القرية التي تقع وراء الجدار الإسمنتي الشاهق الذي أقامته إسرائيل خلال الانتفاضة الثانية.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]