أقرّت اللجنة المحلية للتخطيط والبناء لمدينة حيفا يوم الثلاثاء إقرار مخطط التجدّد الحضري في منطقة “كريات إليعازر وكريات إلياهو” (والتي كان تُعرف قديمًا بـ "الموارس").

يمتدّ المخطط على 900 دونم من شارع “يستحاك ساديه” شرقًا (عند الكلية الأرثوذكسية العربية) وحتى تقاطع شارعي “اللنبي” و”الهجاناة” غربًا عند المتحف البحري. وهي منطقة تضمّ اليوم حوالي 5000 وحدة سكنية، ويقدّر عدد السكان العرب فيها بما نسبته 20%.

ويهدف المخطط إلى زيادة وحدات السكن إلى نحو 15000 وحدة في نهاية المطاف، خاصةً من خلال مشاريع “الإخلاء والبناء”.

وكان المخطط قد عُرض قبل سنة، ومرّ بعملية “إشراك جمهور” بلقاءات مباشرة مع السكان ومن خلال موقع البلدية.

حول هذا الموضوع كان لنا الحوار التالي مع رئيس كتلة “الجبهة” رجا زعاترة.

وقال لـبكرا: لقد بدأ عرض هذا المخطط قبل سنة وهو أول مخطط للتجدد الحضري في عهد رئيسة البلدية كاليش. نتحدث عن منطقة "كريات إليعازر" وهي مجاورة للحي الألماني وحي عباس ووادي الجمال. حوالي 20% من سكان المنطقة اليوم هم عرب، ومن المتوقع أن تجذب المشاريع السكنية الجديدة مزيدًا من العائلات والأزواج الشابة العربية.

وحول كيفية خدمة هذا المخطط للمجتمع العربي الحيفاوي خاصة والمجتمع العربي عامّة، قال: زيادة حوالي 10 آلاف وحدة سكنية في هذه المنطقة سيعني زيادة العرض وبأسعار معقولة، وبالتالي يساهم في تخفيف الارتفاع الكبير في أسعار البيوت وتخفيف أزمة السكن في حيفا. منذ البداية طالبنا بأن يتضمن التخطيط مؤسسات تربوية وثقافية للجمهور العربي، كالحضانات والروضات والمدارس والمراكز الجماهيرية، لئلا نعود على تجارب سابقة ينتقل فيها العرب إلى أحياء "يهودية" تفتقر إلى خدمات ملائمة لأولادهم.

وعن انعكاس هذا المخطط على الاحياء العربيّة، قال: هنا فعلاً مربط الفرس. فنحن نتحدث عن "كريات إليعازر" ولكن عيننا على أحياء مثل "المحطة" و"وادي النسناس" والتي قد تتعرّض لمخاطر في حال وجود مخططات تتجاهل تاريخ الحي ونسيجه الاجتماعي وتسرّع سيرورات الاستطباق (Gentrification) أي تطوير الأحياء لصالح الأغنياء وإقصاء الأهالي الأصليين. وفي هذا الصدد تحمل رئيسة البلدية رؤية تقدّمية تعي هذه المخاطر وتعمل على التصدي لها من خلال تعزيز النسيج الاجتماعي وكبح مطامع الرأسمال العقاري الذي لا يرى الأمور إلا من منظار الربح والخسارة.

وأنهى كلامه موجها رسالة لاهالي حيفا العرب واهالي المجتمع العربي عبر "بكرا" قائلا: أهم قضيتين بالنسبة للعرب في حيفا، كما في معظم مدن الساحل المختلطة، هما موضوع السكن التخطيط وموضوع التربية والتعليم. حيفا مدينة آخذة في التطوّر وهذا جيّد ولكنه قد يأتي على حساب محو أحيائنا التاريخية العريقة التي قد تتحوّل إلى مناطق جذابة للمستثمرين لمشاريع سكنية أو سياحية أو تجارية، مثلما حدث في حي "وادي الصليب". نحن نريد للتطوير أن يكون لصالح الناس وليس على حسابهم. لذا نتابع وسنواصل متابعة هذه المخططات ومحاولة التأثير عليها لصالح جمهورنا وقضاياه العادلة.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]