اثارت عملية الطعن الأخيرة التي حصلت في فرنسان لامرأتنا مسيحيتان اثناء وجودهما في كنيسة للصلاة ما أدى الى وفاتهما تباينا واسعا في الآراء، خصوصا ان هذه العملية جاءت على خلفية تصريحات ماكرون الأخيرة التي تشرعن التهجم على الأنبياء وخصوصا النبي محمد صلي الله عليه وسلم بذريعة حرية التعبير عن الرأي إضافة الى هجومه المستمر على المسلمين ما اثار مشاعر الاستياء والغضب لدى المسلمين في كافة انحاء العالم ليرى البعض انه بالرغم من مهاجمة الرئيس الفرنسي للإسلام فانه لا يحق قتل الأبرياء فيما شرعن البعض الاخر هذه العملية مؤكدين ان تصريحات ماكرون تقود الى هذه الأفعال وتتسبب بتأجيج الغضب والفتنة بين الشعوب.

لن نسمح لاي شخص مهما كان ان يسيء لرسولنا صلى الله عليه وسلم ولا لأي نبي

الشيخ ضياء ابو احمد امام مسجد السلام قال معقبا: في هذه الايام للأسف يتهجم البعض على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي والله لو عرفوه او قرأوا سيرته لأحبوه واتبعوه ولكن للأسف ليس في قلوبهم الا الحقد على الانبياء والرسل هداة البشرية وعلى راسهم نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم الذي ايد التطاول على شخصه رئيس فرنسا تحت مسميات حرية التعبير وكأنه لم يبقى من حرية التعبير الا السخرية من رسول امن به واتبعه ملايين البشر على مر التاريخ وكأنه لم يبقى من حرية التعبير الا التطاول على رسول اتبعه اناس ملئوا الارض علما وادبا وحضارة كابن سينا والخوارزمي وابن الهيثم والرازي وغيرهم وحتى في زماننا كم من العلماء في كل المجالات يتبعونه ويحبونه ثم يخرج احدهم برسومات مسيئة لشخصه ويؤيده على ذلك رئيس بلاده بدل ان يشجب ويستنكر يؤيد مثل هذا التطاول على رمز يتبعه اليوم مليار واكثر من نصف المليار من البشر لذلك نقول ليس عيبا ان يتراجع رئيس فرنسا عن اقواله ويعتذر للملايين فنحن لن نسمح لاي شخص مهما كان ان يسيء لرسولنا صلى الله عليه وسلم ولا لأي نبي او رسول فكلهم بالنسبة لنا سواء من محمد الى عيسى الى موسى الى ابراهيم الى سليمان وداود وغيرهم

من قام بهذا الهجوم لم ينتقم للرسول الشريف ولا للدين الإسلامي

وقال المحامي والناشط السياسي باسل دراوشة: هجوم فرنسا الاخير مرفوض ومدان ولا يمكن تبريره باي شكل من الأشكال. الإسلام دين محبة وتسامح وسلام. هذه هي رسالة الدين الإسلامي ورسالة نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الذي احتفلنا بذكرى مولوده بالأمس.

وتابع: فتزامن الهجوم مع ذكرى المولد النبوي ليس وليد الصدفة وانما جاء ليخدم الرئيس الفرنسي ماكرون العنصري. وليخرجه من مأزقه ومن حملة المقاطعة للمنتجات الفرنسية في انحاء العالم الإسلامي والعربي التي اخذت بالتزايد، ولهذا الهجوم قد يكون بتدبير من المخابرات الفرنسية وتنفيذ رجال المخابرات في محاولة لتسليط الضوء على العملية وتغيير المسار من انتقاد التصريحات المسيئة للرسول والدين الإسلامي التي أطلقها ماكرون الى انتقاد وهجوم على الإسلام والمسلمين ومحاولة توسيع الحصار وسياسة التضيق والملاحقة للمسلمين في فرنسا وأوروبا.

ونوه: من قام بهذا الهجوم لم ينتقم للرسول الشريف ولا للدين الإسلامي ولم يناصر الرسول الكريم الذي حثنا على التسامح وحسن المعاملة والمحبة والسلام والابتعاد عن القتل، بل بهذا الهجوم خدم النظام الفرنسي ويحاول إخراجه من ورطته لهذا اعتقد ان هذا الهجوم هو مفتعل وهو صناعة المخابرات الفرنسية.

وقال: علينا الا ننسى ان المسؤولية الاولى لأي هجوم أو اعتداء هو على الرئيس الفرنسي ماكرون الماكر والمتغطرس الذي حول الهجوم على الدين الإسلامي من امر ثانوي وهامشي في فرنسا الى سياسة دولة وحكومة وأعطى بتصريحاته العنصرية ضد الدين الإسلامي شرعية لليمين المتطرف لمهاجمة الدين الإسلامي وملاحقتهم. ماكرون هو من يتحمل المسؤولية الاولى لكل عمل واعتداء وعليه ان يعتذر للمسلمين عن اقواله وتصريحاته وان يرسل رسالة تسامح ودعوة الى نبذ الهجوم على الدين الإسلامي وعلى شخص الرسول الكريم وتوجيه تصريح واضح وصريح بانه يرفض ويندد كل اساءة الى الأديان السماوية والرسل وبمقدمتهم الدين الإسلامي والرسول الشريف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

كما ذكرت الدين الإسلامي هو دين رحمة، محبة، تسامح وسلام وكل من يتصرف غير ذلك لا يمثل الدين الإسلامي الذي جاء رحمة للعالمين.

الرد على تصريحات ماكرون والكاريكاتير يجب ان لا يكون بقتل أي انسان

بدوره صرح الناشط السياسي سامر عثامنه أن تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بحق الإسلام والمسلمين ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، هي تصريحات عنصرية بامتياز ابتدأها منذ فترة بتغريدات وتفوهات بائسة كلها كراهية واستعلائية ضد كل ما هو مسلم وبلغت ذروتها حين اتهم الإسلام بانه يعاني من أزمة ومن بعدها بإجازته نشر الكاريكاتير المسيء لرسولنا الكريم، قائدنا وقدوتنا سيدنا محمد علية أفضل الصلوات والسلام ضمن حرية التعبير. أن نقاشنا مع الرئيس الفرنسي ماكرون وتصريحاته وكل ما تمثل ليس نقاشا دينيا فقط. بل له خلفية تاريخية وسياسية.

وتابع: إن سماحه لنشر تلك الرسومات والكاريكاتير الساخر والمسيء لرسولنا هو تمادي وتصعيد على اكثر من مليار ونصف بالعالم وتجاهل مشاعرهم الدينية بشكل عام وضد ومواطني الدولة الفرنسية المسلمين بشكل خاص. تجاهل المشاعر الدينية ينافي كل القيم والمعايير الديموقراطية التي تنص على احترام الأديان جميعا.

ونوه قائلا: ان حرية التعبير حق تعترف به القوانين والأديان ولكنها ممنوعة عندما تمس بحرية الاخرين ودينهم وثقافتهم وحضارتهم.

واشار ل "بكرا": نشاهد ونرى بالسنوات الأخيرة خطاب كله تأجيج وتصعيد بأماكن كثيرة بأوروبا لموضوع الاسلاموفوبيا وعرض المسلم بمعادلة واحدة مع الإرهاب. تبني ماكرون علنا هذا الخطاب بحسب رأيي هو لمغازلة اليمين والحوز على أصواتهم بالانتخابات الفرنسية المقبلة ويريد ان يقلد خطاب ترامب الذي باعتقاده هو من اوصله للرئاسة. مع كل هذا كشفت تصريحاته اراءه واحاسيسه الدفينة ضد الإسلام والمسلمين.

وختاما قال: فرنسا هي اخر من يجب عليه ان تتغنى بالحرية، فهي التي استعمرت الشعوب ونهبت ثرواتهم وقتلت قياداتهم وحاولت احباط كل محاولة لنيل تلك الشعوب الحق بالاستقلال والعيش الكريم. هذا التناقض للأسف لا يراه ماكرون وهذا يدل على انه ما زال يتعامل يحمل نفس عقلية المستعمر الاستعلائية الذي لا يرى عيوبه ويظن انه الولي على شعوب العالم ويهرف مصلحتها اكثر من ذاتها.

واكد ان الرد على تصريحات ماكرون والكاريكاتير يجب ان لا يكون بقتل أي انسان كان حتى لو اساء لنا مشيرا الى ان لإسلام دين أخلاق ومن هنا قتل المعلم والاعتداء على غيرة بالأيام التي تلت هي مرفوضة جملة وتفصيلا وعلى الرئيس ماكرون عدم استعمال هذه الأحداث المؤسفة لتأجيج الوضع ولمغازلة اليمين بفرنسا وانما عليه بداية اعلان اسفه من تصريحاته وتشجيع الحوار بين الاديان

الإرهاب لا دين له، فالتطرف الديني هو المسؤول عن ارتكاب الجرائم الإرهابية

الناشطة السياسية والمحاضرة د. رنا زهر قالت: استنكر الهجوم وقتل الأبرياء باسم الدين، اي دين، في فرنسا وفي اي مكان بالعالم. كما استنكر الإساءة للأنبياء. ولكن هذا ليس مبرر للقتل. يستطيع أي شخص رفع دعوة قضائية أو شن حملة استنكار وشجب لاي تصريح. أما القتل فهو خط احمر.

الناشط السياسي والاجتماعي د. سمير خطيب قال بدروه ل "بكرا": الجريمة في فرنسا، جاءت لتؤكد أن الإرهاب لا دين له، فالتطرف الديني هو المسؤول عن ارتكاب الجرائم الإرهابية ضد الأبرياء بغض النظر عن دينهم، إذ ليس في قواميس القيم جميعاً ما يمكن تأويله لقتل الابرياء، فلا يوجد دين يمكن أن يأمر أو يسوغ أو يبرر هذه الجريمة الوحشية، فالإرهاب يحاول التقنع بقناعِ الدِّين، والدِّينُ براء منه.

وتابع: عقيدة التطرف والعنصرية في حال هيمنت على عقل إنسان ما ستخرجه من آدميته وإنسانيته، وتحوله إلى وحش لا يحمل عقلاً، ولا ضميراً، ولا أخلاقاً. يجب حجر وعزل ولجم المتطرفين والإرهابيين والمحرضين للتطرف الديني أياً كان مشربهم، فالإرهاب جريمة عظمى في حقِّ الإنسان والحياة والدِّين والقيم والمبادئ.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]