في اعقاب سقوط شهيد تلو الاخر من الشبان الفلسطينيين مؤخرا كل في ظروف مختلفة كليا، الا ان قافلة الشهداء لم تبدأ بمصطفى يونس وإياد حلاق ولن تنتهي بهما، هذا ما قاله المحلل السياسي عبد اللطيف حصري مضيفا الى انه ليس بعيدا عما تفعله فوهة البندقية بالجسد الفلسطيني ما تقوم به جرافات الاحتلال من هدم وخراب ودمار لجنى عمر الشباب الفلسطيني، فالهدم بالطيرة استمرار للهدم بالعراقيب وقلنسوة والقدس وأم الحيران ووادي عاره وغيرها.

لطالما تعاملت سلطات الاحتلال مع الفلسطيني من خلال فوهة البندقية

وتابع: من جديد. لطالما تعاملت سلطات الاحتلال مع الفلسطيني من خلال فوهة البندقية، الملاحظ منذ تشكيل حكومة نتنياهو الخامسة اندفاعة المؤسسة الصهيونية لفرض معادلات جديدة بالتعامل مع الفلسطيني، وهي في الواقع منزلق خطير نحو الفاشية المطلقة، فخفة اليد على الزناد وهمجية جرافات الاحتلال مؤشر لتمادي المؤسسة في تطبيق مشاريع الضم وتحضير الأرضية السياسية للمواجهة القادمة. يستثمر نتنياهو انشغال العالم بجائحة كورونا من جهة، وبالضوء الأخضر من البيت الأبيض للبدء بتطبيق صفقة القرن من جهة أخرى، بالإضافة الى ملفات الفساد الضاغطة على رقبته يبدو نتنياهو في هذه المرحلة أكثر خطورة وأكثر تهورا، ما يدفع المنطقة الى مواجهة حتمية لا تستطيع وقفها إجراءات قمعية ولا حتى تنسيق أمني، فالمواجهة ستكون مباشرة مع شعب تحت الاحتلال وتحت حراب القمع، وهي مواجهة أسست لها اسرائيل من خلال قانون القومية ومن خلال خلق واقع تمييزي ونظام أبرتهايد متكامل، وما تحاول اسرائيل فعله من خلال صفقة القرن هو استحداث مرجعية للحل تحظى بدعم استعماري أمريكي وتواطؤ رجعي عربي، يقبل بتلك المعازل العرقية المقترحة للفلسطينيين، كحل للقضية الفلسطينية وباختراق كبير يرمي الى استكمال التطهير العرقي بأبخس الأثمان.

ونوه قائلا: مثل هذا السيناريو يعني بشكل قاطع إما استسلام وإذعان فلسطيني للاحتلال والابرتهايد، أو انتفاضة شعبية ثالثة تحرق الارض تحت أقدام الاحتلال، فان كانت اتفاقات أوسلو قد أوهمت اسرائيل بأن الصراع صراع حدود، فان إجراءاتها القمعية ومشاريعها الاستعمارية تعيد الصراع الى مربعه الأول وأعني الى صراع الوجود من جديد، فمن أزاح الخط الأخضر هي اسرائيل، ومن دمر حل الوسط التاريخي والقبول الفلسطيني بحل الدولتين هي اسرائيل، ومن حرم الشعب الفلسطيني من حق تقرير المصير ونسف إمكانية قيام دولة فلسطينية على أرض الواقع هي اسرائيل، فليس للفلسطيني إذا ما انتفض ما يخسره سوى قيوده.

تراجع جدي في نضال الجماهير العربية، حيث كانت الذروة في انتفاضة الأقصى عام 2000

فيما رأى المحامي باسل دراوشة الناشط الاجتماعي والسياسي ان هناك تراجع جدي في نضال الجماهير العربية، حيث كانت الذروة في انتفاضة الأقصى عام 2000 وبعدها كانت مظاهرات واحتجاجات ضد الحرب والوان على غزة، مشيرا الى ان هذه الاحتجاجات والمظاهرات تراجعت بشكل كبير وأصبحت محدودة العدد، الامر الذي شجع الحكومة والشرطة والأجهزة الأمنية بتصعيد سياسات التضييق والعنصرية والاعتداء على الجماهير العربية واستمرارها في كافة المجالات بما في ذلك ممارسة سياسية هدم البيوت العربية بحجة عدم الترخيص.

وتابع: ما حدث في الولايات المتحدة في الاسبوع الاخير من انتفاضة المواطنين من الاصول الافريقية ضد قتل المواطن من أصول أفريقية على يد أحد افراد الشرطة وبشمل مهين والاحتجاجات الصخبة والضجة المستمرة يدل على انهم شعب حي يرفض الاعتداءات عليه، بينما المجتمع العربي ردة فعله لا ترتقي الى المستوى المطلوب وتدل على قلة الحيلة والضعف والهوان وعلى ضعف الجماهير والقيادات العربية.

ونوه: قبل اسابيع تم قتل الشهيد مصطفى محمود يونس من عارة هو شهيد اخر من ابناء مجتمعنا العربي الذي يقتل برصاص امن المستشفى وبالأمس قتل الشاب الشهيد اياد الحلاق وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة واليوم وبعملية سرية وبدون اشعارات مسبقة لأصحاب المنازل تم هدم اربعة منازل في الطيرة الأمر الذي يؤكد استهتار المؤسسات الحكومية بكل المجتمع العربي وعدم اكتراثه لردات الفعل على المستوى الشعبي والقيادي التي اصبحت خجولة ولا ترتقي مع هول الحدث.

وتابع: للتذكير الجالية الإثيوبية اغلقت الشوارع وتظاهرت ضد مقتل أحد ابناؤها على يد الشرطة، وهذا كان بمثابة رسالة واضحة انه دمهم ليس رخيص، وعلى إثرها حدث تغير في تعامل الشرطة مع الجالية الإثيوبية. لغاية اليوم فشل المجتمع العربي وقيادته في إيصال رسالة للحكومة الإسرائيلية والأجهزة الأمنية بان الدم العربي ليس رخيص وبأنه يجب احداث تغيير نوعي وجدي في سياسة الحكومة وتعاملها مع المجتمع العربي، ايصال هذه الرسالة بشكل واضح يكون مانعا لجرائم قتل للمواطنين العرب على يد الشرطة واجهزة الأمن بالإضافة إلى وقف الاعتداء على املاك الجماهير العربية بما فيها سياسية هدم البيوت.

وأضاف: تكرار الاعتداء على المواطنين العرب وردة الفعل المتساهلة للجماهير العربية يلزم القيادة العربية التعامل مع الحدث بشكل مختلف وعدم الاكتفاء ببيانات الاستنكار والشجب والوقفات الاحتجاجية التي اصبحت حبرا على ورق لا يتهم بها أحد، وان الاوان لتقديم استقالته جماعية لأعضاء الكنسيت العرب والرؤساء السلطات المحلية العربية احتجاجا على تعامل الحكومة العنصري والشرطة واجهزة الامن ضد المجتمع العربي بشكل خاص وايضا احتجاجا على تقصير الشرطة والحكومة بحل مشاكل مجتمعنا العربي. لا يمكن القبول باستمرار الاعتداءات المتكررة على جماهيرنا العربية بهذا الشكل ولا يمكن ان تستمر الاعتداءات والجرائم ضد المجتمع العربي بدون حساب وبدون هبة شعبية كبيرة رافضة لكل هذه السياسات العنصرية، يجب ان تكون هبة شعبية كبيرة وواسعة ترتقي بمعركتنا وبصراع البقاء وبكرامتنا.

مشروع استعماري ردة فعله هشة وقاسية!

د. محمود خطيب ناشط اجتماعي وفيسبوكي قال: الحركة الصهيونية هي مشروع استعماري قام بحق القوة وليس بقوة الحق ويشعر دائما بالقلق على وجوده، لذلك هو هش وردة فعله متطرفة قاسية وأحيانا غير عقلانية كحال الانسان الخائف.. وبرغم مرور 70 عاما إلا ان الزمن لم يكن في صالحه من حيث تسويغ وتذويت وتبرير المنطق الذي يستند اليه.. وذلك بالرغم من كل النجاح الاقتصادي والازدهار العمراني الذي قام بها فهو لم يستطع ان يخرج من المربع الاول.. مربع صراع واحقية الوجود.

الناشط الاجتماعي هاني نجم قال بدوره: قانون القومية الذي يجعلنا غرباء في وطننا، وكمينتس الذي يرفض توسيع مسطحات اراضينا يعاقب اهلنا ويهدم منازلهم، اعدامات ميدانيه من رجالات امن جبناء لشبابنا دون ان يشكلوا اي خطر، اهمال وتقصير خبيث في التعامل مع العنف المجتمعي لكي نبقى غارقين فيه بعيدا عن طموحاتنا الوطنية، فقر واوضاع اقتصاديه سيئة وقريبا صفقة قرن تسلب الامل وتسرق الحق من اصحابه، ماذا نريد بعد كي ننهض؟ هل فقدنا كل مشاعر الحرارة والانتماء والكبرياء؟ هل نحن جبناء لهذا الحد؟ هل ستبقى قياداتنا تستعمل نفس الاساليب القديمة التي لم يعد لها اي تأثير؟ هل سنبقى نكتفي بالاستنكار والتعاطف؟ يكفي، انهضوا واجعلوا غضبكم يصب في بوتقة مشتركه بشكل تربوي وحضاري ليخترق الراي العالمي المحلي والعالمي في صرخات كبيره لأصحاب حق يرغبون في العدالة ويناهضون الذل والعنصرية، لا تنتظروا القيادات ايها الشباب والاهل أنتم قادرون كونوا البوصلة التي توجه القيادات وتفرض عليها الابداع في التخطيط والتنفيذ.

وتابع: اقترح تبني الفكرة التالية الاربعاء 03.06 الساعة التاسعة مساءا تطفئ الاضواء في الشوارع البيوت والمؤسسات لمدة دقيقتين وسائل الاعلام العربية تواكب الحدث والعائلات تقضي ليله محو الحديث فيها سياسات التمييز والعنصرية ضدنا واهمية العمل الوحدوي صادق النوايا من اجل المصلحة العامة. كل عائله او مجموعه تجهز مواد في الموضوع ممكن ان تكون رسالة يتم نشرها بكثافة ليس فقط في مواقع التواصل الاجتماعي بل ايصالها للهواتف الشخصية للوزراء والمسؤولين للإعلام العبري والاعلام العالمي ولنعلنها ثورة حضارية وخطوه اولى نحو عمل وحدوي للتغيير بالتعاون مع كل القيادات المحلية والقطرية املا ان لا يخيبوا ظننا في استثمار كل الطاقات المطلوبة لهذه الفكرة وللأفكار الاخرى التي تحمل اهداف مشابهه.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]