في حديثٍ لبُـكرا، مع شخصيات سياسية وجماهيرية، أكدوا جميعأ د على ان ائتلاف أزرق – ابيض " كاحول لافان "، ورئيسه بيني چانتس لم يخيبوا ظن المشتركة بهم لان سقف التوقعات من الحزب كان منخفضًا أصلًا.

وجاء ذلك في إطار التعقيب على انضمام بيني چانتس وائتلافه الى حكومة برئاسة بنيامين نتنياهو.

وقال النائب السابق عن "الحزب العربي الديمقراطي"-المحامي طلب الصانع لـبكرا: كان غانتس غير جاد منذ البداية في التحالف مع المشتركة وهو يستغل توصيتهم لتعزيز موقعه التفاوضي مع نتنياهو ضمن حكومة وحدة وطنية والدليل الأكبر مفاوضاته لتشكيل حكومة وحدة وطنية بعد الانتخابات الثانية ومطالباته شطب يزبك عشية الانتخابات الثالثة وجلساته مرارا وتكرارا وعلنًا مع عمير بيرتس وليبرمان وجلساته الخجولة مع المشتركة.

وتابع: لا اعلم لماذا من البداية انحاز اعضاء المشتركة لطرف من طرفي الصراع في المعسكر الصهيوني الواحد بدل من أن يعلنوا انهم منحازين لشعبهم فقط وليس لهذا الطرف او ذاك؟ سواء الليكود او كحول لاڤان هما ضمن الإجماع الصهيوني، وخلافاتهم فيما بينهم هي ضمن المشروع الصهيوني الواحد ونحن لسنا جزء من هذه الخلافات، وانما خلافنا مع المشروع الصهيوني برمته!

وزاد: مشروعنا اخر، وتعاملنا مع هذا الطرف او ذاك بقدر تجارب هذا الطرف او ذاك مع مطالبنا المدنية، الاجتماعية والسياسية وفي السياسة لا تجود صداقات ولا توجد عدوات وانما توجد مصالح. الأحزاب الدينية اليهودية يهدوت التوراة وشاس هي ضد التجنيد والخدمة العسكرية، كما إنها لا تشارك في احتفالات عيد الاستقلال، لها مؤسساتها المدنية الخاصة، مواقفها من هذة الحكومة او تلك بقدر تلبية مطالب ناخبيها .

 يوصي على غانتس ويعلون ويسعى لإقامة حكومة ضيقة بمشاركة ليبرمان فلا يناقشني

وأضاف: ومن يوصي على غانتس ويعلون ويسعى لإقامة حكومة ضيقة بمشاركة ليبرمان فلا يناقشني بالاعتبارات الوطنية لانه لا فرق بين هذا او ذاك ! من يدخل ملعب كرة القدم عليه ان يلعب كرة قدم وليس كرة سلة! حان الوقت ان نتحرر من تسميات خاطئة "يمين ويسار " ! في اسرائيل لا يوجد يمين او يسار !

غانتس ونتنياهو هما طرفان ضمن المعسكر الواحد، الخطأ اننا وضعنا أنفسنا طرف في حرب معسكرات المشروع الصهيوني ! نحن لسنا مع هذا او ذاك وموقفنا من هذا او ذاك وفقا لتجاوبهم لمطالبنا ولقضايانا.

مشكلتنا معهم انهم كلهم شركاء في سرقة وطن 

وأوضح: هم يحاكمون نتنياهو على قضايا فساد من سيجار الى شامبانيا ، ولكن مشكلتنا معهم انهم كلهم شركاء في سرقة وطن ! والنتيجة ان المشتركة راهنت بكل اوراقها على غانتس ودخلت حرب ضد نتنياهو ومعسكره، والمحصلة اننا ربحنا عداء معسكر نتنياهو من جهة وخسرنا رهاننا على غانتس من جهة ثانية.

وعن المشتركة، قال: حصول المشتركة على 15 نائب هو نجاح للشعب الذي هب وانتصر ، والفشل في ترجمة هذا الإنجاز الى نتائج هو فشل للمشتركة .

وحول أزرق - أبيض، قال: غانتس مع 15 عضو كنيست حصل على :وزارة الخارجية وقائم بأعمال رئيس الحكومة، رئاسة الحكومة لمدة عامين ، وزارة الدفاع، وزارة العدل، وزارة الاقتصاد، وزارة الاتصالات، رئاسة لجان مهمة في الكنيست ونواب وزراء.وفي المقابل المشتركة مع 15 نائب ماذا حصلت عندما كانت ضمن ائتلاف كحول / لافان :رئاسة لجنة العمل والرفاه الاجتماعي ؟ والآن ستخسر رئاسة هذه اللجنة وستبقى مع لجان ثانوية مؤقته قيمتها إعلامية ليس اكثر .

واختتم حديثه: في عام 1992 كانت الجبهة والحزب الديمقراطي العربي 5 نواب وأحدثوا انقلاب في الواقع السياسي العربي والاسرائيلي والآن 15 بدون تاثير جدي ويجب اعادة تقييم مسيرة التنظيم والاداء السياسي إذا كان هدفنا ان نكون مجرد حركة احتجاج من خلال صفوف المعارضة أو ان نكون قوة مؤثرة لخدمة قضايا المدنية والوطنية ، تجربتنا خلال اربع جولات انتخابية اثبت فشل تجربة القائمة المشتركة وان الحل هو من خلال تنظيم سياسي يعتمد المواطنة وخطاب المواطنة والشراكة اليهودية العربية للدخول للملعب السياسي والمشاركة في اللعب بدون ان نكون اسرى المسميات الوهمية " يمين او يسار " وتسجيل الأهداف وليس الجلوس على دكة الاحتياط كما هو الواقع الحالي .
بيني غانتس أثبت أنه لا يتمتع بالحزم القيادي

وبدوره، قال المحلل السياسي إيهاب جبارين لـبكرا: وعد بيني غانتس، أنه لن يجلس مع المشتركة، وأستعان بها لاحقًا وجلس معها لينكث الوعد الثاني الا وهو الجلوس مع نتنياهو.

غانتس أثبت أنه لا يتمتع بالحزم القيادي

مبدأيا بيني غانتس وعلى مدار ثلاث إنتخابات وختمها الآن أثبت أنه لا يتمتع بالحزم القيادي، ولا بالزخم ولا حتى بالإستراتيجيات او المجموعة المغلقة حوله. ففي حين كتلة السمين مجتمعة ومتحدة ونعزو هذا لوجودها في الحكم طبعا، كتلة المعارضة لا يجمعها سوى إقالة نتنياهو، وهذا ما كان يتوجب عليه إدارته، وفشل.

وتابع: أضف أنه يعلم جيدا أنه حتى الإنتخابات السادسة لن تغير الصورة، وحكومة أقلية وفي ظل أزمة الكورونا ستكون حكومة فاشلة، فبالتالي هو تواجد في موضع لا يحسد عليه، بل لنقل هو مخرج تكتيكي له، من هذه العقدة على أمل أن تكون السنة والتصف المقبلة حبلى بالمفاجآت والتغييرات لصالحه.

وفي ظل كل هذا نتنياهو إستغل كل زخم أزمة الكورونا لكي يبسط سيطرته على الحكومة الجهاز القضائي والكنيست، فلا ننسى أن ما بدأه إدلشتين أنهاه غانتس، أو أقله سيكون حبل إنقاذ لعودة إدلشتين.

وعن الحكومة، قال: معالم حكومة الوحدة الوطنية باتت واضحة، بل المضحك المبكي أن الكل إستغل أزمة الكورونا، لكن أحدا لم يطالب في وزارة الصحة.

وحول سيناريو الانتخابات الرابعة، تحدّث: بالتالي نحن نبتعد عن إنتخابات رابعة، تبقى سيناريوهات تفكيك الحكومة بعد عام ونصف العام على المحك.

شعار إسقاط نتنياهو وترويجه كمشروع سياسي، بات أقرب منه للسطحية

واختتم حديثه: المشتركة بحاجة ماسة لتغيير إستراتيجيتها التكتية والإعلامية، فشعار إسقاط نتنياهو وترويجه كمشروع سياسي، بات أقرب منه للسطحية، الهدف هو إسقاط فكر نتنياهو وليس مجرد شخصه، بات واضحا جلوسها في المعارضة لذا لديها فرصة لا تحسد عليها بتغيير خطابها والبحث عن شركاء مصير وليس مجرد شركاء هدف من كل المعسكرات، والا تختزل ذاتها بمعسكر واحد فقط.

فشل جانتس بقيادة المعارضة الاسرائيلية لاستبدال نتنياهو

ومن ناحيته، قال مدير مركز مساواة - جعفر فرح لـبكرا: فشل جانتس بقيادة المعارضة الاسرائيلية لاستبدال نتنياهو ومن الطبيعي ان يقوم معسكر المعارضة باستبداله وقرر الحصول على وظائف والتنازل عن حزبه. غانتس لم يطرح بالانتخابات بديل سياسي او اقتصادي او ثقافي لنتنياهو ووافق على صفقة القرن وافتخر انه قصف غزة. تصرفه سيتحول الى فرصة لاعادة ترتيب صفوف المعارضة لسياسة نتنياهو محليا وعالميا. الفترة القادمة ستكون فترة خطيرة علينا كمجتمع أقلية وعلى باقي اجزاء الشعب الفلسطيني وعلينا اعادة بناء التحالفات السياسية والاجتماعية لمواجهة الكورونا وحكومة نتنياهو -جانتس.

وعن مستقبل السياسة الاسرائيلية، قال: ستجري تغييرات عميقة في السياسة الاسرائيلية ويجب اعادة ترتيب الخارطة السياسية اليهودية. لدينا القدرة على التأثير على ما يحدث في الشارع الاسرائيلي. علينا مواصلة تنظيم مجتمعنا من ناحية ومن ناحية ثانية علينا التأثير على الاصطفافات السياسية في الشارع اليهودي. نحن عامل مؤثر وقدرتنا تتزايد عدديا ونسبيا وتنظيميا. ستكون هناك محاولة لقمعنا وعلينا الاستعداد لبناء تحالفات تحمينا وتؤدي الى تغيير سياسي. وظيفة المعارضة اسقاط الائتلاف وطرح بديل يختاره الناس.

وبخصوص سيناريو الانتخابات الرابعة، تحدّث: لا اعتقد اننا سنذهب لانتخابات رابعة في الفترة القريبة. تحالف نتنياهو وغانتس سيشكل حكومة بدعم 78 عضو كنيست وهذه اغلبية برلمانية قوية تستطيع ان تمارس سلطات الحكم.

واختتم كلامه: المشتركة هي ألية تمثيل لمجتمعنا وحصلت على ثقة 60% من شعبنا. شعبنا اراد ان نتنظم ونضع خلافاتنا الداخلية خارج الكنيست. علينا مواصلة تنظيم ذاتنا وللمشتركة قوة وميزانية يجب ان ترصد بهذا المسار الى جانب التأثير والتغيير على الشارع اليهودي وفي العالم. هناك توقعات عالية من المشتركة ويجب التجاوب معها. لكل عضو كنيست في المشتركة حزب وهيئات فاعلة وعليها دراسة التجربة والتخطيط للمرحلة القادمة بمخاطرها وفرصها.

اعتقد انه في امتحان القيادة الاول لجانتس فشل فشلا ذريعا

ومن ناحيتها، قالت سماح سلايمة لـبكرا: اعتقد انه في امتحان القيادة الاول لجانتس فشل فشلا ذريعا! ، لم يخيب امل القائمة المشتركة ، لانه التوقعات منه كانت منخفضة منذ البداية، ولكن مليون ناخب اسرائيلي هم اليوم من عليهم محاسبة هذا الجنرال وليس النواب العرب. جانتس فضل دخول الحكومة من أضيق الأبواب كالمهرج في ساحة الملك والذي يفرح لكونه في الحفلة الملوكية بغض النظر عن دورة السخيف وغير الملحوظ في حكومة اليمين.

وأضاف: لا اعلم ان معسكر اليسار قد تقوم له قائمة بعد اليوم بعد خيانه اورلي ليڤي ابو كسيس، وبعد تحطيم غانتس لحزب ازرق ابيض واختفاء ميرتس وحزب العمل. فلم يعد للديمقراطيين والليبراليين غير القائمة المشتركة او حزب عربي يهودي ديمقراطي جديد.

واستبعدت سلايمة حدوث انتخابات رابعة قائلة: انتخابات رابعة برأيي غير واردة حاليا حتى يدخل نتياهو ويغوص في مستنقع المحاكم وقبل ان يضمن لنفسه الحصانه لن تكون انتخابات رابعة.

وأنهت كلامها: أقول للمشتركة لا باس، يكفيكم شرف المحاولة، ولكن مهمة عزل نتياهو لم تكن مهمتكم منذ البداية ، ودعم غانتس والتوصية عليه كان يهدف للإطاحة بنتياهو ولم تنجز المهمة المرجوة ، وليس بسبب المشتركة إنما بسبب رؤيا ضيقة وغباء سياسي عند غانتس نفسه. تفضيل مصالحة الشخصية على اجندة حزبه. ولكن السياسة الاسرائيلية علمتنا الصبر و التأني وكل غانتس يأتي يومه.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]