أكد المختص في الاقتصاد، د. أنس سليمان شريم انه بعد إعلان منظمة الصحة العالمية فيروس "كورونا" كوباء عالمي، ألقى بتداعياته السلبية على الاقتصاد.


وقال لـبكرا: فقد خفضت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD توقّعاتها لنمو الاقتصاد العالمي بنصف نقطة مئوية، إلى 2.4 في المئة، وهو أدنى مستوى منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008. مع الإشارة إلى إن المنظمة اعتمدت في توقعاتها أن يتراجع تفشي فيروس الكورونا خلال العام الحالي. إلا أنها حذّرت من أن تزايد انتشاره سيؤدي الى إعادة خفض التوقّعات بشكل أكبر. ففي حال استمر تفشي الفيروس لمدة أطول وأصبح أكثر قوة، فمن المتوقع ان ينمو الاقتصاد العالمي بنسبة 1.5 في المئة فقط، ودخول اقتصادات منطقة اليورو واليابان في الركود.كما ان التأثير كان واضحا على أسعار النفط بالتالي نحن الان في حرب أسعار قائمة بين السعودية وروسيا.


وأضاف: كما وانضمت المعادن النفيسة الأخرى إلى موجة التراجع الحاد، حيث انخفض البلاديوم الى أكثر من 11%، متجها صوب أكبر انخفاض يومي له منذ 2008م .كما فقد الذهب أكثر من 3%، كما هبطت الفضة أكثر من 6% .
وفقد البلاتين 7% بالمئة متجها صوب أسوأ يوم له منذ عام 2008م.كما هبطت عملة البيتكوين نحو 30% من قيمتها .

اما بالنسبة للبورصات العالية، قال د. شريم: فقد سجل المؤشر الياباني نيكي تراجعا حادا في بداية التعامل ببورصة طوكيو للأوراق المالية.كما سجلت بورصة وول ستريت الأمريكية ، خسائر فادحة وغير مسبوقة منذ عام 1987م، مدفوعة بحالة الخوف التي تشهدها الأسواق بسبب انتشار فيروس كورونا.وجاء الهبوط بعدما فرضت الولايات المتحدة قيودا جديدة على السفر لاحتواء تفشي فيروس كورونا، وحالة الطوارئ ما أثار هلع المستثمرين وهز الأسواق العالمية.


وعن مجال السياحة، تحدث الاقتصادي شريم: تعرضت صناعة السياحة والسفر العالمية لخسائر فادحة بسبب الانتشار السريع لفيروس كورونا في نحو أكثر من 80 دولة حول العالم ودفعت سرعة انتشار الفيروس بصناعة السياحة والسفر التي تمثل أكثر من 10% من النمو الاقتصادي العالمي إلى واحدة من أسوأ الأزمات العالمية .


وأردف: إن السياحة والسفر أتاحت حوالي 319 مليون وظيفة أي حوالي عشرة في المئة من مجمل الوظائف العالمية في 2018م.وقد منيت شركات الطيران وشركات الفنادق بأشد الخسائر منذ بدأ انتشار المرض .


وتطرق إلى الوضع الاقتصادي في اسرائيل قائلا: فيروس كورونا أدّى حتى اليوم إلى خسائر كبيرةٍ في قطاعات الاقتصاد الاسرائيلي، وخاصة فرع الطيران والسياحة قد باتا في خبر كان ، حيث ترك هذا القطاع في اسرائيل وراءه آلاف الوظائف العاطلين عن العمل.كما ان الخسائر لحقت السوق المالي في تل أبيب اذا وصل انخفاضه الى ما يقارب 6% اذا خسرت بعض الشركات مئات ملاين الشواكل ، وقد تلقت صناديق التقاعد ، وشركات التأمين واسهم البنوك ضربة قاسية جدا .كما أنّ شركات الملابس حذّرت قبل شهر من تباطؤ أعمالها بعد إغلاق المصانع في الصين؛ والآن بسبب الإغلاق الحالي، بدأت بإرسال موظفين إلى المنازل، حيث أعلنت مجموعة “فوكس” أنها ستقلّص عدد الموظفين في فروع “فوكس”، “أميركان إيغل”.
كذلك أعلنت مجموعة “زارا” لبيع الألبسة العالميّة عن تقليص ساعات العمل، أمّا شبكة “كاسترو” للملابس، فإنها تحذر من انها لن تستطيع مواجهة هذا الانخفاض ، بسبب انخفاض الطلب .


ونوه شريم: أما قطاع المطاعم في اسرائيل فقد سجل انخفاضًا كبيرًا في عدد الزوار قارب 20% ، وسيؤدي إعلان رئيس الحكومة الى منع التوجه للمطاعم والمقاهي الى إفلاس بعض هذه المطاعم، إذ يوجد في اسرائيل ما يقارب 13 الف مقهى ومطعم ، يشغل ما يقارب 200 الف عامل .




وحول تسريح الموظفين من المصانع والشركات، قال: طبعا وقد حصل لشركات ان سرحت عمالها كمجموعة فوكس وشركة العال، واكثر العاملين في مطار تل ابيب، في هذه الحالة إما ان يتم إخراح الموظفين الى إجازة دون راتب، او تسريح كامل ، في كلتا الحالتين التأمين الوطني سيتصرف بعد إتمام الإجراءات من قبل العامل او الموظف .


وفي رده على سؤالنا بخصوص توقعاته من انهيار الاقتصاد، أجاب: أتوقع ان الأزمة الاقتصاديّة ستتفاقم ، وأنّ الخسائر للاقتصاد الإسرائيليّ ستصِل إلى عشرات المليارات .
كل ذلك وميزانية الدولة لم تُقَّر حتى الآن، لعدم وجود حكومة، وهذه الحكومة هي حكومة تصريف اعمال وهي تُدير الدولة، مع ذلك هي غير مخولّةٍ لسنّ قانون الميزانيّة، الأمر الذي يزيد الوضع سوءًا.أما عالميا فإن الخسائر قد تصل إلى الى اكثر من أربعمائة مليار دولار، ويكون خسارة السياحة العالمية منه ما يقارب 100 مليار .




وعن حالة الكساد التي يعيشها الاقتصاد في العالم، قال: نحن نعيش في هذه الفترة ما بين كساد وغلاء بنفس الوقت، وقد رأينا قبل يوم ويومين تهافت غريب عجيب للمتسوقين في محلات السوبر، خوفا من اختفاء هذه السلع، في ظل هذه الازمة لا اتوقع نقصًا في المواد الغذائية على الرغم من الهجوم الكاسح على مراكز التسوق ، وقد رد المنتجون وادارات هذه السوبر ماركت بزيادة مناوبات العمل، وزيادة خطوط الإنتاج وتوسيع جولات التوزيع، ولكن هذه الحلول الموضعيّة، لن تمنع الضربة القاسيّة التي سيتلقاها الاقتصاد .

ما هي قراءتك؟


وأنهى حديثه: على الحكومة في اسرائيل ان لا تعالج تلك الأزمة بعشوائية، بل لا بد لها من تخطيط واضح وملموس بشفافية كاملة لمواجهة الأزمة، مع وضع سيناريوهات للمواجهة في الأجل القصير والأجل المتوسط والأجل الطويل. فلا يوجد للآن تنبؤ واضح يعكس متى تنتهي هذه الأزمة التي تفتك بالإنسان والاقتصاد، والعالم بات على شفا أزمة كورونا الاقتصادية من خلال طاعون اقتصادي لا يعرف أحد منتهاه.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]