خلل يولد مع الطفل، أو يحدث خلال العام الأول من حياته، إذا لم ينتبه له الأهل والأطباء، يصبح إعاقة يصعُب علاجها لاحقًا. إنه "الضياق" باللهجة العامية الدارجة، أو انزلاق (تسنج) مفصل الورك.

مؤخرًا، قام الدكتور عوني يوسف، وهو اخصائي بجراحة العظام والمفاصل، ورئيس نقابة أطباء العظام الجماهيرية في إسرائيل ومدير المركز الطبي أبراج الناصرة، قام باكتشاف حالة انزلاق مفصل الورك، لدى طفلة في الـ12 من عمرها، وبعلاجها عبر عملية جراحية معقدة تم فيها إضافة قطع بلاتينية لإصلاح المفصل. (كما يظهر في الصور).

1 من بين كل 1000 طفل

يقول الدكتور عوني يوسف: الحديث يدور عن حالة تحدث لطفل من كل 1000 طفل حديثي الولادة، أي أن نسبتها ليست بسيطة، وهي لا تظهر عادة في صور الأشعة والفحوصات التي ما قبل الولادة، انما بعد الولادة، والحالة التي عالجناها مؤخرًا، لفتاة تعاني من هذه المشكلة منذ سنوات، وتمشي مع عرج واضح، ولم يشخّص أحد حالتها، حتى رأيناها، وبدأنا بالعلاج فورًا، والحديث يدور عن عملية جراحية صعبة ومعقدة، مع إضافة البلاتين لربط المفاصل والعظام في المكان الصحيح، وهذا كلّه كان بالإمكان تجنبه لو تم اكشاف هذه الحالة بالعام الأول منذ ولادتها.

أسباب وراثية .. أو حالات أخرى

وتابع: هنالك أسباب عديدة لحصول هذه الأمر، منها وراثية، وهنالك حالات تكون فيها احتمالية وجود الخلل اكبر، منها الأطفال الذين ولدوا قبل الأسبوع الـ39، أو لدى الأطفال الذين كانت كمية ماء الراس خفيفة عند ولادتهم، أو الرضيع البكِر، أو الطفل الذي يولد مع رخاوة، ولدى التوائم ولدى الجنس الأنثوي .

تشخيص الحالة ودور الأم

وحول تشخيص الحالة، قال: هذا هو الجزء الاهم من الحديث، عادة الأطباء يمكنهم تشخيص الحالة، ولكن أحيانًا الحالة لا تظهر فور الولادة، إنما في جيل شهر أو شهر ونصف، وبالتالي الطبيب بالمستشفى لا يشخصها، فيكون على الأم تشخيصها، فعندما تلبسه ملابسه، في حال إصابة الطفل بانزلاق مفصل الورك، سيظهر للأم أنه لا يمكن مباعدة فخذية كما يجب، أو جهة أكثر من ألاخرى، كذلك طيات الفخذ والأرداف لا تكون متوازية ومتماثلة، أو أن القدم تظهر أقصر من الأخرى، وهذا يمكن للام تشخيصه ويجب التوجه للطبيب فورًا، أو العرج عند بداية المشي، في حال كان الطفل يعرج يجب التوجه فورًا للطبيب. وأيضًا وكون الأمر ينتقل عبر الجينات (وراثيًا)، كل أم تعلم أن هنالك أي شخص من عائلها أو عائلة زوجها يعاني من هذه المشكلة، مفضل أن تفحص رضيعها.

وأضاف: في بعض دول العالم، يتم إجراء فحص أولتراساوند (فوق صوتية) لكل طفل، وتظهر هذه الحالة فورًا، من بينها ألمانيا والنمسا ولكن في إسرائيل لا تُجرى مثل هذه الفحوصات، لذلك فإن دور العائلة مهم جدًا.

واكد د. يوسف أن هنالك حالات عديدة في مجتمعنا وبلادنا، يصل الطفل إلى جيل 5 سنوات أكثر، وهو يعاني من العرج، بسبب هذا الخلل، الذي لم ينتبه له الأهل في الصغر، فيكون إصلاحه صعب ومعقد وبعمليات جراحية، هذا في حال اكتشفوا الأمر اصلًا. بينما في جيل أقل من سنة، يكون العلاج أسهل ولا يحتاج غالبًا لجراحة، ونسبة نجاح العلاج عالية جدًا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]