انتفض طلاب الجامعات الاسرائيليّة والفلسطينيّة، أمس في وجه الإجرام المنظّم عامّة والعنف ضدّ النساء خاصّة.


نظّمت وقفات احتجاجيّة في أرجاء الجامعات ومنها: جامعة حيفا، جامعة تلّ أبيب، القدس أبو ديس وجامعات أخرى.


الطالبة الجامعيّة من جامعة تلّ أبيب - أمل غاوي تقول:" تم تنظيم الوقفة الاحتجاجية بمساعدة النقابة الطلابية بجامعة تل ابيب، هدف الوقفة هو اسماع صوت الطالبات والطلاب ودفاعهم عن النساء وانتقادهم ورفضهم لكل نوع عنف ضد المرأة، ان كان عنف جسدي، كلامي اقتصادي وما الى ذلك".

خطاب خاص بالنساء العربيّات

تختم غاوي كلامها قائلة:" لأولّ مرة في الجامعة يتم تقديم خطاب خاص بالنساء العربيات باللغة العربية، حيث انني قدمت نص يدعم المرأة العربية ويحثها للتحرر من قيود المجتمع الذكورية التي تفتك بالنساء وترمينا ضحايا واحدة تلو الاخرى.
تفاعل الطلاب والطالبات بشكل رائع، فبرغم ان الأغلبيّة كانت من الطلبة يهود، الا انّهم أبدوا اعجابهم وتضامنهم".



من جانبها، قالت الطالبة الجامعيّة هبة رائد أبو نمر لـبكرا:" كل تظاهر في أي مجال كان يسلط الضوء على قضية معينة يجعلنا نحن المجتمع على دراية بوجودها، فعلاج المشكلة يبدأ عندما ندرك أن هنالك مشكلة أصلًا. غرس الوعي الكافي في ذهن المجتمع على أن العنف على المستوى العام والخاص هو أمر بالغ الخطورة ولا يمتّ للانسانية بصلة، يحرضّ على نشوء جيل قادر على فهم الحقوق الشرعية للفرد والمجتمع، على العيش بأمن وأمان، على حرية التنقل دون الخوف من الملاحقة والاعتداءات على حرية العيش بكرامة وسلام، على اللجوء للقانون في كل الحالات التي يتم فيها التعدي على حرية الفرد".

قوانين وعقوبات صارمة

تابعت:" وعلى دولة القانون التي نعيش فيها سن قوانين وعقوبات صارمة تجاة المعتدي والقاتل والمغتصب، فالقانون هو الرادع الأولي في وجه المجرم، فلو تمت معالجة القضايا بجدية لفكّر كل شخص الف مرة قبل إتخاذ أي خطوة تتسم بالعنف تجاه أي شخص".

العقوبة أكبر

خلُص حديثها بالقول الى انّ:" وكلّما كانت العقوبة أكبر كان الرادع أقوى. ولكن عندما نرى أن كل قضايا القتل والعنف تغلق على انها ضد مجهول يرجعنا خطوات إلى الوراء وهنا تكمن أهميّة إقامة إحتجاجات كهذه، لشحن المجتمع بالغضب، بإرادة التغيير والمطالبة الحثيثة بالحق في الحياة وبالتالي تفعيل الضغط اللازم على الحكومة لاتخاذ الإجراءات اللازمة".


وقالت الطالبة بيروت حندقلو من جامعة القدس أبو ديس لـبكرا:"نظرًا لقلّة الوعي وقلّة التعاون والمساعدات بالمواضيع النسويّة خاصةً والانسانيّة عامةً، ولكثرة نسبة التحرّشات الجنسيّة كانت كلامية او نفسيّة او حتى جسديّة وعدم فهم المصطلحات بشكل صحيح من قِبل المجتمع وعدم الاكتراث اساسًا لكل هذه المواضيع ، أصرّينا على انشاء مجموعة نسويّة بالجامعة "جامعة القدس" وتدعى باسم "العنقاء"وكانت كفكرة بالنسبة لبيئة جامعيّة فكرة غريبة وجديدة بشكل مفاجئ".

تضيف:" نحن مهتمّات جدًا بإيصال افكار صحيحة وغير مغلوطة ابدًا عن مفهوم النسويّة بالمجتمع،
كونُها تحمل في طيّاتها الكثير من المعاني الساميّة،
ونظرًا لأن مجتمعنا قد غُرِزت به فكرة أن المجموعات النسويّة هي مجموعات متمرّدة ولا تليق بأن تُتّبع ، وهذه الافكار مغلوطة جدًا،
ونحن نطمَح لإيصال الفكرة الصحيحة جدًا لكافة ابناء المجتمع، وقد باشرنا بالمُبادرات والنشاطات المختلفة داخل نطاق الجامعة وسنواصِل المسير
حتى نزرَع الانسانيّة والسلام والدعم الصحيح بين الجنسين وقَمع الافكار التي تشوّه معنى النسويّة، وان شاء الله مع تقدّم المجموعة والنشاطات نَطمح لتكوين رابطة نسويّة قويّة بين جامعات الوطن، اي ان تضُم كل جامعة مجموعة نسويّة كي نتمكّن من التواصل مع جميع الفئات والمنطاق والبيئات بنطاق واسع اكثر واكثر ، وبناء مجموعات جديّة وبشكل مُنظّم جدًا لمعالجة كافة انواع الاضطهادات التي يواجهها كلا الجنسين".

وتنهي كلامها قائلة:" مع العلم اننا قد واجهنا صعوبة كبيرة لتكوين المجموعة بالجامعة لرفضها اولًا كفكرة ولرفض المساعدات، وقد واجهنا الكثير من العقَبات في المبادرة الاولى التي قدمناها كونها كانت تحت موضوع التحرّش الجنسي، ولكن هذا الرفض لم يكن الّا دافعًا للتقدّم والاصرار على المِضي قدمًا والى الأمام".
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]