تشكل الدعوى التي رفعها المعارض السعودي عمر عبد العزيز وصديق الصحافي جمال خاشقجي ضد شركة تكنولوجيا إسرائيلية ضغطا جديدا على مجموعة “أن أس أو” والحكومة الإسرائيلية التي تقدم رخص بيع التكنولوجيا إلى الحكومات الأجنبية.

وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن التكنولوجيا المعروفة باسم “بيغاسوس” تثير الانتباه أكثر للتحالف الواسع بين إسرائيل والسعودية وملكيات الخليج الأخرى.

وتضيف إن السعودية وحلفائها مثل الإمارات لم تعترف أبدا بالدولة اليهودية لكنها وجدت قضية مشتركة تجمعهما وهي المعارضة لإيران.

ووجدت الدول العربية وإسرائيل منذ ثورات الربيع العربي عام 2011 أرضية مشتركة وهي الحفاظ على النظام العربي القائم. وتأتي الدعوى القضائية التي تقدم بها المعارض السعودي المقيم في مونتريال، عمر عبد العزيز بعد دعاوى تقدم بها ناشطون وصحافيون وغيرهم ،اتهموا فيها مجموعة “أن أس أو” ببيع التكنولوجيا إلى حكومتي المكسيك والإمارات العربية المتحدة للتجسس على الهواتف الذكية لأشخاص حتى ولو لم يكن لديهم سجل إجرامي أو شكلوا تهديدا على بلادهم.

منظمة أمنستي إنترناشونال اتهمت الشركة الإسرائيلية بمساعدة السعودية التنصت على أحد افراد طاقمها السعودي الجنسية.

واتهمت منظمة أمنستي إنترناشونال الشركة الإسرائيلية بمساعدة السعودية التنصت على أحد افراد طاقمها السعودي الجنسية. وكتبت المنظمة الأسبوع الماضي إلى وزارة الدفاع الإسرائيلية مطالبة بسحب رخصة الشركة التي تسمح لها بتصدير برنامج التجسس. وقال مولي ماليكر، مديرة برنامج في منظمة أمنستي “باستمرارها المصادقة على عمل “ان أس أو غروب” فإن وزارة الدفاع تعترف عمليا بالتعاون مع أن أس أو غروب التي يستخدم برنامجها في انتهاكات لحقوق الإنسان”. وفي بيان للشركة يوم الأحد قالت فيه إن برنامجها حصل على رخصة تصدير للحكومات ووكالات فرض القانون وقتال الإرهاب بطريقة قانونية”. وأكد البيان أن عقود بيع البرنامج لا تتم إلا بعد موافقة وتدقيق من الحكومة الإسرائيلية مضيفة “لن نتسامح مع إساءة استخدام منتجاتنا ونقوم بالتحقيق حالة أسيء استخدامها ونتخذ الأفعال المناسبة بما في ذلك تعليق أو إلغاء العقود”.

ويسمح البرنامج لزبائنه التنصت على المكالمات وتسجيل النقرات على الهاتف وقراءة الرسائل ومتابعة تاريخ استخدام الهاتف المستهدف.

ويعمل البرنامج على تحويل كاميرا الهاتف وميكرفونه إلى أداة رقابة. ونظرا لهذه المميزات التي يتمتع بها البرنامج فإن الحكومة الإسرائيلية تصادق على بيع البرنامج كسلاح. ولبيعه على الشركة الحصول على رخصة من وزارة الدفاع لكي تبيعه إلى الدول الأجنبية. وبحسب تقارير إعلامية إسرائيلية فقد دفعت السعودية العام الماضي 55 مليون دولار لاستخدامه. وتقدم عمر عبد العزيز المقيم في مونتريال بعد طلبه اللجوء في كندا بعد الربيع العربي. وأصبح معروفا على وسائل التواصل الاجتماعي واليوتيوب. واعتبره تقرير أعدته شركة العلاقات العامة ماكينزي أند كومباني في تقرير أعدته للحكومة السعودية من الرموز المؤثرة والدافعة للمعارضة على وسائل التواصل الاجتماعي. وأصبح معروفا خلال الشهرين الماضيين بسبب علاقاته الوثيقة مع الصحافي جمال خاشقجي، الذي اختار الإقامة في فيرجينيا قبل مقتله على يد فرقة موت في القنصلية السعودية بإسطنبول في الثاني من تشرين الأول (أكتوبر). وقطعت جثة الصحافي التي لم يعثر بعد على بقاياها، وتوصلت المخابرات الأمريكية والغربية أن الجريمة لم تكن لتتم بدون علم أو مصادقة من الحاكم الفعلي للبلاد وهو محمد بن سلمان. ونفى هذا أي دور له وأن الفريق الذي أرسل لإحضاره إلى السعودية تجاوز التعليمات وقتله.

وبحسب الدعوى التي تقدم بها عبد العزيز فإن البلاط الملكي كان على علم قبل أشهر من مقتل الصحافي بمشاريع للمعارضة في الخارج بسبب اختراق هاتف عمر . وقال عبد العزيز إنه تعرض للملاحقة من عملاء السعودية الذين لاحقوا خاشقجي في محاولة منهم لإغرائه بالعودة إلى السعودية وترك كندا. فبعد مضايقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي ولمدة شهرين حضر شخصان سعوديان إلى كندا ومعهما شقيقه لإقناعه بالتخلي عن المعارضة والتعاون مع الحكومة.

وسجل عبد العزيز ما جرى بينه والعميلان على هاتفه أثناء المحاولة في أيار (مايو) هذا العام. وقال له أحدهما “هناك سيناريوهان” “عمر مستفيد أو منتصر لأنه سيعود إلى الوطن” ولو اختار هذا “فالدولة منتصرة وسعيدة أيضا”. واقترح واحد من العميلين إمكانية تقديم الدولة مبلغا ضخما من المال لعبد العزيز لو وافق على العودة. في السيناريو الثاني ولو رفض العرض “عمر خاسر وسيعتقل” وربما اعتقل حال وصوله المطار.

وكذب المبعوث السعودي قائلا إن خاشقجي يفكر بالعودة. ورغم قول العميلان أنها جاءا بناء على أمر من سعود القحطاني، مساعد ولي العهد والذي شملته قائمة العقوبات والمشرف عن العملية ضد خاشقجي إلا أنها أكدا أن الامر لهما بالحضور إلى كندا جاء من ولي العهد. ووعدا بمقابلة عمر لمحمد بن سلمان حالة عاد وتعهدا له بان يكون حرا في سؤال الأمير ما يريد. وقالا إنهما حجزا له غرفة في فندق بجدة. ورفض عبد العزيز العرض وكذا طلبا لتجديد جوازه ومرافقتهما إلى السفارة السعودية في أوتاوا. وبدا العرض نذير شؤم في ضوء ما حصل لخاشقجي لاحقا. وبعد شهر تلقى رسالة بدت وكأنها تخبره عن شيء اشتراه وبدا لاحقا كرابط لبرنامج بيغاسوس. واكتشف “ستيزن لاب” (مخبر المواطن) في آب (اغسطس) أن هاتف عبد العزيز اخترق باستخدام برنامج ” أن أس او غروب”. وتوصل “ستيزن لاب” وهي وحدة بحث في الخصوصية تابعة لجامعة مونتريال أن السعودية تقف وراء اختراقه.

في نفس الوقت الذي وصلت إليه الرسالة المزيفة إلى المعارض السعودي عمر عبد العزيز قامت وحدات شرطة مع كلاب بوليسية بمداهمة بيت عائلته في جدة منتصف الليل واعتقلت شقيقيه.

وفي نفس الوقت الذي وصلت إليه الرسالة المزيفة قامت وحدات شرطة مع كلاب بوليسية بمداهمة بيت عائلته في جدة منتصف الليل واعتقلت شقيقيه. ولا زالا في السجن بدون توجيه اتهامات لهما. وجاء في أوراق الدعوى القضائية أن عبد العزيز “علم أن الأمن في المعتقل يستخدمون التعذيب ضدهما ويتعرضان لمعاملة غير إنسانية من أجل الضغط عليه والتوقف عن نشاطاته المعارضة”. وفي هذه الفترة تعاون عبد العزيز مع خاشقجي في مشاريع على وسائل التواصل الاجتماعي وتلقى 5.000 دولار من خاشقجي لدعم الجهود. وقدم الدعوى نيابة عنه كل من علاء مهينا ومازن المصري المحاضر في سيتي يونيفرستي بلندن. ويناقش المحاميان أن التعاون بين عبد العزيز وخاشقجي “ساهم في قرار التخلص من خاشقجي”.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]