في تاريخ 18.11، نشر موقع " رام الله اليوم" تصريحًا لرئيس الحكومة الفلسطينية، رامي الحمد لله، مفاده أن (الحكومة " حريصة" على حماية حرية الرأي والتعبير والحريات الإعلامية، وسنحاسب من يثبت انتهاكه لها). وتعقيبًا على هذا التصريح نشر المواطن محمد جيوسي من سكان طولكم هذا الخبر على صفحة الفيسبوك الخاصة به، والتي أرفق معها رأيه، حيث كتب بمنشوره ( وانت مين بده يحاسبك....؟؟؟؟ انت اخر واحد يحكي على حريه الرأي والتعبير في فلسطين.....)- بعد تعقيبه هذا، بدأت قصة خطرة ومتشعبة وقع ضحيتها المواطن محمد جيوسي لمجرد " حرصه" على التعبير عن رأيه. ( مرفق صورة المنشور أسفل الصفحة).


لم يكن " محمد" يتوقع- وهو أسير محرر أمضى في السجون الإسرائيلية 5 سنوات، بالإضافة إلى كونه موظفًا في هيئة شؤون الأسرى وأحد كوادر حركة فتح، وهو شقيق الأسير حاتم جيوسي الذي صدرت بحقه أحكام بالسجن عدة مؤبدات، ومتزوج من المحامية كارولين جيوسي ولديه أبناء- أن مشاركته برأيه على الفيسبوك، ستكون سببًا في تفتيش منزله بعد ساعات من نشرها، وفي ساعات منتصف الليل.
بهاء جيوسي، وهو شقيق محمد، توجه لموقع بُـكرا، من أجل الكشف عن هذه القضية التي تمس بحقوق الإنسان وحرية التعبير عن الرأي. وخوفًا على سلامة أخيه وتمديد فترة اعتقاله في السجن.

وفي تفاصيل القضية، أشار بهاء، إلى أن عائلته فوجئتْ بعناصر الشرطة الفلسطينية وهم يحاولون الدخول إلى منزل شقيقه عند الساعة 12:05 بعد منتصف الليل، بهدف اعتقاله، لكنه لم يكن حينها في المنزل، ومنعتْ زوجته الشرطة من الدخول إلى البيت لعدم وجود مذكرة تفتيش بحوزتهم، وانتظر أفراد الشُرطة إلى حين حصولهم على مذكرة صدرت عن النيابة العامة الفلسطينية، الأمر الذي أثار استهجان بهاء، من صدورها بهذه السرعة، وفي هذا الوقت، حيث لا تعمل النيابة في ساعات الوقت المتأخرة ( الساعة 01:45 بعد منتصف الليل)، وبعد قيام قوات الشرطة بتنفيذ أمر التفتيش لم تعثر على محمد في المنزل، فأصبح مطاردًا منذ تلك اللحظة إلى أن قام بتسليم نفسه يوم أمس.

والتهمة...؟!

وعن التفاصيل المتعلقة بتسليمه نفسه، أشار شقيقه بهاء، إلى أن محمد تواصل مع قادة الأجهزة الأمنية وأمين سر حركة فتح في طولكرم من أجل تسليم نفسه، وتم هذا الأمر برعاية من محافظ طولكرم وقائد المنطقة، وسيتم إخلاء سبيله بعد مرور 48 ساعة من اعتقاله، وقد مرّ منها 24 ساعة.

حين سلم محمد نفسه الى الشرطة، اتضح أن تهمته هي " قدح مقامات عليا "، والمس بشخصية رفيعة في السُلطة. وبدورها حاولت زوجته المحامية... توكيل نفسها بالترافع عنه ومحاولة مقابلته، إلا أن الأمر قوبل بالرفض من قبل الشرطة، وخلال وجودها بمركز الشرطة، كانت قد لمحت وجوده، وكانت تعابير التعب وعدم الراحة تظهر على وجهه.

وردًا على سؤالنا، حول تعرض شقيقه للضرب والتعذيب، أكد السيد بهاء، أنه لا يوجد أي أثار للتنكيل عليه. وطلبت الشرطة من زوجته إحضار هاتفه الخاص إليها، بهدف تفتيشه وفحص الجهات التي يقوم بالاتصال بها، وما إذا كانت هناك جهة تقوم بتحريضه ضد رئيس الحكومة، ولم تكن هذه المرة الأولى التي يقوم بها محمد وكذلك بهاء بانتقاده على الجانب المهني وكشخصية مسؤولة وجماهيرية وليس انتقادًا لشخصه.

وأكد بهاء خلال حديثه مع موقع بُـكرا، أن لديه تخوفات من إصرار الشرطة على مصادرة هاتفه ومعرفة ما يحتوي من مضامين، مشيرًا إلى أن تخوفاته تعود إلى أن الشرطة قد أعلنت للعائلة انها ستفرج عنه بعد 48 ساعة من الاعتقال، فلماذا تطالب بمصادرة الهاتف، إذا كانت إجراءات الاعتقال والإفراج عنه قد تم الاتفاق عليها بين الأطراف، كما أن العائلة تخشى من اصدار أمر بتمديد اعتقاله حتى نهاية العطلة الأسبوعية، واحتمال تحويله إلى مركز اللجنة الأمنية في أريحا، خوفًا من اخضاعه للتحقيق والتعذيب. حيث ذكر أنه قبل عدة سنوات تم اعتقاله هو أيضًا بسبب قيامه بانتقاد السيد الحمد لله، وتم تعذيبه في سجن اريحا.

يذكر أنه في اللحظات التي كان يتم بها إجراء اللقاء مع السيد بهاء، قامت قوات من الشرطة الفلسطينية بتفتيش البيت مجددًا وتفتيش غرفة نومه، وقامت بمصادرة جهاز الآيباد الخاص بإبن محمد، وجهاز " الراوتر" الخاص بتزويد الانترنت للمنزل.
ومن خلال موقع بُـكرا، يتوجه بهاء جيوسي، للمسؤولين في السُلطة الفلسطينية وجميع الشرفاء في حركة فتح بالضفة وخاصة في طولكرم، من أجل الوقوف بجانب أخيه الأسير المحرر، ليعود إلى بيته سالمًا، دون تمديد اعتقاله أو تعذيبه، وأن لا يتم انتهاك حقوقه الإنسانية، وبما أن الحكومة الفلسطينية تُعلن عن مناصرتها لحقوق الإنسان، وتؤكدها من خلال وسائل الإعلام، لماذا يتم اعتقال محمد الجيوسي!؟

يذكر أنه في وقت لاحق من مساء اليوم، اتصل بنا بهاء جيوسي وأكد أنه تم تحرير شقيقه وعاد إلى منزله بسلام.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]