أمّا المحبةُ ، فلا تعرف الحدودَ، ولا المسافات، ولا تؤثّرُ بها، لا الهجرة ولا النكبة ولا غيرها، بهذه العبارات المؤثرة افتتح عامر حليحل حفل تأبين المرحوم الاستاذ اكرم حسين عبيد الزعبي (أبو اليزيد) عَلـَم من أعلام الفكر، وطوداً من أطواد الجامعة حيث العطاء الثرُّ، والتنوُّع العلميُّ، والتجسيد السلوكيُّ لما يحمل من فكر، وتدويره من عالم العقل إلى عالم السلوك.

واقيم الحفل في قاعة محمود درويش في الناصرة ، بحضور رئيس بلدية الناصرة علي السلام ومستشاره سالم شرارة ،و مدير مدرسة الجليل الثانوية الأستاذ فيصل طه والأستاذ عايد علي الصالح اقربائه واصدقائه، وزملائه ومحبيه الكثر، الذين عبروا عن حزنهم الشديد بفراق ابو اليزيد الذي كان علما من اعلام التربية والتعليم ورحل عنّا باكرا.

افتتح الحفل بكلمات مؤثرة عن الفقيد ومن ثم قام الشيخ سليم خلايلة امام جامع عمر المختار بتلاوة آيات من القران الكريم بصوت عذب.

المحامي حاتم شريف زعبي: "اشارككم اليوم وقائع هذا الحفل قلبا وقلما ولو من بعيد"

وكانت اولى كلمات التأبين من ابن العم والاخ ،الصديق المحامي حاتم شريف الزعبي، الوزير السابق من الأردن، رسالة أخ لأخيه، رسالة صديق لصديقه، رسالةُ محبة أكثر من كونها رثاء ......يُشاركُنا ويشاطرُنا هذا التأبين نجلُهُ السيد طارق زعبي.

لم تستطع المسافات ولا الحدود أن تؤثّر على المحبة بين الأهل، هذه قصة شعبنا كلّه، ولكن أبا يزيد أراد دائما أن يعززَ المحبة ويعزز العلاقة ويعززَ التواصل مع الأهل والاقارب في الداخل والخارج

وقام عريف الحفل عامر حلحيل بقراءة الرسالة التي ابرقها حاتم شريف الزعبي، ابن عام، وأخ وصديق، المحامي حاتم شريف زعبي كتب رسالة أخ لأخيه، رسالة صديق لصديقه، رسالة محبة أكثر من كونها رثاء: "اشارككم اليوم وقائع هذا الحفل، قلبا وقلما ،ولو من بعيد ،واشاطركم الحزن والاسى لفقدان عزيز علينا ، فاكرم لم يكن ابن عم لي فحسب، بل كان صديقا ورفيقا، اكتشفته بعد طول فراق قسري، جاوز الستين عاما، فوجدت فيه بعد لقائنا، وتبادلنا الزيارات، الانسان الفاضل، والقريب الحبيب، والمربي المرموق، وسمعت عنه الكثير الكثير من اهله ،وتلاميذه ،ومحبيه ،وعارفيه، مما جعلني اشعر بالفخر والاعتزاز، بالعلاقة الحميمة التي نشأت فيما بيننا بعد اللقاء معه ومع افراد عائلته".

ان عائلتنا- الموجود منها في البلاد، او في الخارج، ستفتقد بوفاة اكرم، ابنا بارا لها، وامثولة للإنسانية، وللأخلاق، وللوفاء، ونتقدم باحر التعازي، واصدق مشاعر المواساة الى اسرته الكريمة وابنائه، راجين من الله ان يعوضهم خيرا ويسكن الفقيد الغالي واسع جناته ويسبغ عليه شآبيب رحمته".

باهر صلاح زعبي ينعي خاله برسالة مؤثرة

منذ صغره، قالوا له دائما، انه يشبه خاله أكرم، بتصرفاته وبهيئته في بعض الصفات، وفي العديد من الأمور، وربما هذا كان أحد أسباب تعلقهما ببعض. رغم سفره المتكرر والطويل بالسنوات الأخيرة، حافظ باهر (ابا عدي) على علاقته الخاصة وقربه من خاله أبي اليزيد ابا عدي كان متأثرًا بخاله أبي اليزيد، كان يحب مجالسته، يتعلم منه كل مرة أكثر، يحترمه الى ابعد الحدود، وذكر أبا عدي في رسالته كاتبًا: " اعتدنا ان نودع العام معًا، وهذا العام سنودعه مع غصة كبيرة في القلب، ولا نحمل سوى ذكراك وسيرتك العطرة واسمك الأصيل، وهي أمور تعزينا في وفاتك، وتخفف بعض ألمنا، فالمصاب كبير، وفقدانك صعب. رغم غيابك ستبقى حاضرًا في قلوبنا واذهاننا دائمًا ونعزي أنفسنا بالعائلة الطيبة الكريمة التي تفخر برجالاتها من أمثال الخال الحبيب أبو اليزيد".

ابنة الفقيد رشا زعبي عفيفي:" سأقتدي بك واسير على نهجك وانت الحياة ما بعد الحياة"

يترك ُالفراق ُوالرحيل غصّة ًكبيرة ًفي القلب، وكم بالحريّ عندما نتحدثُ عن فراق ِالاب، وليس أي اب، ابٌ منح َ عائلتَهُ كل َّ الحب ِوالحنان ِوالدعم الذي يمكن منحه، في كلمتها التي القتها ابنة الفقيد رشا زعبي العفيفي نيابة عن العائلة ذكرت قائلة: " يصعب عليّ تقبل موتك ورثائك لانك حي في قلوبنا، جوارحنا، أيامنا واحلامنا. ابي لم اكن اعلم حتى لحظة وفاتك القاسية الصعبة اني لطالما عشقتك وعشقت السياسة وحب الوطن لاجلك كما انني عشقت حب الناس لأجلك. هنيئًا لي بك فمهما قلت لن اوفيك حقك من حب وتقدير واعجاب فما اكنه لك يفوق كل وصف يا من عاش شامخًأ ومات شامخا سأقتدي بك واسير على نهجك وانت الحياة ما بعد الحياة كنت وما زلت وستبقى".

رئيس بلدية الناصرة علي السلام:" وكانت مصلحة المدينة نقاشنا الدائم"

وفي كلمته تحدث رئيس البلدية علي السلام عن الفقيد بحرقة والم قائلًأ: " باسمي وباسم اهل الناصرة اتينا لنعزي القيد فالخسارة ليست فقط لأهله انما لكل اهل الناصرة لأننا فقدنا اليوم علمًا من اعلامها في مجاله وعمله ولكن ليس هنالك شك ان مدينة الناصرة ولادة وستنجب علمًا اخر وسيظهر من تلاميذه وزملائه من هم قادرون على المضي في درب العطاء والإخلاص وحمل رسالة التربية والتعليم.

وتطرق الرئيس علي السلام لعلاقته مع الفقيد وقال: " علاقتي بالمربي الراحل كانت علاقة قوية ووثيقة سادها الود والاحترام والتقدير، وكانت مصلحة المدينة نقاشنا الدائم فكم من مرة جلسنا وتحاورنا حيث كنت دائمًا مقتنعًا ان أبا يزيد متفان في محبة الناصرة وأهلها وغيور على مستقبلها ومستقبل أبنائها".

الأستاذ عايد علي الصالح:" برحيلك المفاجئ يا أبا يزيد ثكلتك الكلمات والمشاعر والأحاديث الجميلة"

وفي رسالته تحدث الأستاذ والمربي عايد علي الصالح عن المرحوم بفيض من المشاعر حيث قال: " برحيلك المفاجئ يا أبا يزيد ثكلتك الكلمات والمشاعر والأحاديث الجميلة، ثكلتك الأرقام والمعادلات الرياضية، ثكلتك الضحكات العالية بالاحاديث الشيقة التي كانت تطلق لها العنان فتطوي الزمن طيا غير ابهين بالساعة حتى لو تعانقت عقاربها في منتصف الليل. ثكلك طلابك الذين اعطيتهم من قلبك وروحك بإخلاص وتفان وانا الشاهد الحي على ذلك طالبا وزميلا، طلابك الذين ملاوا فضاء الوطن من اقصى الجليل الاشم وحتى النقب المنهوب حقا وارضا وشعبا.

وأضاف: " اوجعنا الرحيل في غير اوانه وتركت فينا فراغا يملاه يزيد من بعدك وزوجة صالحة وأبناء يحملون ذكراك ويكملون المسيرة من بعدك. ستظل روحك ترفرف في كل زاوية في هذا البلد الطيب وفي كل جانب من جوانب صداقتنا الجميلة".

وألقى الشاعر تميم الاسدي ابيات من الشعر لروح الأستاذ اكرم زعبي.

المدير فيصل طه ينعي الفقيد برسالة مليئة بمشاعر الالم

اما زميله ورفيق دربه الأستاذ فيصل طه مدير المدرسة الثانوية والذي ربطت بينه وبين المرحوم علاقة قوية ومتينة، كانا سوية في رسالة التدريس وكان دائما الفقيد معجبا بأدائه وادارته للمدرسة، وجمعت بينهم خصال مشتركة العطاء والاخلاص للطلاب ، لكنه اليوم يترك فراغًا كبيرًا فنعى الفقيد برسالة مليئة بالمشاعر الحزينة: " في خضم لجة الاحداث وازدحامها ينتصب فجأة رحيل فاجع غير عابئ بعبء حالنا، رحيل رمز العطاء واكرمه، رحيل محب ومرب للأجيال، الزميل الصديق الصادق الصدوق اكرم زعبي. ترك زميلنا الراحل أبو يزيد اثرًا انسانيًا ايجابيًا عميقًأ لدى جميع محبيه لسعة علمه وثقافته ولشمول رؤيته التقدمية، الإنسانية النيرة والوطنية على طلابه وترك كذلك فيضًأ من العطاء ومثلا للقدوة الحسنة لزملائه المعلمين حتى يومنا هذا".

عضو الكنيست حنين زعبي:" ، في السياسة كان جليسًا، وفي الشؤون العامة هو ايضا جليس"

من الامور التي تميّز بها ابو اليزيد ، انه كانت تربطه علاقة خاصة ومميزة لا تقتصر فقط على اخواته، انما جميع افراد الاسرة صغيرها وكبيرها، في السياسة كان جليسًا، وفي الشؤون العامة هو ايضا جليس، كان يكن ُ لها احتراما خاصا وكان دائما يناديها حنين حبيبتي بترفع الرأس، وفي كلمتها قالت: " كنا نعرف انك الاب الصديق، والصديق الاب وانك الزوج الرفيق وانك الخال الحنون المتداخل في قضايانا، الذي نلجا له في اعقد الأمور حيث لا تتاخر بمشورتك ووقتك واعصابك، كنا نعرف انك أستاذ الرياضات المبدع وكيف كانت الرياضيات شغفك والشغف باي امر او انسان بالحياة هو حكر على المحظوظين فقط فقليل من الناس تعرف معنى الشغف وقيمته وتدرك ان الحياة تافهة وباهتة من دونه مع ذلك، اكتشفنا بعد مماتك انك شخص اكثر ضخامة بعيون الناس من قامتك".

صديق المرحوم سعيد عوض سالم:" زرعت البهجة بالنفوس، بابتسامتك الحلوة وروحك الطيبة وفكرك المنير"

اما سعيد سالم الذي ربطته علاقة متينة وعظيمة وهو من اعز وأحب اصدقاء المرحوم فتحدث عنه وقال: " انت يا رجل المواقف المشرفة، كنت تعرف الرجال بالحق وتدعو للمحبة والتسامح. لا أنسى عندما كنا نتحاور بفلسفة الحياة وانت تقول الحياة فيض من الذكريات تصب في بحر النسيان، وماذا بقي لنا سوى الذكريات، ذكرك سيبقى خالدًا الى الابد، لانك زرعت البهجة بالنفوس، بابتسامتك الحلوة وروحك الطيبة وفكرك المنير. الرب اعطى والرب اخذ، فليكن اسم الرب مباركا وان لله وان اليه راجعون".

امير رائف زعبي:" حرمتني يا اكرم انسك وابتسامتك وجرأتك"

وفي كلمته تحدث امير رائف الزعبي الذي كان بالنسبة للمرحوم بمثابة الاخ الثاني، بعد ان ثكل شقيقه ، والذي ربطته معه علاقة الاخوة والصداقة عن المرحوم وقال: " ها انا اثكل اخي الثاني اكرم بعد ان ثكلت اخي الأول احمد قبل سنين، لقد حرمتني يا اكرم انسك وابتسامتك وجرأتك. بعضكم عرفه كصديق وبعضكم عرفه كزميل او أستاذ اما انا فقد عرفته بكل هذا واكثر، لقد كان لي الأخ والصديق والمرجع وزوج اختي الحبيبة. كم ستكون الدنيا موحشة من بعدة يا اكرم، فارقد في سلام أيها النقي التقي الطاهر".

كلمة السيد علي غنيم:" قائد طلبي في مجلس الطلاب وكان متفوق في موضوع الرياضيات"

السيد علي غنيم قال في كلمته: " نعزي جميع الأولاد والاف الطلاب الذي تتلمزوا وتعلموا على يد الأستاذ اكرم زعبي. لقد ربطتني علاقة طويلة في المرحوم اكرم كانت بدايتها في المدرسة الثانوية، حيث كان اكرم في الصف الثاني عشر وانا كنت في الصف العاشر، كنت اذكر كيف كانت كل المدرسة تتحدث باسم اكرم زعبي، الذي كان قائد طلبي في مجلس الطلاب وكان متفوق في موضوع الرياضيات كما ان المرحوم كان من أوائل الناس الذي انتسبوا لمعهد التخنيون ودرسوا فيه ففي الماضي قلة من كانوا يصلون الى هذه المرحلة وكانوا يعدون من الخيرة. بعد سنين التقينا كان هو معلم رياضيات وانا مدير وهنا تعرفت على شخص ذو مستوى عالي في الفهم والحكم والأخلاق والسلوك الطيب".

ايناس صلاح زعبي:" الحضور الكريم اتى ليوفيك حقك الذي لم تنتظره يومًا"

السيدة ايناس صلاح زعبي، التي ربطتها علاقة الخال والوالد والصديق والرفيق بالمرحوم، ورأت به مثلها الأعلى، فبفيض من المشاعر القت كلمتها امام الحضور: " هذا الحضور الكريم اتى ليوفيك حقك الذي لم تنتظره يومًا ،فكما كنت تجمعهم في حضورك ها انت الان تجمعهم في غيابك. يا رمز التواضع في الانسان وقمة الوسامة في الرجال ويا فخر اللباقة في اللسان انت حي فينا، حي بيننا وحي معنا. هل جئنا اليوم نريثك؟ والله لا! فالرثاء للأموات واذا كان الرثاء للأموات فكيف نرثي حيا بيننا" كفاك وكفانا ان مسيرتك شهادة، وعطاءك عبادة وأسلوبك ريادة وخلقك سيادة، نم يا خال قرير العين فذكراك باقية الى الابد".

مي وتد زعبي:" الرجال الصادقون امثالك لا يموتون"

مي وتد زعبي التي كانت بالنسبة للفقيد ابنة ثالثة، الابنة الصغرى بالعائلة قام المرحوم بغمرها بعطفه وحنانه القت كلمتها وقالت: " لقد غيب الموت عمي الغالي، الذي كان لي الشرف العظيم ان انتمي لأسرة يحمل اسمها ،شرفها وتشرفت به. كان نعم العم والأب الحنون الودود والصديق الصدوق، الصدر الرحب الذي يحتضن كل من يلجا اليه. لا انسى كيف انه حتى في لحظاته الأخيرة،اهتم ان يوصل الي مقدار محبته وفخره بي. لم اع للحظة انها كانت كلمات الوداع والفراق. فلتنم يا عمي الغالي مرتاح الضمير فقد اديت الأمانة وقمت بدورك كاب، كزوج، كمعلم وكانسان على أحسن وجه. الرجال الصادقون امثالك لا يموتون ستبقى في قلوبنا وارواحنا واذهاننا ما حيينا".

القاضي فاروق حسني الزعبي:" فهو سيبقى زهرة يكبر ويثمر وسيبقى بسمة في عقولنا وعلى شفاهنا"

واختُتم الحفل بكلمة من القاضي فاروق حسني الزعبي، الذي لطالما رأى به الفقيد موسوعة ثقافية الراقية وخير سمير وانيس في جلساته، وجامع للعائلة في بيته قائلًا في كلمته: " ها نحن نبكي فقداننا الأليم انها لحظة من العمر التي تعصر القلب الما، احقًا غاب أكرم؟ فهل من مثل أكرم المتدفق حياةً وحيويةً ان يغيب؟ احقًا غاب أكرم لا اننا لم نفقد اكرم ولن نفقده فهو سيبقى زهرة يكبر ويثمر وسيبقى بسمة في عقولنا وعلى شفاهنا، نحن نراك يا اكرم فالروح لا تفنى ولو فني الجسد".

وأضاف: " اه كم نحن مشتاقون اليك يا أحلي انيس واغلى جليس واعز من ابتعد، ان عطاءك لن ينقطع وسنبقى نذكرك في دعواتنا. لم ننساك يا اكرم كما لن ننسى اخي زياد الذي سبقاك وها انت الان ذهبٌ اليه وكأنكما بمشيئة الله كنتم على موعد ورهان تتراهنان به من يسبق ويلحق بالآخر".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]