قال الكاتب والمحلل السياسي حسن لافي , ان المقاومة الفلسطينية اجبرت اسرائيل على عدم شن حرب على غزة بعد ان باتت الخيارات ضيقة امامها.

وأوضح في حديث ل بكرا ان الاحتلال فهم انه في حال الذهاب الى حرب ستكون التكلفة عالية جدا, لذلك فضل المراوحة في اطار ما بين التصعيد دون الانجرار الى حرب مفتوحة وهذا كان جوهر ما تحدث عنه الكابينت الإسرائيلي بعد اجتماع دام 6 ساعات.

واكد لافي ان المقاومة حولت غزة الى منطقة لا يمكن الذهاب اليها عبر الحرب الا اذا كان هناك إمكانية لدفع الثمن , والثمن يكلف اكثر من 3 مليون مستوطن دخولهم الملاجئ , وتقديرات جيش الاحتلال يشير الى ان الخسائر البشرية تتراوح ما بين 700- 1000 قتيل في حال اجتياح قطاع غزة والذهاب الى عملية برية.

تكتيك لإرباك القبة الحديدية

وفسر تمكن المقاومة الفلسطينية اطلاق 460 صاروخ على مستوطنات غلاف غزة خلال 24 ساعة بقوله ان الامر له شقين تكتيكي وسياسي , وقال ان التكتيكي يتعلق بالمقاومة وتجربتها في الجولات السابقة انه بات لديها تكتيك لإرباك القبة الحديدية وهذا ما تحدث عنه الاعلام العبري , بان المقاومة باتت تفهم وتدرك نقاط الخلل في القبة الحديدية ومن أهمها انها لا تستطيع مواجهة الرشاقات الصاروخية الواسعة , لذلك ازداد عدد الصواريخ في الرشقة الواحدة.

المقاومة كانت تريد ان لا تكسر معادلة الذهاب الى حرب لان المقاومة أساسا لا تريد الذهاب الى حرب مفتوحة, ضد الاحتلال ولكن تريد ارسال رسالة قوية تثبت بها معادلة ان غزة لا يمكن ان تكون ساحة رماية لعمليات القوات الخاصة الصهيونية كباقي بعض العواصم في الإقليم, لذلك تريد تركيز الضربة بهدف ارسال رسالة ردع قوية ونجحت بذلك المقاومة.

المقاومة جاهزة للاستمرار بالحرب

اما على المستوى السياسي كما يقول لافي بان المقاومة جاهزة للاستمرار بالحرب والدليل على ذلك انه في اقل 48 ساعة اطلقت عدد كبير من الصواريخ , وانها قادرة على التصنيع المحلي للصواريخ , وهذا ما اثبته ادخال أنواع جديدة من الصواريخ كما بثته سرايا القدس قبل قليل وأعلنت عنه, وان الحصار على قطاع غزة لا علاقة له بالقدرة العسكرية للمقاومة وانما هو ضد الشعب الفلسطيني والمواطن البسيط لذلك هي رسالة بان لا يتم ربط المعونات الإنسانية والتخفيف على الحصار عن غزة , فالقدرة العسكرية لا علاقة لها بالحصار بل تستطيع إيجاد ادواتها واساليبها.

شتاينتس يريد التغطية على فشله

ورفض المحلل لافي تصريحات شتاينتس من ان عملية القوات الخاصة في غزة لم تكن فاشلة وقال شتاينتس يريد التغطية على فشله وفشل جيشه ومنظموته الأمنية وخاصة ان درة التاج الدعائية في جيش الاحتلال هي قوات النخبة والعمليات السرية , ما هي الفكرة الأساس من العمليات الخاصة؟ هو الذهاب لتنفيذ هدفها والعودة دون ان تترك بصمات لكن القوة التي ذهبت لخانيونس لم تحقق هدفها بل انكشفت تم قتل مسؤولها وهو ضابط برتبة كبيرة , واصابة العديد, واضطرت قوات الاحتلال في ظل التهدئة استخدام سلاح الطيران في ظل الفوضى, وبعدها دخلت قوات الاحتلال في جولة من التصعيد, وهذا لا يفسر الا بالفشل على المستويين السياسي والعسكري.

وراى ان دخول الوسطاء من اجل تثبيت التهدئة الحالية مثل سويسرا والنرويج والأمم المتحدة والمصريين دليل على انه لا توجد موافقة إقليمية ولا دولية على ممارسات إسرائيل لأنها هي المعتدية , وهذا دليل على فشلها السياسي والعسكري.

تهدئة هشة

وتوقع المحلل لافي ان تثبت التهدئة , وقال نعم هناك هدوء حذر الان واتوقع ان تتم التهدئة ولكن التهدئة في هذه الجولة فقدت إسرائيل شيئا كبيرا وهي انها فقدت زمام المبادرة والمقاومة الفلسطينية اثبتت انها هي التي تقود زمام المبادرة على المستوى العسكري واضطرت للقبول بالتهدئة , هذا يجعل ان منظومة الردع الإسرائيلية تتأكل وسيجعلها اكثر حساسية في الأيام القادمة تجاه قطاع غزة, لذلك اعتقد ان التهدئة ستكون هشة لن تصمد كثيرا ولن تخدم الاحتلال كثيرا وسيضطر الى تقديم تنازلات اكثر لغزة او الذهاب لجولة جديدة من التصعيد.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]