ضمن الجهود الجبارة التي تقوم بها جمعية الجليل في تقريب العلوم وطرق البحث العلمي الى طلاب المدارس والى المعلمين، من خلال المؤتمرات والاستكمالات ونشاطات مختلفة. وضمن الرؤيا المستقبلية لاستيعاب باحثين جدد لتطوير البحث العلمي في معهد البحوث التطبيقية ، عقدت جمعية الجليل مؤتمرها السنوي نهاية الأسبوع المنصرم ضمن مشاركة واسعة لمعلمي العلوم في المدارس الثانوية ومفتشي العلوم.

تميز هذا المؤتمر بعرض للبحوث العلمية الجارية في معهد الأبحاث من قبل الباحثات الحاصلات على ألقاب أكاديمية رفيعة المستوى . كما استضاف المؤتمر بروفيسور منى مارون رئيسة قسم بيولوجيا الأعصاب في جامعة حيفا كضيفة شرف ومتحدثة مركزية في المؤتمر كنموذج مشرف لمشاركة الباحثات العربيات في اعلى مراتب اروقة البحث العلمي.

تخلل المؤتمر عروض للأبحاث الجارية في معهد الأبحاث التطبيقية منها : إزالة البكتيريا والجينات التي توفر مقاومة للمضادات الحيوية من المياه العادمة عن طريق الأحواض الخضراء ذات التدفق الأفقي التحت ارضي: تنجيع ودراسة مجموعات البكتيريا والتي قدمها المدير العلمي د.جريس جدعون. استعمال التحليل الطيفي (ספקטרוסקופים ) لتحديد سموميه المياه المطهرة والمعقمة بالكلور والاوزون والذي قدمه د. نضال مصالحه. وبحث آخر حول تثبيت كائنات حية دقيقة لاهوائية على بوليمرات لمعالجة المياه العادمة بشكل مستدام لرفع نسبة البيوميثان والذي قدمته د.كيتي كركبي برانسي. وآخر حول استخلاص وتشخيص المركبات الفعالة من نباتات الصفصاف لعلاج الديدان الطفيلية في الحيوانات وفحص تأثير السقاية بالمياه العادمة على انتاجها والذي قدمته طالبة للقب الثاني صفاء عواد. استغلال نفايات صلبة ( جفت ) ناتجة عن صناعة زيت الزيتون كمصدر طاقة حيوي بديل والذي قدمته طالبة الدكتوراه هبة أبو تايه. وبحث حول تأثير الاوكسجين المنخفض على بكتيريا النترته في معامل مثبته والذي قدمته طالبة الدكتوراه انوار دواس. وعن تأثير البوليفينول المستخلص من نبتة السريس على قدرة انتاج مركبات الحليب في الخلايا الطلائية المنتجة للحليب والذي قدمته طالبة للقب الثاني روان برانسي. بالإضافة الى محاضرة بعنوان ما بين البحث المدرسي والمقال العلمي التي قدمها د.ساري عاصلة . ومحاضرة للبروفيسور منى مارون رئيسة قسم بيولوجيا الأعصاب في جامعة حيفا بعنوان اعادة احتساب المسار: ما بين بسيخولوجيا وعلم الدماغ. "

خلال المؤتمر تحدث المدير العام لجمعية الجليل بكر عواودة عن جمعية الجليل مشيرًا الى ان جمعية الجليل تضع جهودا جبارة في تقريب العلوم وطرق البحث العلمي الى الطلاب في المدارس والى المعلمين من خلال المؤتمرات والاستكمالات والفعاليات الكثيرة التي تقدمها الجمعية، لخدمة هذا القطاع على وجه الخصوص. بالتعاون مع وزارة المعارف بهدف تقوية اساليب البحث وتطوير القدرات العلمية الكامنة لدى طلاب المدارس، حيث يستفيد آلاف الطلاب سنويا من برامج معهد البحوث في جمعية الجليل.

كما تطرق د.جريس جدعون المدير العلمي لمعهد الابحاث التطبيقية في جمعية الجليل : " ان نهجنا في عرض الأهمية العلمية للأبحاث العلمية التي يجريها باحثو المعهد مع التطرق لكيفية الاستفادة منها كنواة لأفكار ومشاريع بحثية يمكن للمعلم تطبيقها في المدرسة اصبح قيمة إضافية مهمة جدا او علامة مميزة لهذا المؤتمر. نحن نرى ان مساهمة المعهد في تقدم عملية التعليم المدرسية من خلال تعزيز البحث العلمي لا تقل أهمية عن مساهمته في تطوير البحث العلمي بشكل عام. "

وأضاف د.ساري عاصلة باحث في جمعية الجليل ومركز و منسق لأعمال المؤتمر:" حرصنا دائما على ان يكون تواصلنا مع المعلمين بالأساس كشريحة مثالية لعرض اخر المستجدات على الساحة العلمية، اذ ان المعلم هو حلقة الوصل بين المجتمع ككل وبين الطالب الذي سيكون في المستقبل لبنة قوية تبني الفسيفساء الاجتماعي، هذا الطالب يمكن ان يكون باحثاً في المستقبل ولذلك حرصنا على التواصل معه عن طريق المعلم. نحن نعتقد ان الأبحاث العلمية يجب ان تخدم مجتمعنا اولا حيث ان مركز الأبحاث يسعى لإيصال المستجدات العلمية الى شريحة مجتمعنا وليس فقط لشرائح العلماء في العالم، وإن توثيق العلاقة مع المعلم والطالب من شأنها ان تلبي هدفنا بشكل انجع. اضافة الى ذلك، يمكن لهذه المستجدات العلمية ان تقوي روح العلم والبحث العلمي عند المعلم اولا ثم عند الطلاب وبالنهاية سنحصل على كادر باحثين في المستقبل مطّلع، مثقف وعلى دراية واسعة في هذا الصدد."

وأضافت د. منال حاج زاروبي : " معهد البحوث في جمعية الجليل حافظ دائما على استيعاب وتخريج الطلاب بدرجاتهم المختلفة, من طلاب لقب ثانٍ وثالت وما بعد الدكتوراه (Postdoc) وحتى باحثون. ولكن ما يميزنا هذه السنة هو الحضور النسائي المكثف بمركز الابحاث كمحاضرات للمؤتمر بألقابهم المختلفة. وعلى أمل ان يكونوا باحثات المستقبل هنا أو بمعاهد أكاديمية أخرى. ضيفتنا بمؤتمر هذه السنة هي بروفيسور منى مارون التي تدير ابحاثها بمجال علم الدماغ في جامعة حيفا. بروفيسور منى هي مثال يحتذى به لتعزيز أهمية دور المرأة بمجال العلوم بمجتمعنا العربي والعام". 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]