ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن مجموعة من الشخصيات الإنجيلية الأميركية البارزة، بمن فيهم عدد من المستشارين الإنجيليين للرئيس الأميركي دونالد ترامب، اجتمعوا يوم الخميس الماضي في الرياض مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي لا يزال دوره في قتل الكاتب الصحافي في صحيفة واشنطن بوست جمال خاشقجي غير واضح.

وفي بيان اشتمل على صور لحاضري الاجتماع، قال أحد أعضاء المجموعة "إنها رغبتنا في رفع اسم يسوع كلما طُلب منا ذلك وأينما ذهبنا".

وقالت الصحيفة إن الاجتماع في القصر الملكي في الرياض جاء وسط تساؤلات واسعة النطاق حول الدور الذي لعبه الأمير محمد بن سلمان في العملية التي أدت إلى مقتل خاشقجي بعد أن دخل القنصلية السعودية في اسطنبول في الثاني من تشرين الأول - أكتوبر.

وأضافت الصحيفة أن حلفاء ولي العهد يحاولون حشد الدعم له .

وفي بيان لها، قالت المجموعة إنها المرة الأولى التي يلتقي فيها ولي العهد مع الإنجيليين الأميركيين.

والإنجيليون البيض هم من بين أنصار ترامب الأكثر تفانياً، وقد التقوا في الأشهر الأخيرة مع قادة شرق أوسطيين آخرين يرونهم حلفاء في الضغط على إيران. ويعتقد القادة الإنجيليون أنهم سيكسبون المزيد من التسامح للأقليات المسيحية في جهودهم الدبلوماسية في أماكن مثل مصر، حيث ذهبت نفس المجموعة في الخريف الماضي للاجتماع مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومثل الإمارات العربية المتحدة، حيث توقفوا لمدة أربعة أيام من الاجتماعات مع كبار القادة قبل الذهاب إلى المملكة العربية السعودية.

ويلاحظ المنتقدون أن التمييز الذي ترعاه الحكومة ضد المسيحيين لا يزال مستمراً في المنطقة، وخاصة في مصر والسعودية، وأن هناك قمعًا شديدًا في هذه الدول للسجناء السياسيين والصحافيين المحتجزين من دون محاكمة.

وقال الناطق باسم الجماعة جوني مور، الذي يعمل أيضاً كالمنسق غير الرسمي للبيت الأبيض لمجموعة من الإنجيليين المحافظين المعروفين، إن مقتل خاشقجي وقضايا حقوق الإنسان الأخرى "تمت مناقشتها" الخميس مع الأمير السعودي. ورفض إعطاء مزيد من التفاصيل.

وقال مور "إن المملكة العربية السعودية هي من بين أغنى وأقوى وأهم الدول في الشرق الأوسط، في كل التاريخ. كما أن لها تأثيراً هائلاً على اللاهوت الإسلامي الذي يتم تدريسه في جميع أنحاء العالم. وفي حين أن المملكة مقيّدة ومثيرة للجدل في مسائل مختلفة وحرجة، فقد بدأت في عهد ولي العهد للخضوع للإصلاح واعترفت بالرغبة في التغيير بطرق عميقة. ولهذه الأسباب بالتحديد، اعتقدنا أن من الحكمة قبول الدعوة التي تلقيناها من المملكة، والتي صدرت قبل أكثر من شهرين، لكي نأتي كإنجيليين للمشاركة في حوار".

وفي رسالة لاحقة عبر البريد الإلكتروني، قال مسؤول العلاقات العامة في المجموعة الإنجيلية أ. لاري روس، الذي كان ضمن الوفد، لصحيفة واشنطن بوست إن مسألة حقوق الإنسان وخاشقجي كانت أول ما أثارته المجموعة مع الأمير محمد بن سلمان.

وكتب روس في رسالته الالكترونية: "لقد عدنا إليها مرة أخرى في وقت لاحق في المناقشة بسبب أهميتها، وقد تشجعنا بصراحة ولي العهد في رده".

"وأضاف روس لصحيفة واشنطن بوست: جئنا بروح واسم المسيح، لرفع اسمه. نحن لا نحكم على ونأمل ألا نسيء، بل نظهر إيماناً عظيماً بمحبة الله ونترك النتائج له. في هذه العملية، كنا قادرين على شرح معنى الإنجيليين وما نعتقد.

لم يكن من الواضح كم من الوقت استمر اللقاء في الرياض وكم من اللقاءات المنفصلة جرت هناك. فبالإضافة إلى اللقاء مع ولي العهد، التقت المجموعة الأميركية أيضاً مع وزراء الخارجية، والتعليم، والشؤون الإسلامية، والمركز العالمي لمكافحة الأيديولوجيا المتطرفة الذي تديره الحكومة، من بين آخرين.

المجموعة الأميركية كان يقودها جويل روزنبرغ، وهو خبير سياسي - استراتيجي إنجيلي تحول إلى روائي، يعيش في إسرائيل ويكتب كتباً عن النبوءات التوراتية. وكان آخرون في الوفد هم: العضو السابق في الكونغرس الأميركي السابق ميشيل باكمان. وجيري أ. جونسون، الرئيس والمدير التنفيذي للمذيعين الدينيين الوطنيين؛ ومايكل ليتل، الرئيس السابق والمسؤول التنفيذي الأول في شبكة الإذاعة المسيحية؛ والكاتب مايك ايفانز، ومور، وروس، وهايتزيغ، وهو راعي كنيسة في نيو مكسيكو، والرئيس التنفيذي السابق في شركة واين بيدرسون.

وقد وصف موقع "جيروزاليم بوست" الإخباري هذه المجموعة من الإنجيليين كسفراء غير رسميين لحكومة إسرائيلية تريد التحالف مع السعودية في مواجهة إيران.

وقالت صحيفة جيروزاليم بوست: "في علامة جديدة من العلاقات المتنامية بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، استضاف ولي عهد المملكة الأمير محمد بن سلمان وفداً من المسيحيين الإنجيليين يوم الخميس في الرياض بقيادة أحد المناصرين البارزين المؤيدين لإسرائيل والذي يعيش أيضاً في الدولة اليهودية"(إسرائيل)، في إشارة إلى جويل روزنبرغ.

وقال مور إن المجموعة لا تمثل إسرائيل بأي شكل من الأشكال ونفى أن تكون الرحلة منسقة مع البيت الأبيض.

وكان مور المنظم غير الرسمي والمتحدث باسم مجموعة من القادة الإنجيليين الذين عادة ما يحضرون إلى البيت الأبيض للتشاور والاحتفالات.

وكتب مور رسالة الكترونية إلى "واشنطن بوست" قائلاً: "إن هذه المزاعم كاذبة تماما. لم يكن البيت الأبيض على علم بقدومنا ولم ننقل أي رسائل من البيت الأبيض أو إلى البيت الأبيض".

وقال مور إن المجموعة دعيت من قبل المملكة منذ شهرين وكانت "أحدث حلقة في سلسلة من تمارين بناء العلاقات" بين الإنجيليين وزعماء الدول الإسلامية والعربية، وتهدف هذه الاجتماعات إلى اتخاذ "وجهة النظر طويلة المدى".

وقالت الصحيفة إن إدارة ترامب وحلفاءها من الشرق الأوسط يرحبون بصورة شبه حصرية بشريحة من المسيحيين الأميركيين الذين يشاركون أهداف السياسة الخارجية للبيت الأبيض. فقد حافظت الإدارات السابقة في الولايات المتحدة على مجالس استشارية دينية متنوعة. لكن النقاد على وسائل الإعلام الاجتماعية قد نشروا صور خاشقجي وتساءلوا عن سبب وجود المجموعة الإنجيلية في السعودية.

ترجمة: الميادين نت

المصدر : واشنطن بوست

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]