استنكرت الأوساط الفلسطينية مصادقة الحكومة الإسرائيلية على بناء أكثر من 20 ألف وحدة سكنية في مستوطنة "معاليه ادوميم" شرقي القدس المحتلة.

وقال خبير الاستيطان رئيس دائرة الخرائط الفلسطينية خليل التفكجي :" ان اهداف المشروع هو مستقبل القدس ووسط الضفة الغربية، ضمن مشرع القدس الكبرى ٢٠٥٠ الذي يقضي بإقامة مطار ومناطق صناعية جديدة وفنادق ووحدات سكنية في قلب وسط الضفة الغربية المحتلة .

وأضاف :ان المخطط يعنى ان معاليه أدميم ستمتد الى الغور ومنه الى البحر الميت، فالمدينة الاستيطانية التي تم اقامتها في عام ١٩٧٥، ستصبح جزءا من عملية تطويق مدينة القدس المحتلة من كل المنطقة الشرقية، علماً انها اول بلدية استيطانية يتم الاعتراف بها في الضفة الغربية.

وتابع التفكجي: يوجد في هذه المستوطنة ٤٢ ألف نسمة وستمتد في الأراضي المحتلة الى غور الأردن ضمن الكتلة الاستيطانية الشرقية لتقسم الضفة الغربية الى كتلتين مفصولتين جغرافياً وديمغرافياً شمالية وجنوبية.

وأوضح:ان هذه الكتلة لها مجموعة من الأهداف الاستراتيجية، وما يجري في الخان الأحمر هو جزء من هذا المخطط الضخم وفي مقدمته التطهير العرقي لكل التجمعات السكنية الفلسطينية وفي مقدمتها بادية القدس المحتلة وكل التجمعات في وسط الضفة، اما الهدف الثاني فهو تحقيق مشروع "القدس الكبرى" بالمفهوم الإسرائيلي عبر الضم الصامت الجاري حالياً .

"مشروع نسيج الحياة"

ولفت خبير الاستيطان الى "مشروع نسيج الحياة" الذي طرحة الحكم العسكري الإسرائيلي عام ٢٠٠٧ الذي يصل العيزرية بالأغوار فان تحقيق هذا المشروع اليوم بفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها عبر إغلاق منطقة العيزرية ليصبح أي فلسطيني قادم من الجنوب باتجاه الشمال يحتاج لاستخدام هذا الشارع للوصول الى رام الله عبر المعرجات قرب الطيبة أي ضعف المسافة تقريباً.

وقال: ان مساحة مستوطنة "معاليه أدميم" المبنية هي ١٠كم مربع، ولكن وفق المخطط الهيكلي لهذه المستعمرة المصادق عليه هو ٣٥ كم . وفي حال تنفيذ مشروع "القدس الكبرى" فان مجال نفوذ الأمني والسكني سيبلغ البحر الميت ويبتلع مساحة واسعة من الغور ومناطق "ج".

ثلاثة اهداف استراتيجية

واكد التفكجي ان هذا المشروع يأتي لتحقيق ثلاثة اهداف استراتيجية: اولاً السياحة العلاجية في البحر الميت وقربه من مطار النبي موسى المنوي اقامته (البقيعة) والثاني هو السياحة الدينية لقربها من مدينة القدس المحتلة، ثالثاً :السياحة العادية لقربها من الأردن ومناطق الأخرى في الشرق الاوسط بحيث تصبح محطة الوصول ومنها الانطلاق في المنطقة بشبكة الطرق السريعة والقطارات الحديثة والمطارات المتطورة بناء اتفاقيات مع دول المنطقة لتصبح إسرائيل المدخل لسياحة الشرق الاوسط .

عجز وتواطؤ المجتمع الدولي

ووجهت وزارة الخارجية والمغتربين انتقادات شديدة اللهجة إلى المجتمع الدولي، وقالت في بيان لها، إن " توسعة "معاليه أدوميم" يكشف عجز وتواطؤ المجتمع الدولي وفشله في حماية حل الدولتين".

وقالت الوزارة إن هذه المصادقة تغلق الباب نهائيا أمام أية فرصة لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين، ويفشل أية جهود تبذل لإطلاق عملية سلام حقيقية.

ووفقا للوزارة، فإن هذا المخطط يأتي في سياق عمليات تسمين الاستيطان في القدس المحتلة ومحيطها، عبر بناء سدود استيطانية تقطع الطريق على أي تواصل مع محيطها الفلسطيني، ويهدف الى تكريس المشروع الاستعماري التوسعي المسمى بـ"القدس الكبرى"، وفصل القدس الشرقية المحتلة عن محيطها الفلسطيني.

وأبدت الوزارة استغرابها لحالة التراخي واللامبالاة والإدانات الشكلية الخجولة التي تصدر عن المجتمع الدولي والدول تجاه هذا التغول الاستيطاني، وكذلك تقاعسها عن تنفيذ وضمان تنفيذ القرارات الأممية ذات الصلة، وهو ما يفقد تلك الدول، بحسب الوزارة، ما تبقى من مصداقية مواقفها وشعاراتها في كل ما يتعلق بعملية السلام، والمفاوضات، ومبادئ حقوق الإنسان.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]