نشهد في السنوات الأخيرة تطوّرات سريعة في مجال تشغيل النساء العربيات، وإذا كان مجال التربية والتعليم هو الوجهة شبه الوحيدة للمرأة العربية في العقود الماضية، فانّ النساء العربيات اليوم يخترقنّ كافة ميادين العمل، حتى تلك التي كانت تعد حكرًا على الرجال، مراكز ريان بإدارة شركة الفنار، وبدعم وزارة العمل والرّفاه ومؤسّسة جوينت، تساهم بشكل كبير في تعزيز هذه الظاهرة لدمج أكبر عدد ممكن من النساء العربيات في سوق العمل ومساواة نسبة التشغيل لديهنّ مع النسبة العامّة في البلاد، علمًا أنّ نسبة تشغيل النساء العربيات وصلت إلى 38.5% وتعتبر هذه قفزة نوعيّة إذ لم تتعدّ النسبة 27% حين بدأت المراكز عملها قبل 6 سنوات.

ريما أبو عجاج، ابنة الكسيفة في النقب، تبلغ من العمر 38 وهي أم لسبعة أبناء. ريما بدأت بتعلّم دورة قيادة حافلات، بمساعدة مراكز ريان، التفكير في هذا المجال نبع لكونها تملك هي وزوجها شركة حافلات وهما يعانيان بشكل دائم من النقص في سائقي الحافلات، وبسبب الانشغال الدائم في البحث عن سائقين قرّرت أن تتعلم بنفسها قيادة حافلات. تقول ريما أنّه في البداية تفاجأ الجميع إذ ليس مقبولا في المجتمع البدوي في الجنوب أن تقود امرأة حافلة لكن في نفس الوقت حصلت على الدعم بالذات من العائلة القريبة. وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا ليس مجال العمل الأوّل الذي تكسر ريما من خلاله الحواجز، فقد عملت منذ العام 2010 كسائقة تاكسي في منطقة كسيفة وعراد.

سهى حامد، ابنة قرية يركا، تبلغ من العمر 37 وهي أم لطفل بجيل 6 سنوات، عملت في الخمس سنوات الأخيرة كعاملة مطبخ في أحد المصانع، الا أنّها لم تشعر أنّ عملها يتوافق مع طموحها، فقررت خوض تجربة مثيرة وخاصّة. توجّهت لمراكز ريان لمساعدتها في الحصول على تأهيل مهني كسائقة حافلة. طاقم ريان وفّر لها كافة أدوات المساعدة من حيث تحديد مجال العمل المناسب وكتابة سيرة ذاتية ورؤية تشغيلية وتحضيرها لمقابلات العمل وكذلك تمّ منحها قسيمة لتعلم دورة قيادة حافلات، وبعد شهر واحد من إنهاء الدورة بدأت العمل، بمساعدة مركز ريان، كسائقة حافلة في شركة العفيفي. وتقول سهى أنّها تنصح كل شخص يطمح إلى تحقيق أحلامه في المجال المهني بالتوجه لمراكز ريان التي تقدّم كل الدعم والمرافقة الشخصيّة والتأهيل المهني المناسب حتى الاندماج بنجاح في سوق العمل.

أمل ديابات، ابنة الزرازير، تبلغ 30 سنة وهي أم لأربعة أبناء، توجهت لمركز ريان لمساعدتها في إيجاد عمل. أمل قامت بإشراك الطاقم في المركز بحلم طفولتها بالعمل كسائقة حافلة لكن كان لديها مخاوف من ردّة فعل المجتمع، في نهاية المطاف تغلبت على مخاوفها واجتازت تأهيل مهني كسائقة حافلة وتمّ قبولها للعمل في شركة ايجد في حيفا.

فاتنة عزام، ابنة دير حنا، هي قصة نجاح أخرى، هي أم لأربعة أبناء وتبلغ من العمر 43، عملت كسائقة سيارة إسعاف لمدّة أربع سنوات، وبفضل مراكز ريان حصلت على فرصة اكتساب مهنة قيادة حافلات والعمل في هذا المجال بوظيفة كاملة. تقول فاتنة أنّ حلمها هو أن ترى أكثر وأكثر نساء يندمجن في العمل في هذا المجال والمجالات الشبيهة.

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]