لخص د عبد الحميد صيام الخبير في شؤون الأمم المتحدة أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة "رتغرز بنيوجرسي" في حديث ل "بكرا" مواقف الصحافة في الولايات المتحدة الامريكية بخصوص تداعيات اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي بقوله "بشكل الصحافة في الولايات المتحدة تدافع دائما عن حرية الصحافة وحق التعبير , خاصة ان جمال خاشقجي هو احد كتاب الواشنطن بوست , وللأمانة والتاريخ فان الواشنطن بوست بالتحديد هي التي قادت حملة جبارة للتحقيق مع السعودية وادانتها وعدم تعاونها, وقد لحقت بها صحيفة النيويورك تايمز وشبكة "سي ان ان".

وأشار الى ان الوسائل الإعلامية الامريكية الرئيسية الثلاث هي التي قادت حملة بضرورة التحقيق مع السعوديين وفتح القنصلية السعودية في إسطنبول وضرورة كشف كافة الملابسات و فرض عقوبات عليها اذا ثبت تورطها واذا لم يثبت ذلك فلماذا تلزم السعودية الصمت, ولماذا لا تفتح أبواب القنصلية للتحقيق.

فوكس نيوز : الدفاع عن مواقف ترامب

وأوضح ان كل اشكال الصحافة في الولايات المتحدة الامريكية ما عدا شبكة فوكس نيوز التي تنتمي لليمين واليمن المتطرف الى حد ما كانت تحاول مسك العصا من الوسط وبالتالي تحاول دائما الدفاع عن مواقف الرئيس الأمريكي ترامب وصداقاته وعلاقاته.

واكد صيام ان الصحافة الامريكية بشكل عام تطالب أولا بالتحقيق الشفاف ثانيا ان تكون النتائج علانية وشفافة ثالثا اذا ثبت تورط السعودية بشكل دامغ ضرورة فرض عقوبات على السعودية ومقاطعة المؤتمرات لان على راس هذه الدولة نظام يرتكب جريمة في وضح النهار.

وبين انه في حال ثبت ان الجريمة ارتكبت عن عمد وسبق إصرار داخل القنصلية السعودية في إسطنبول ستحرج ترامب وسيضطر ان يتخذ مجموعات إجراءات وكما قال هو على شاشة التلفاز قد لا يلغي صفقات الأسلحة لانها توظف 450 الف وظيفة كما قال لكنه سيفرض أنواع من العقوبات على السعودية. فعلى سبيل المثال قد لا يشارك وزير الخزانة الأمريكي "ستيفن منوتشين" في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في السعودية، والمعروفة بـ"دافوس الصحراء" الذي سيقام خلال الشهر الجاري.

وقال ان هناك تعاون في كثير من المجالات بين الولايات المتحدة والسعودية على صعيد الاستخبارات والاستثمار والمعلومات , لذا لا بد ان يظهر ترامب الى الراي العام الأمريكي الذي يدين موقف السعودية ويرد على مطالب الأمريكيين في فرض عقوبات على السعودية وإعادة النظر في الكثير من العلاقات والعقود, ولكن بشكل قد يتجنب ترامب ان يفقد ميزانية الولايات مليارات الدولارات, هذا ما نتوقعه اذا ثبت تورط السعودية في هذه الجريمة النكراء.

العلاقات التركية السعودية

ووصف العلاقات بين تركيا والسعودية بانها متوترة أصلا, فعندما اخذت تركيا موقفا اقرب الى قطر وارسلت وحدات الجيش الى قطر توترت العلاقات بين السعودية وتركيا , لذا فان ارتكاب مثل هذه الجريمة في تركيا وان كانت في بقعة تابعة للسيادة السعودية , هو تحدي لتركيا واهانة للدولة التركية , وبالتأكيد ستكون هناك عقوبات وتداعيات , تركيا استثمرت هذه الحادثة استثمارا جيدا وبطريقة ذكية فقد احسنت عودة علاقاتها مع الولايات المتحدة , فاطلقت الراهب الذي كان مسجونا , والمعلومات التي لديها حول اختفاء خاشقجي كثيرة ولكنها تتصرف بحنكة بحيث تظهر المعلومات شيئا فشيئا حتى تستثمر هذه القضية الى نهايتها, تركيا تسعى الان لتوتير العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة , تريد تحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة وتوتير علاقات السعودية مع الولايات المتحدة وأوروبا , وبالتالي استثمار هذه الأوضاع لصالحها وصالح قطر أيضا, حليفتها الرئيسية التي وقفت الى جانبها مؤخرا عندما واجهت الليرة التركية هبوطا كبيرا بقيمتها فقامت قطر بدعم الليرة التركية بقيمة 15 مليار دولار.

ولم يستبعد د. صيام تأثير قضية اختفاء خاشقجي على الاقتصاد السعودي وقال من المحتمل ان تؤثر على صعيد الاستثمارات والزيارات والسياحة وإلغاء مؤتمرات لكن بشكل عام تجاوز هذه الازمة يحتاج الى اتخاذ إجراءات مهمة من قبل السعودية من خلال التعاون في التحقيقات وفتح أبواب القنصلية السعودية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]