من الواضح أنَّ تأسيس بيوت الضيافة في لبنان يشهد نموًّا في الآونة الأخيرة. وتستقطب هذه البيوت فئةً من السائحين تبحث عن أماكن أقرب إلى المساكن للإقامة فيها، أثناء إجازاتهم، كما اختبار طابع حياة السكَّان المحليين، وعاداتهم في الضيافة. وبين هذه البيوت، يبرز "بيت الورد الدمشقي" Damasc Rose Guest House في منطقة ذوق مصبح شرقي بيروت، ذو الهندسة المستوحاة من البيوت اللبنانيَّة القديمة.

رغب مالك "بيت الورد الدمشقي"، هشام محفوظ، أن يحقِّق حلمه الرامي إلى إنشاء دار للضيافة، وأن يقوم بنفسه برسم وتصميم شكل الدار، الذي لطالما داعب مُخيِّلته. وقد ترجم الأمر إلى واقع قبل نحو سنة. النتيجة: منزل من طبقتين يشبه إلى حدٍّ بعيد البيوت اللبنانيّة القديمة .

تُطالع زائر "بيت الورد الدمشقي"، في المدخل، بركة مياه كبيرة مُزوَّدة بنافورة حجريَّة. وتحيط الأحواض الملوَّنة الحاوية شتول الورد الدمشقي بالبركة، كما الكراسي المُلوَّنة والأرائك العربيَّة. وتتخذ الأبواب والنوافذ هيئة القناطر، في الطبقة الأولى.

في الصالون الرئيس، الذي ينقسم الى جزأين مفتوحين تفصل بينهما قنطرتان من الرخام، يلفت الانتباه زوجان من الثريات ينسدلان من السقف، وهما مشغولان من المعدن والحديد المطروق. ويقول المالك لـ"سيدتي. نت" إنَّ "مصدر زوجي الثريات، هو فندق بيروتي عريق كان عرض ممتلكاته وأثاثه للبيع في إثر الحرب اللبنانيّة، فاشتراهما المالك منذ سنوات طويلة، إضافة إلى كراس تتوزَّع في صالة الاستقبال وغرف النوم والفناء الخارجي". وأضح أنَّه جدَّد هذه العناصر.

إلى جانب غرفة الاستقبال الرئيسة، أو الصالون، هناك غرفة مؤثَّثة بأرائك منخفضة، فيما تتوزَّع على الجدار مجموعة من لوحات الرسَّام الأرمني أندريه كالفايان.

إلى يسار غرفة الجلوس العربيَّة، ثمة غرفة تحضن نول الحياكة، وهذا الأخير لا يزال مُستخدمًا من قبل بعض سكَّان المنطقة في صناعة المنسوجات. وقد احتفظ المالك به، للدلالة على تراث منطقة "الذوق" اللبنانيَّة. ويتزيَّن مدخل غرفة النول بصورة للأديب جبران خليل جبران، وبعض من كتاباته.

تتوزَّع غرف المنامة بين الطبقتين الأولى والثانية، مع مُلاحظة أنَّ الواجهات الزجاج الضخمة تطغى عليها، حتَّى تصحُّ تسميتها بالغرف الزجاج. وهي تبدو على هيئة مرايا من الخارج، فيما تكشف لشاغليها المناظر المحيطة. وتتلوَّن هذه الغرف بألوان مشرقة تحلُّ على الستائر والمقاعد والكراسي. وتتدلَّى من الأسقف ثريات ووحدات إضاءة مختلفة، من دون أن تحمل طابعًا معيَّنًا، تعبيرًا عن رغبة المالك في التنويع في الديكور. وفي الحمَّامات، يكسو بلاط مزخرف قديم الطراز الأرضيَّات.

تجدر الإشارة إلى أنَّ الفناء الخارجي، وتحديدًا الجلسات التي تحوط ببركة المياه، تُمثِّل المكان المُفضَّل في "بيت الورد الدمشقي" للسائحين، ولا سيَّما عندما تتفتَّح براعم الورد الدمشقي.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]