يصوّت عشرات الألاف من السكّان العرب في 30.10 المقبل لتحديد هويّة الرئيس القادم في كلّ بلد.

ويظهر جليّاً أن هناك اختلاف ما بين الحملات والدعايات الإنتخابيّة العربيّة واليهوديّة.

غياب الأحزاب

د. ثابت أبو راس قال لـبكرا:" اجواء الانتخابات لسلطاتنا المحلية تختلف هذه المرة عن مرات أخرى. الشعور ان الناس مهتمّة في الأمر من خلال إبداء رأيها في شبكات التواصل الاجتماعي أكثر من أي وقت مضى. ظاهرة غياب الأحزاب عن الساحة قللت من النقاش حول البرامج الانتخابية وتتركز على شخصية المرشحين وإمكانياتهم وقدراتهم. هذا الأمر يجعل الحملات الانتخابية أكثر سخونة. طبعا هناك تفاوت بين بلداننا بمعارك الانتخابات. ففي البلدات مع مرشحين اثنين بارزين كما هو الوضع في الناصرة سخنين أو كفر قاسم أو الطيرة تجعل المعركة أكثر سخونة مما عليه الامر في بلدات مع عدة مرشحين كما هو الامر في قلنسوة طمرة أو كفر قرع. هناك امكانية حدوث أعمال عنف في بعض البلدات مع مرشحين اثنين".

أوضح د. أبو راس، أشعر أن الحملات الانتخابية في الوسط اليهودي أكثر هدوءا وتخاطب عقل المواطن بدل دغدغة مشاعره كما يحدث في بلداننا. فهناك يدور نقاش حول إنجازات ومشاريع مستقبلية بينما يقوم مرشحينا بوضع شخصيتهم وليس مشاريعهم في مركز الحدث.

خلُص كلامه بالقول الى انّ:" نقطة ضوء في بلداتنا لا يمكن القفز عنها هي المبادرات المحلية والمبادرة القطرية "لمبادرات ابراهيم " واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية بتوقيع مواثيق شرف بجعل المعارك الانتخابية في بلداتنا نظيفة ونزيهة وخالية من العنف".

مخاطبة العقل

من ناحيته، قال مدير مركز المساواة والمجتمع المشترك - محمد دراوشة لـبكرا:" الأجواء الانتخابية في المجتمع العربي تزداد سخونة، وللاسف يشوبها في بعض الأحيان احداث عنف غير مبرره وغير منطقية، تسيء الى النسيج الاجتماعي الصِّحي في قُرانا ومُدننا. مثل هذه الأحداث لا تتناسب مع الصِّبغة الديمقراطية للإنتخابات التي يجب ان تكون عُرساً للحرية الفردية وأحقية الفرد في اختيار ما يراه مناسباً لمواقفه الخاصة، ومصالحه العامة".

وتابع:" الانتخابات يجب ان تخاطب العقل اكثر من مخاطبة القلب. وعليه يجب ان تكون لغة الإقناع هي لغة المنطق وليس تهييج العواطف والنعرات العائلية".

لفت الى انّ:" للأسف ليست كل فئات مجتمعنا بهذا المستوى من القناعة والوعي السياسي، وعليه تصبح مسؤولية المرشحين مضاعفة في زيادة الوعي وإرشاد داعميهم لنشر ثقافة المؤاخاة ونبذ الظواهر الشائبة".

وأنهى كلامه قائلا:" في المجتمعات التي تحترم الديمقراطية نهجاً، وليس فقط فكراً، نرى ان الاختلاف في الرأي هو فضيلة وليس جريمة او رذيلة. ومن هذه المجتمعات علينا تعلُّم القيم الصحيحة وان ننبذ الأفكار التي تودي الى الهاوية".

تسييس المعركة

من جانبها، قالت الناشطة الاجتماعيّة والشبابيّة - نسرين مرقس من "سيكوي"، لـبكرا:" ليس عندي اطلاع واسع على ما يجري بالمدن والبلدات اليهوديّة ولكن لفت انتباهي انها معركة شعارات وبعض المرشحين يركبون على الموجة العنصرية والتحريض على العرب لكسب الاصوات مثل المرشحين بالعفولة وكرميئيل ونحن بسيكوي نتابع الدعاية الانتخابية وسوف نتوجه للمستشار القضائي للحكومة للشكوى حول هذه الدعايات المحرضة. أما بالنسبة للمجتمع العربي وللأسف وبظل قانون القومية والتحريض علينا فالمعركة الانتخابية هي ليست "عرساً ديموقراطياً" وأنما بأغلبها معركة عنيفة ولا تقتصر على بلد أو قرية محددة وأنما يحزنني ان نراها ظاهرة عامة وكأنهم ذاهبون لفتح الاندلس مجدداً وينسون ان عضوية أو رئاسة مجلس أو بلدية هي ليست المنصب ولا الكرسي، ولا ينبغي ان يكونا هدفاً بحد ذاتهما أمام منتخبي الجمهور للسلطة المحلية ، فهما، وهكذا ينبغي ان يكونا ، وسيلة لقيام المنتَخَبين بخدمة المصالح العامة لجمهور ناخبيهم ولصيانة وتطوير هذه المصالح".

وأضافت:" يجب علينا وعلى قيادتنا ان نعمل لكي نسيّس المعركة الانتخابية المحلية ونعمل جميعنا لتحييدها عن العائلية والطائفية والتي بالنهاية ستترجم بالعمل اليومي لتحقيق مصالح فئوية والمصلحة العامة وهموم البلد ستكون بآخر سلم أفضليات كل منتخب".

واختتمت كلامها قائلة:" يجب أن يفرز مجتمعنا القوى الصالحة وفسح المجال لها لتقود بلداتها لتحصل الميزانيات لعموم المواطنين".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]