لم تمر التهديدات الأميركية لدمشق بـ"عزلها التام فيما لو عرقت العملية السياسية"، بدون أيّ ردٍّ من الجانب السوري. فخلال كلمته، قال جيم جيفري ممثل الولايات المتحدة الأميركية الخاص ب‍سوريا إنَّ "بلاده ستتبنى إستراتيجية عزلة تشمل عقوبات إذا عرقل الرئيس السوري بشار الأسد العملية السياسية لإنهاء الحرب السورية".

وعليه، فإنّ الرد السوري أتى سريعاً من قبل وزير الخارجية في الحكومة السورية وليد المعلم، الذي طالب بـ"الانحساب الفوري للقوات الأميركية والفرنسية والتركية من سوريا"، معتبراً أنَّ "أي قوات موجودة في سوريا ومن دون تخويل الحكومة، سيتمّ التعامل معها على أساس أنها قوات احتلال".

وخلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم السبت، أكد المعلم أنّ "بعض الدول تعمل على تسييس ملف عودة النازحين السوريين"، موضحاً أنّ "أولوية المشاركة في برامج إعادة إعمار سوريا هي للدول الصديقة التي وقفت إلى جانب سوريا في مواجهة الإرهاب".

واعتبر وزير الخارجية أنَّ "التحالف غير الشرعي بقيادة الولايات المتحدة حارب كل شيء إلا الإرهاب، وأهدافه تتماهى مع أهداف المجموعات الإرهابية في نشر الفوضى والقتل والدمار"، لافتاً إلى أنَّ "التحالف دمر مدينة الرقة وارتكب المجازر بحق المدنيين، وقدّم دعماً عسكرياً مباشراً للإرهابيين. ولذلك فإن الاسم الأنسب له هوتحالف دعم الإرهاب وجرائم الحرب".

ورأى المعلم أنَّ "السوريين صمدوا في وجه الإرهاب وداعميه انطلاقاً من قناعتهم بأن معركتهم هي معركة الدفاع عن وجودهم وتاريخهم ومستقبلهم وأنهم سينتصرون بها".

وأضاف: "لقد شاركنا بإيجابية في محادثات جنيف وأستانة وسوتشي، لكنّ العرقلة كانت تأتي من الجهات التي تراهن على الإرهاب".

وختم: "معركتنا ضد الإرهاب شارفت على الانتهاء وعازمون على مواصلة المعركة المقدسة حتى تطهير كل الأراضي السورية من رجسه".

رد فعل الوفد الأميركي

وعلى الرغم من توجيه المعلم تهديدات للتعامل مع القوات الأجنبية ومن بينها الأميركية الموجودة داخل الأراضي السورية، بدا رئيس وأعضاء بعثة الولايات المتحدة منشغلين عن كلمة المعلم بأمر آخر، ولم يبد عليهم الانزعاج أو التأثر بتهديدات وزير الخارجية السوري لقوات بلادهم.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]