يتضح من إحصائية نشرتها فضائية "روسيا اليوم" ان اعداد المسيحيين في الشرق الأوسط في انخفاض مستمر, فقد أظهرت الإحصائية ان نسبة الحضور المسيحي في فلسطين بلغ في العام 1920 12% من مجموع السكان وفي عام 1970 وصلت نسبتهم الى 5% وفي عام 2017 2%, وفي العراق عام 1920 6% وعام 1970 4% وعام 2017 1%.

ووفق الإحصائية كانت نسبة المسيحين في سوريا عام 1917 33% وعام 1970 وصلت الى 13% وفي عام 2017 10% , وفي لبنان عام 1920 كانت نسبتهم 77% وفي عام 1970 62% وعام 2017 39%. وفي مصر عام 1917 كانت النسبة 19% وعام 1970 16% وعام 2017 10%, وفي تركيا عام 1917 15% وفي عام 1970 0.8% وعام 2017 0.2%.

وعقب الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات ،أ.د. حنا عيسى على هذه الاحصائيات بقوله ان إن الحضور المسيحي في المجتمع الفلسطيني في الوقت الحالي يشكل اقل من 1% من تعداد سكان الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة ، وذلك لأن معظم مسيحيي فلسطين قد توجهوا إلى العيش في بلاد أخرى لأسباب مختلفة منها وجود الاحتلال الإسرائيلي في هذه الأراضي ، والوضع الاقتصادي السيئ ، وعدم وجود برامج وطنية سواء على المستوى الرسمي او الشعبي لبقاء المسيحيين. والإحصائيات الاخيرة تشير بأن عدد المسيحيين تقريبا 40.000 شخص في الضفة الغربية ، واقل من 5000 في القدس ، و733 في قطاع غزة ".

معظم الكنائس يترأسها اجانب

وأضاف ل بكرا ان من الأسباب أيضا عدم وجود كنيسة وطنية بمعنى اخر ان معظم الكنائس يترأسها أجانب وبالتالي لا يوجد لديهم خطة لبقاء المسيحي على ارضه, فهو يقومون بعملية خدماتية مشددا على ان الكنائس لا تساعد أبناء الطوائف ماليا, علاوة على ان هناك سفارات اجنبية تفتح المجال للمسيحيين من فلسطين للهجرة للخارج.

وأشار عيسى "من الأسباب المباشرة لانخفاض نسبة المسيحيين في فلسطين يعود إلى انخفاض معدل المواليد بين المسيحيين بسبب ارتفاع مستواهم الاقتصادي والاجتماعي، وفشل مشاريع التنمية والنهضة في معظم دول المنطقة، وشعور المسيحيين وفئات اجتماعية أخرى بلا جدوى البقاء بسبب تدني الأوضاع الاقتصادية والسياسية فيها، وبالرغم من المصاعب المعيشية إلا أن المسيحيين إلى جانب إخوانهم المسلمين ما زالوا يكافحون من اجل تنمية وازدهار هذا الوطن".

الهجرة الى الاردن

وأوضح، "في مدينة القدس كان مجمل السكان المسيحيين في العام 1944 يتجاوز 30,000 فردا، وأصبحوا الآن اقل من 5000 في اواخر سنة 2017 . حيث انه بفعل الاحتلال هاجر الكثير من المسيحيين سنة 1967 إلى الأردن والسكن في العاصمة عمان، لأنه توفرت الفرص أكثر بكثير منها في القدس، ولا غرابة أن نقول بأن عدد المسيحيين في استراليا اكبر منه في مدينة القدس الشرقية، وان عدد المسيحيين الفلسطينيين في الولايات المتحدة الامريكية اكثر بكثير من مدينة رام الله .

وقال عيسى "إن العوامل السياسية والاقتصادية هي وراء هجرة المواطنين، وعلى أصحاب الخطاب الديني ان ينتبهوا إلى المشروع الوطني المشترك والذي يشملنا جميعا دون فرق دين أو ملة.... مضيفا ان المهام الملقاة على عاتق مؤسسات المجتمع الرسمي والأهلي في فلسطين هي منع هذه الهجرة وترسيخ بقاء هذه الفئة والتطلع من خلال إيجاد الوسائل الفاعلة والتطلع إلى هجرة معاكسة ان أمكن.

مسيحيو الشرق الاوسط

اما مسيحيو الشرق الأوسط فقد انخفض عددهم كما يقول د. عيسى لعدة أسباب مباشرة اهمها الحروب المندلعة فيها والتي تستنزف قدراتهم الاقتصادية كما يحصل في العراق وسوريا, علاوة على ظهور الإسلام السياسي الذي يرفض الطرف الاخر وكذلك الالتحاق بأسرة فمثلا مسيحي في حمص او حماه واسرته في استراليا يقوم بالالتحاق بها , كما ان الكثير ممن يلتحقون بالجامعات في الخارج لا يعودون الى ديارهم, وكذلك الكثير ممن يتزوجون من اجانب يبقوا في الخارج.

وبالنسبة لمصر قال عيسى ان صعود التيارات الإسلامية والفقر المستشري تجبر المسيحيين على الهجرة , مشيرا الى ان عدد المسيحين هناك يبلغ حوالي 10 ملايين.



 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]