يخيّم القلق والخوف على أهالي امّ الفحم عقب جرائم القتل المتكررة، وآخرها كانت حادثة القتل التي أودت بحياة محمد حمّاد الحاج موسى محاميد البالغ من عمره 33 عاماً.

الشارع الفحماوي أعرب لـ"بكرا" عن تذمّره من انتشار أفة العنف والجريمة وهذا ما قاله المواطنون..

زمن المخترة 

مؤسس منتدى قيادة في امّ الفحم - علاء اغباريّة قال لـبكرا:" جريمة تلو الأخرى تنهش بمجتمعنا العربي للأسف وهذه المرة كالعادة، بلدي لها الحصة الأكبر ، أصبحت كل مشكلة كما يبدو للأسف حلها السلاح والقتل، أعتقد بعد هذا كله انه يجب ان نعود لزمن "المخترة" وصلحة عربية"، كانت هذه الأيّام بالفعل التي سجّلت اقل نسبة قتل ومشاكل على مدار عقود، حيث ان اغلب المشاكل حلّت بكلمة من وجهاء العائلات وتم الصلح. 
المسؤول كما اسلفنا هي حكومة اسرائيل المتطرفة، والشرطة المستفيدة من هذا العنف والقتل والتشرذم، والسؤول الأوّل البيت والتربية. لن نعيد النقاش بهذا المحور، محور " من المسؤول"، كلكم راعً وكلكم مسؤول عن رعيّته، الم يقلها الرسرل الكريم؟ اذا فل نبدأ من بيتنا قبل القاء اللّوم، حتى لو اعتمدت هذه الحكومة ان تشرذمنا وتقسّمنا وتعزف على اوتار دمنا.

الجرائم يجب ان تتوقف والحل يجب ان يكون لدينا ومنّا ، السؤال ما هي الحلول وليس من المسؤول بهذه الفترة الحرجة، المجتمع العربي والشباب خاصة فقد البوصلة، وهذا الشهر كانت ثلاث عمليّات قتل، ،كلّها "بالطعن"، اي بالسكين وليس السلاح، هنا نستطيع ان نفهم ان الشرطة لا علاقة لها بذلك لان الحقد والتسرّع بأيدينا، يجب اقامة لجنة صلح وتوعية تضم دعاة واكادميين، عند اول مشكلة يتم الاصلاح بين الناس ورأب الصدع قبل حدوث الكارثة".

نشجب ونستنكر 

الشاب اياد حسّونة قال لـبكرا:" نترحم على كل من سقط صريعاً مغدوراً في ام الفحم والوسط العربي .لقد أمسينا وأصبحنا ننتظر الجريمة المقبلة، ومن هو المستهدف القادم الذي ينتظره الدور؟؟! هذا حالنا اليوم نستنكر، ونشجب، ونندد لكن لا فائدة من كل هذا المجهود المهدر دون جدوى . أين الدين فينا ؟؟!! أين النخوة ؟؟!! أين التسامح والصبر؟؟!!!ان الثقافة قد أعدمت في وضح النهار ونحن ننظر دون حراك الا ما ندر، نحرض على الفعاليات الثقافية والمسرحية والموسيقية بل وتعدى ذلك للتحريض وإلغاء فعاليات رياضية تصب في خدمة التثقيف المجتمعي وتقبل الأخر.
من هنا نبدأ لتقبل الأخر المختلف عنا وإدراك ان لي ولك حق في ممارسة الفعاليات الثقافية المتنوعة وزرع قيم الأخوة والمحبة بين افراد المجتمع الواحد".

وأنهى كلامه قائلا:" ولا انتظر حلاً لمشكلة العنف والقتل في مجتمعنا لأنه من الصعب ان تسيطر على هذه الظاهرة المغروسة في كل المجتمع العربي في الداخل الفلسطيني.وبدوري افضل الرحيل من مدينتي التي ترعرعت بها من صغري على ان يكون الدور علي او على احد ابنائي لا سمح الله".

سرطان

من جانبه، قال الشاب عبد الحليم محاميد لـبكرا:" لا نقول الا حسبنا الله ونعم الوكيل ، العنف ليس مستشري بيننا، بل أصبح جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وبتنا نؤمن بأنه لا أمن ولا أمان لنا في بلدتنا الحبيبة ام الفحم خاصة وفي بلداننا العربية عامة. مجتمعنا مريض بالسرطان، وقاداتنا يعالجون المرض بالمسكنات بدلا من اجتثاث المرض ومعالجته بشكل جذري".

وزاد:" غابت القيادات عن الواقعية ، وتشبثت بالشعارات والاستنكارات المشؤومة ، والتي لم ولن تعالج هذا المرض اللعين".

خلُص كلامه بالقول الى انّ:" أدعو من هنا كل الكوادر الشبابية الغيورة على بلدنا وعلى شعبنا أن نتحد سوية وأن نبدأ بطرح حلول عملية مع آليات لتطبيقها . سأكون في انتظار توجهاتكم ومن هنا نبدأ".

فخر بحمل السلاح

من ناحيته، قال المواطن فوزي نادر محاميد لـبكرا:"نقول أولا لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم, ونسأل الله أن يحمي مجتمعنا من هذه المصائب, رحم الله الفقيد وأهلم أهله الصبر والسلوان. الحادث أليم والمصاب عظيم, وأدعوا جميع الأطراف التحلي بالصبر, وكان الله بعونهم. تتعدد الأسباب، وتتطاول الأيادي وتحدث الجرائم بشتى أنواعها. لعدم وجود رادع حقيقي مع توالي جرائم القتل، وحمل السلاح الغير شرعي وانتشاره .وللأسف فان الكثير من الشباب يتفاخرون بحمل السلاح, ولا يجد الكثير منهم ملاذا آمناً ليقضي فيه أوقات فراغه وفي المقابل نرى العديد من الشباب الذين يعرفون من ذواتهم او بتوجيه من اهاليهم للتوجه الى المراكز الجماهيرية, والأندية الرياضية وممارسة هواياتهم".

وأضاف:" وكل شيء يبدأ من البيت، وأكرر البيت ثم البيت، تعويد الأولاد وتشجيعهم منذ الصغر بممارسة هواياتهم كالقراءة والمطالعة والتميّز في الدراسة, وكل ما هو إيجابي لمنفعة مجتمعنا لما فيه خير للجميع".

واختتم كلامه قائلا:" ابناؤنا أمانة في اعناقنا، علينا توفير ما نستطيع لهم من ارشاد وتوعية وتوجيههم الى الأمور التي فيها صلاح المجتمع, وزرع روح التسامح والتآخي بينهم وهذا استمرار لما تقوم به المؤسسات التعليمية وليس عندي ادنى شك بالقيام بدورها في كل هذه الأمور, وفي البيت تكون اللمسات الأخيرة، وكل هذا من بداية الصفوف الأولى للأولاد. وأتمنّى ان تكون آخر المصائب وآخر الأحزان، فالجميع يعلم أنه ليس هناك منتصر أو فائز، فما هو إلا شرّ إن لم نعمل على تخفيفه حتى إزالته بالكامل سيعم الفساد في المجتمع.
والله ولي التوفيق".

بيان رابطة الأئمة 

وعمّمت رابطة الائمة في امّ الفحم بيانا صحفيّا وصلت نسخة عنه لمكاتب بكرا وجاء فيه:" بسم الله الرحمن الرحيم، رابطة الائمة في أم الفحم تستنكر حادثة القتل التي راح ضحيتها المرحوم محمد حماد حامد .. وتدعو الاهل جميعا إلى رباطة الجأش والتحلي بالصبر ... أهلنا الأحباب.... ليست هذه جريمة القتل الأولى التي تشهدها بلدتنا الحبيبة وهذا يستدعي منّا جميعا أن نعود إلى الله تعالى وأن نتكاتف ونتحاب ونجتنب أسباب الفتن كلها... خصوصا التراشق الكلامي الذي نشهده في قنوات التواصل الاجتماعي ....إننا على يقين بأنّ لدينا القدرات كل القدرات بإذن الله تعالى بتعدي هذه الأزمة إذا ما وحدنا الجهود والطاقات وصوبناها اتجاه وصوب مصلحة البلد".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]