**********

يصادف بعد ايام قليله وتحديدا في التاسع عشر من ايلول الجاري مرور شهرين على قرار الحكومه الاسرائيليه المتمثله برئيسها بنيامين نتنياهو لسن القانون المشؤوم قانون القوميه.
تناولنا كثيرا هذا الموضوع بكل اسقاطاته وابعاده ومدى تاثيره علينا نحن هنا في الداخل ، وعلى كل الفلسطينيين بكل بقاع العالم، بل وايضا ابعاده على الدول العربيه.
وقد شهدنا الحراك الجماهيري والشعبي من خلال المظاهرات والاحتجاجات التي اجتاحت كل القرى والمدن العربيه ، متوجة بالمظاهره الجباره في وسط تل ابيب .
واستمر النضال والتحرك الرسمي بسلسلة من الاجراءات ووفق برنامج مدروس ، وبخطوات سياسيه حكيمه.
فالى جانب العمل النضالي الجماهيري التي اعلنت عنه لجنة المتابعه العليا للجماهير العربيه كان الجانب القضائي بالالتماس الذي تقدمت به الى المحكمه العليا للمطالبه بالغاء هذا القانون باعتباره قانونا عنصريا ومنتهكا لمبادئ الديموقراطيه ويمس بمعايير اساسيه في القانون الدولي والشرعيه الدوليه ويتيح ممارسات الابرتهايد ، هناك تحركات ومسارات اخرى كانت على مستوى دولي ، حيث تابعنا في الاسبوع الاخير الحمله الدوليه التي قام بها نواب القائمه المشتركه وزيارة برلمان الاتحاد الوروبي في العاصمه البلجيكيه"بروكسل" ، وقد كان لهم جلسات ولقاءات مهمه وناجحه مع مسؤولين ووزراء بهدف حث المجتمع الدولي على اتخاذ قرارات ضد قانون القوميه.
بالرغم من تصريح وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي " موغيريني" بان هذا القانون شان اسرائيلي وانها تحترم الجدال الداخلي حول الموضوع ،هذا لا يعني ان هذه الزياره باءت بالفشل كما يدعي بعض المراقبين السياسيين !
ولو كان كان الامر كذلك لما كانت محاولات رئيس الحكومه وخارجيته لابطال هذه الزياره ، ولا هذه الموجه الهوجاء التحريضيه وهذه الضغوطات على " موغيريني " لثنيها عن عقد هذا اللقاء معهم ! والضغط على وزير خارجية لوكسمبورغ وعلى قيادة الحزب الاشتراكي الديموقراطي في البرلمان الاوروبي كي لا يجتمع مع نواب المشتركة.
وما كانت هذه الحمله الاعلاميه وقد جن جنونها على نواب القائمه المشتركه بسبب تدويلهم لهذه القضيه وفضح ممارساتهم امام الرأي العام !
ولما اليمين الاسرائيلي استشاط غضبا !!
ولنذكر ان عدم رضوخ موغيريني لضغوطات نتياهو هو بحد ذاته نقطه لصالح المشتركه.
وان عدم نجاح جهودهم الدبلوماسيه هو نجاح لجهود ودبلوماسية نوابنا في القائمه المشتركه ، وانجاز يسجل لصالحهم.وهنا لا بد من مامة شكر لمركز مساواة لجهده الملحوظ في التحضير لاجل انجاح الزيارة.

ولنتذكر ما قالته الوزيره موغيريني في مناسبات وجولات سابقه اخرى حيث صرحت بان الحل الامثل للمسأله الفلسطينيه هو حل الدولتين .
يجب علينا ان نؤمن بان كل خطوه تساعد على النضال ضد قانون القوميه يحب ان نستغلها ونستثمرها وعلى كل المستويات.
هذا هو واحبنا ان نقرع كل الابواب سواء الموصده وغير الموصده ولندخل بكل ثقه ولنضرب على الطاوله ، فنحن اصحاب حق.ولا يوجد عاقل يتوقع نصرًا مبيناً خلال اجتماع واحدا او جولة او جولتين لان هذا جهد متراكماً.

وعليه فان الزياره التاريخيه للنائب احمد الطيبي والنائب جمال زحالقة اعضاء لجنة القدس في المشتركة الاسبوع الفائت لجامعة الدول العربيه والتي تعتبر سابقه تاريخيه اذ ولاول مره في تاريخ الجامعه يقوم قيادي من الداخل الفلسطيني بالقاء خطابا امام وزراء الخارجيه العرب لهو تحرك سياسي ودبلوماسي على اعلى المستويات ويصب في النضال ضد قانون القوميه وشرح مكانة الفلسطينيين في الداخل ووضع القدس.وخاصة انه لم يطلب تنديدا او استنكارا وانما كان واضحا وشجاع جريئا في خطابه امام وزراء الخارجيه العرب.كما عقد النائبان الطيبي وزحالقه ندوة سياسيه هامة امام رؤساء الدوائر والاقسام في الجامعة العربية ومؤتمرا صحفيا حضره عشرات الصحفيون.
وقد اطلقها د.الطيبي مجلجلة " جئتكم من الجزء الاساس من الوطن نحن اصل الاصل حافظنا على الهويه الوطنيه ونناضل بشموخ وعزه ونقف هنا بينكم بشموخ ونقف هناك في ارضنا بشموخ وعزه
نناضل من اجل حقوقنا ..ندافع عن شعبنا ومقدساته في القدس ، عن كنائسها ومساجدها ، اقصاها وقيامتها "
ندافع عن الجليل والمثلث والنقب..
ندافع عن الروايه الفلسطبنيه التي يستهدفها قانون القوميه.
واضاف الطيبي قائلا
لا نريد منكم التدخل في شؤوننا الداخليه ، نريد منكم ان تشرحوا اكثر للاوروبيين عن قانون القوميه .
واردف قائلا ، لا نريد منكم تزويدنا بالسلاح ، لا نريد صوريخا ولا دبابات ولا طائرات ، انما نطالبكم بتعزيز سلاحنا ،سلاح العلم والابداع.لقد ظلمتونا واسأتن تعاملكم معنا على مدى عقود وكأنكم تعاقبوننا لاننا صمدنا في ارضنا ووطننا..
حقيقة كانت كلمات ليست ككل الكلمات !
كلمات شامخه ، كلمات فيها عزة وكبرياء ، كلمات عبارة عن كتيبه بكل معداتها من شموخ وعنفوان وتواضع وحس وطني صادق
كلمات الند بالند ، من صاحب حق
كلمات لا تستجدي ولا تستعطف احدا لا موغيريني ولا اي زعيم عربي .
بل هي رسالة واضحه تجلت بكلماته الاخيره امام الجامعه العربيه عندما قال،" دعونا نغير نحو الافضل للمواطن والوطن في بلادكم، العدل والمساواة والتسامح وليكن الوطن العربي فوق الطوائف والمذاهب كذلك على العالم العربي الا يكون اسيرا لمذاهبه وطائفه "
بلا شك هي ايضا رساله جليه للامه العربيه الاسلاميه والمسيحيه ، ومسار اخر من مسارات النضال ضد قانون القوميه.
النضال الميداني هنا هو الاساس ولكن الحراك الدولي بموازاته هو ازاة هامة ويجب ان تستمر وتتراكم..

....................غسان عبدالله
عضو المكتب السياسي للعربية للتغيير

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]