رغم أن موعد الانتخابات لرئاسة السلطات المحلية يقترب، حيث يفصلنا عن يوم الانتخابات (30.10.2018) أقل من شهرين، وفي حين أن الصورة العامة للانتخابات باتت واضحة في معظم البلدات، إلّا أنها في قرية المشهد، ما زالت غير ذلك، حيث أن الصورة هناك ضبابية وغامضة.

في المشهد، وكما في معظم البلدات العربية، تجري الانتخابات على خلفية عائلية، حيث أن الأطر الأساسية التي تتجمع الأصوات وفقها، هي الأطر العائلية.

وكما جرت العادة في المشهد في معظم الحالات، يتنافس على رئاسة المجلس غالبًا، وبشكل أساسي، مرشح من عائلة حسن، وآخر من عائلة سليمان.

مرشحان من عائلة سليمان .. وقد يترشح آخر

هذا العام الصورة تختلف قليلًا، فمن عائلة سليمان، يترشح رئيس المجلس السابق، حسين سليمان، كما ويترشح أيضًا الرئيس السابق والذي شغل منصب الرئيس بالدورة ما قبل الأخيرة، وجيه سليمان، ويدور حديث في القرية أن هنالك مرشح آخر قد يعلن ترشحه، وهو المربي خالد سليمان وهو استاذ مدرسة معروف، لكن لا شيء نهائي حتى الآن، وما إذا كان سيترشح فعلًا، وإذا ترشح، هل سيعني ذلك انسحاب الآخرين او أنه سينافسهم.

الحارة الفوقا .. 

ويترشح من جهة أخرى، المربي رائد عرفات، وهو استاذ مدرسة معروف أيضًا، ووفق ما يدور في الشارع المشهداوي، فإنه بترشحه يحصل على دعم كبير من "الحارة الفوقا" والتي تضم عدة عائلات، بينها عائلة مرعي.

عائلة حسن .. لا قرار نهائي بعد

أما العائلة الكبيرة الاخرى، أو القطب السياسي الآخر في القرية، فهي عائلة حسن، فرئيس المجلس الحالي من هذه العائلة، وهو محمد يوسف حسن (أبو يوسف)، وهو رئيس سبق وأن ادار المجلس في سنوات مضت أيضًا، ولم يعلن بعد رسميًا عن ترشحه أو عدم ترشحه. ومن جهة أخرى فهنالك المربي عبد مصباح حسن، وهو استاذ مدرسة معروف، أعلن بين المقربين عن ترشحه قبل فترة. ولكن الموضوع ما زال غير نهائي، فقد عقد اجتماع داخلي للعائلة قبل فترة، وتم فيه فتح امكانية الترشح، فترشح أكثر من شخص منهم رجال أعمال وشخصيات اعتبارية واجتماعية معروفة، ولم يتم التوصل بعد لصيغة نهائية، ومن الذي سيترشح، وهل سيكون لوحده أم أن هنالك انقسام بالآراء وبدعم المرشحين.

مرشح يناهض العائلية!

ويترشح للانتخابات هذه، للمرة الثانية، رجل الأعمال فاروق حسن، وهو مرشح رفع شعار "اللا عائلية" منذ بداية حملته، مؤكدًا على أنه رغم اعتزازه الشديد بانتمائه لعائلته، وللمشهد، ورغم اعتزازه بانتماء كل مواطن من المشهد لعائلته، وأنه رغم اعتباره بأن العائلة هي إطار مهم جدًا، إلا أنه يرفض الترشح باسم العائلة لرئاسة المجلس، ولا حتى مناقشة هذا الأمر، فاختيار رئيس المجلس – برأيه- يكون وفق معايير مهنية بحت، لا عائلية ولا فئوية، وأن المرشح يجب أن يكون مرشحًا لكل البلد، قبل ان يكون رئيسًا للسلطة المحلية المعنية بشؤون كل البلد.

ويشهد الشارع المشهداوي حالة من الاستياء من هذه الضبابية، فيما ينتظر أن تتوضح الأمور أكثر في الأيام القريبة القادمة.

جدير بالذكر أن الأمور غير واضحة حتى الآن وقد تحصل تغييرات، وهذه المعلومات حصلنا عليها من حديث مع أشخاص من عدة أطراف سياسية في القرية، وهي تلخيص وتحليل للمشهد في المشهد .. وقد تكون بعضها غير دقيقة، وأخرى قد تتغير، وهذا ممكن وواقعي في السياسة.

ومهم ان نذكر أيضًا، أن ظاهرة العائلية، رغم أننا ننتقدها، ورغم أن البعض يفضل عدم التحدث بها رسميًا وخصوصًا في وسائل الإعلام، إلّا أنها واقعية، وحقيقية، والعائلات هي الأطر الوحيدة التي تجمع الناس، خصوصًا في القرى،  وفي الشارع العام يتم الحديث "بلهجة العائلية" بشكل واضح، وواجبنا كصحافة أن نواجه الواقع كما هو، لا أن نحاول تجميله أو أن نحاول عدم الاعترافه به، وإخفائه كما تفعل النعامة حين تضع رأسها داخل الرمال معتقدة قد اختفت عن الأنظار.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]