مع تعثر محادثات تحقيق المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس يصبح المواطن الغزي في حيرة من امره وتساؤلات كثيرة تدور في ذهنه.

وقال الاعلامي عبد الناصر أبو عون من غزة ل بكرا انه مع كل بداية للقاءات المصالحة الفلسطينية، يشعر المواطن أنها تقترب أكثر من انجازها، ولكن سرعان ما تخرج التصريحات والسجالات الكلامية من هنا وهناك، حتى تتلاشي أمنيات تحقيقها، ويصبح المواطن في حيرة من أمره، وتساؤلات كثيرة تدور في ذهنه، أبرزها لماذا لا تنجز المصالحة؟، إذا كان هناك كثير من النقاط تم التفاهم عليها؟ وتابع يقول "ربما الشيء المطمئن في هذا المجال، أن اصرارا مصريا ملحوظاً على انهاء هذا الملف، وهذا ربما يفسر أن رغبة دولية وإقليمية شديدة تدفع باتجاه تحقيق المصالحة، مؤكدا أن الفيتو الذي كان مفروضا في السابق، تم ازاحته، و لكن العقبة الرئيسة التي تعترض طريق المصالحة اليوم، هي من أطراف المصالحة أنفسهم، والملفات التي تكدست على مدار سنوات الانقسام.

ملف التهدئة ليس ببعيد عن ملف المصالحة


وبخصوص ملف التهدئة قال الاعلامي ابو عون "ان ملف التهدئة ليس ببعيد عن ملف المصالحة، بل هو مرتبط ارتباطا وثيقا به، والملاحظ من خلال ما تم تداوله في السابق من أخبار حول هذا الملف، أن المصالحة مدخل أساسي للتهدئة، لكن يجب التنويه هنا أن هناك فهم خاطئ يدور حول التهدئة، ربما يندرج في إطار الإشاعة أو بالونات الاختبار، وغيرها من الأحاديث التي تعلقت برفع سقف مطالب التهدئة، لكن وعلى لسان أكثر من مسؤول فصائلي، ما يتم الحديث عنه هو ليس هدنة تمتد لعدة سنوات، إنما هي تفاهمات لتثبيت ما تم الاتفاق عليه عقب عدوان 2014 على غزة".

واردف قائلا "وهنا يجب تسجيل كلمة حق في صالح مسيرات العودة كونها حركت مياه السياسة دوليا واقليما تجاه فلسطين وليس غزة، ولكن لأن غزة هي الوحيدة التي تتشبث بمقاومتها ضد الاحتلال، أخذت هذه الأهمية، بالإضافة إلى الأوضاع المعيشية الخانقة نتيجة الحصار والعقوبات، والتي شلت معظم مناحي الحياة، وهذا كان دافعا للاحتلال للتوجه نحو هدنة وليس تهدئة، خوفا من انفجار غزة، ما يترتب عليه نتائج غير محمودة العواقب".

الأوضاع الاقتصادية

وتطرق ابو عون في حديثه الى الاوضاع الاقتصادية في غزة وقال من الملاحظ أن غزة تعاقب لأنها كما قلت سابقاً هي الوحيدة التي تقول لا للاحتلال على مستوى المنطقة والإقليم، هذا يحتاج إلى كسر هذه الإرادة، لكن الاحتلال وعلى مدار عقد من الزمن يحاصر غزة، شن ثلاث حروب، كل هذا لم يستطع أن يكسر تلك الإرادة، الآن يوجد تسليم حتى من جانب اسرائيل على أن غزة لن تغير من طبيعتها بعدما مارست عليها كل الظروف الصعبة، واستطاعت الاستمرار، لافتا ان اليوم تعصف بغزة أكثر من أزمة ، الحصار، عقوبات السلطة، تقليصات الوكالة، وغيرها من الأزمات المنبثقة عن تلك المشاكل.

واشار ابو عون الى ان العالم بأسره أيقن ألا حل مع غزة، وبتالي يجب تحسين الأوضاع الإنسانية، وهذا ما يفسر الحراك المحموم دوليا، لإنهاء معاناة غزة، الخطأ هنا هو التعامل من جانب إنساني، مع المطالبة بتقديم أثمان سياسية من قبل المقاومة، وهذا ما ترفضه المقاومة، قولا وفعلا على الأرض، وربما تحقيق المصالحة على أسس سليمة هي المدخل لتحسين الأوضاع الاقتصادية.

الاوضاع في غزة اشبه بالموت السريري

واكد ان معظم شرائح المجتمع الغزي، تعيش نفس الأوضاع نفس المستوى، الجميع مهدد، الموظف التابع لغزة يعاني، موظف سلطة رام الله يعاني، تقليصات الوكالة أثرت على آلاف العوائل، تراجع على مستوى ما كانت تقدمه جمعيات ومنظمات المجتمع المدني، تأخر في صرف مخصصات الشؤون الاجتماعية، رواتب الشهداء، والأسرى، القطاع الخاص وما يعانيه من خسائر فادحة، الأوضاع في غزة أشبه بالموت السريري، سكان غزة يعيشون حالة الكفاف، ، بالكاد يجدون لقمة عيشهم، مع تخليهم عن أشياء كثيرة اليوم تحسب على الاحتياجات الأساسية وليس الكمالية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]