اسدل الستار على مهرجان "مقدسة 2018 " مساء امس باحتفال "كلنا" والذي اقيم في حديقة ميتشل على الخط بين القدس الشرقية والغربية، مقابل سور البلدة القديمة، حيث اجتمع محبّي القدس من شرقها وغربها لتفحّص وخلق الحلم.

واكد القائمون على المهرجان ان "كلنا" كانت عبارة عن تقليد موسيقي جديد وفريد احتفى بالقدس وصوّغ لامكانية شرق اوسط نصبو إليه جميعاً. وهو تقليد سنوي لدينا، اختار أن يسلّط الضوء على الخير المشترك بيننا دون تجاهل أو نسيان التعقيدات والصعوبات المتأصلة.

وجمعت خشبة المسرح ممثلي جميع الأنماط والقبائل التي تشترك في الشرق الأوسط؛ ساريت حداد، واحدة من أكثر المطربين الرائدين والأكثر نجاحاً في إسرائيل، إلى جانب فيوليت سلامه ، واحدة من أبرز المطربات في العالم العربي. رافيد كحلاني من The Yemen Blues" " إلى جانب نيتا الكايم التي تحافظ على موسيقى المغرب العربي وتجددها. شريف، الصبي الذي أصبح مطربًا ناضجًا يجمع بين الشرقية والعطر المعاصر، الحاخام دايفد مناحم ، الذي يعمل كجسر لجميع سكان القدس المتنوعين ، نيتا وينر ومحمد مغربي (من نظام علي) ورابر السلام الشرقي ، موزي رابس. وقدم كل مغني على خشبة المسرح كفنان منفرد، ولكن وادوا أعمال مدهشة وثنائية من إبداع المايسترو توم كوهين، الذي يقود أوركسترا الشرق والغرب.

المسار الصحيح 

ويرى القائمون على مهرجان مقدسة انه في نهاية المطاف سوف تسير الأمور بمسارها الصحيح. لأننا نؤمن، ، بأننا نرغب في عمقنا أن نحيد دفة الميزان نحو ما هو صالح. حتى وإن كان صخب الضوضاء هو ملك الموقف وأن التصدّع سيد الزمان، إلا وأننا في نهاية المطاف ننجذب نحو النور والذي هو نبراسنا لأننا نتشارك بأطهر بقعة من السماوات في المنطقة.

ويقولوا ان النهاية السعيدة آتية، لا محالة؛ لأنها مآب جميع الترّهات. حتى وإن بدا لنا في الوقت الحالي بأن الأشرار قد ربحوا الجولة، ومع الشعور المتفاقم بأن الأمل قد لفظ أنفاسه الأخيرة، إلّا أننا نعلم بأن البطلة ستقف على رجليها وتجد طريقها في النهاية.

ويؤكدوا اننا سنجد سعادتنا في خاتمة الأمر، لأن التمرَ ما زال حلواً والبامية قد أينعت والعنب يقطُرُ شهداً. سنلتئم وسعادتنا لأن الموسيقى لها سحرها وحَرُّ الصباح يجعلنا نتنفس الصُعداء، ونسيم الليل يجفف آخر قطراتِ العَرَقْ.

البداية والنهاية 

وفي النهاية، سوف تتحوّل النهاية إلى بداية، من نوع آخر. يمكن أن تتجلّى هذه الصورة هذا الصيف –على الرغم من أنه احتمال غير وارد– وقد نضطر إلى انتظار قدوم المسيح وحماره الأبيض (يقولون بأن اللانهاية لا تهاب من رحلةٍ طويلة). ومن الممكن أن تلك النهاية قد تحدث في مكان ذي بُعدٍ آخر. ويمكن أن نُضيّع مهابة اللحظة جرّاء تسمّرنا أمام هواتفنا الذكية، من الجائز... لكنها ستحدث شئنا أم أبيْنا!

ولكن حتى حلول تلك اللحظة الجليلة، سنواصل تقديمنا لاحتفال "كلنا"؛ كل عام. ليس لأننا نستطيع التواجد سوياً ومن الجائز أن نتمكّن من التمتع باللحظة، بل لأن ذلك سيصوّر لنا إمكانية تواجدنا في نفس الفضاء المكانيّ لحظة تحقق حلمنا المتجذّر في الواقع والذي لا يأبى إلّا أن يتحقق.

وكان مهرجان "مقدسة" (" ميكودشت"- بالعبرية) قد افتتح في القدس في الثامن من الشهر الجاري بمشاركة فنانين فلسطينيين وإسرائيليين وأجانب. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]